تصاعُـــدُ المقاومة وتقهقُـرُ محور الشر
د. شعفل علي عمير
مَن يتابعِ الأحداثَ من بدايتها ويقرأْ مجرياتِها على المستوى السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي يصلْ إلى نتيجة حتميتُها زوالُ الكيان الصهيوني أولاً، وتفكك منظومة الشر ثانياً، ناهيك عما سوف يترتب على هذه الهزيمة من آثار سلبية على اقتصاديات الدول المشاركة في العدوان والإبادة لسكان غزة، وتبعاتها الكارثية على الدول التي أيدت ودعمت الكيان بأي شكل من أشكال الدعم وبالذات الدول العربية، أَو تلك الدول التي كانت على الحياد.
ومن الآثار السلبية الأكثر خطورة الأثر الاجتماعي الذي لا يوليه الكثير من الحكام العرب أية أهميّة عندما يتخذون قراراتهم؛ ذلك لجهلهم بما تتركه قراراتهم من آثار نفسية تنعكس سلباً على النسيج الاجتماعي؛ نتيجة التباين في نظرتهم تجاه قرارات حكوماتهم التي كلفتهم أعباء اقتصادية كبيرة، وفرضت على تلك المجتمعات مشاركتهم في دفع ضريبة فاتورة تهورهم وقراراتهم غير الحكيمة وَأَيْـضاً مشاركة حكوماتهم في الفشل والهزيمة، وهذا بحد ذاته أحد عوامل الإحباط وتفشي الروح الانهزامية لتلك المجتمعات.
وعلـى النقيض من ذلكَ، سيكونُ الحالُ لدى مجتمعات دول محور المقاومة، وهذا ما يعد أحد نتائج النصر الإلهي الذي أصبح قابَ قوسين أَو أدنى بمشيئة الله -سُبحانَه وتعالى-.
إن المتابعَ للأحداث من الأصدقاء أَو الأعداء وصل إلى قناعة بأن محورَ الشر الذي تقوده أمريكا مآلُه الهزيمة، وأن الكيان الصهيوني إلى زوال، ولم يعد هناك أي أفق لهم بالنصر، بل إن العد التنازلي بدأ لهزيمتهم، وكلّ يوم يمر يعتبر خطوة إلى الأمام بالنسبة للمقاومة بكل تشكيلاتها وجبهاتها وساحاتها، وهي كذلك خطوة نحو وصول محور الشر إلى الهزيمة المؤكّـدة.
انصرفت دول الشر وعملاؤهم إلى توجيه العداء المباشر للمقاومة في غزة وفلسطين عُمُـومًا وإلى كُـلّ القوى المساندة لهم؛ فسخروا كُـلّ إمْكَانياتهم المادية والعسكرية والإعلامية للهجوم على المقاومين، كُـلّ ذلك كان على حساب تنمية مجتمعاتهم التي لم يكن لها رأي في قرارات حكوماتهم الغبية، وهنا يبرز دور المجتمعات وخَاصَّة العربية في تعديل مسار سياسات حكوماتها التي تخدم أجندة حكومات أُخرى وتسخّر مواردها الاقتصادية لتخدم أعداء دينها ووطنها ومُقدساتها.
وهنا يتبادر إلى الأذهان تساؤلاتٌ: متى تشرك الحكومات العربية والإسلامية شعوبها في اتِّخاذ قراراتها؟!
متى تعي الشعوب العربية بأن لها الحق في تعديل أَو رفص تلك القرارات أَو السياسات التي تلحق الضررَ بها؟!
لم نرَ ذلك الوعي في المجتمع العربي كما رأيناه في المجتمع اليمني الذي أصبح شريكاً أَسَاسياً لحكومته في حركتها المجاهدة والمسانِدة والمؤيدة لكل القرارات التي اتخذتها القيادةُ الثورية والسياسية؛ لثقتها وتسليمها لحكمة قيادتها، التي أصبحت في موقع القيادة والقُدوة؛ فكانت النتيجة هي العزة والكرامة والنصر والتمكين المؤيَّد بعون الله تعالى.