ما بين (مشروع ملازم) الشهيد القائد و(وعي محاضرات) السيد القائد..
عبدالفتاح حيدرة
بفضل الله وبركته وهدايته منذ ستة اعوام وتحديدا في رمضان 1439 هـ الهمني ربي وهداني لمتابعة البرنامج الرمضاني عبر الشاشة ، منذ البداية بالاستماع تلاوة القرآن الكريم ثم الدعاء ثم استمع لقرأة ملزمة الشهيد القائد ثم الاستماع وتلخيص محاضرة السيد القائد ونشرها للناس ، والحقيقة هي أنني اجد نفسي و في كل مره احاول فيها ان اقرأ في مفهوم (وعي وقيم ومشروع) المسيرة القرآنيه ، وانا على قارعة طريق الثقافه حينا واحيانا كثيرة على رصيف المعرفة و معلقا بشيئ من مفهوم الوعي ، ان الثقافة القرآنيه تؤكد لي دوما أن سير التاريخ لا يتوقف على الكاتب المثقف ، لكن المثقف مطالب بالخضوع إلى قوانين التاريخ إذا أراد أن يكون له وجود وتأثير على الإنسان والمجتمع والدولة ، وأثبتت لي الثقافة القرآنيه ان الكاتب المثقف معرفيا – اي القادم من ثقافة الكتب والروايات – قد ينساق خلف عنجهية تحدي القدر ، وليس الإيمان والتسليم به ، والإيمان والتسليم لله قبل كل شئ..
إن هذا تحدي القدر يقود المثقف المعرفي “كونه فرد” في احيانا كثيرة إلى فخ استحلاب هزيمته الحقيقية ، والتي هي إنه إذا فكر ولمجرد التفكير فقط إن يسلك خلاف قيم مواقفه ومبادئه ، فسوف تكون هذه هي الهزيمة التي يفترض إن يخجل منها فعلا أي مثقف لدية وعي ، لإن الهزائم المادية خاضعة للسياقات اكثر بكثير من الهزائم الاخلاقية والمعنوية ، لإن المثقف الفردي نفسه يتناقض بين حصيلة ماضيه وواقع صناعته لمستقبلة ، ويتولى هو نفسه تطوير حل هذا التناقض ، بعكس الثقافة القرآنيه التي تعمل على تطوير المجتمعات نفسها، لذلك فإن مشروع وقيم ووعي المثقف القرآني يتطور من خلال العمل المشترك (الجماعي) لحل التناقض بين واقع هو (حصيلة الماضي) ومستقبل (يعبر عن مشروعه القادم) ، لذلك عندما تأتي ثقافة الدولة بثقافة المعرفه الفردية وثقافة القرآن المجتمعية فإنها تقع مابين سندان المثقف المعرفي الفرد وبين مطرقة ثقافة المجتمع القرآنية فإنها سوف تتطور بالتأكيد من خلال حل المشكلات التي يطرحها واقع مشروعها فقط ، لكنها للأسف تستهدف – بعلم او بدون علم – تجويع القيم المعنوية في مجتمعها ، لإشباع الوعي المادي لدى المثقف الفرد ..
ومن هنا استنتج انه إذا لم يكن هناك أي ترابط فكري و ثقافي ما بين الفرد والمجتمع والدولة في وعي تقديم الرؤية وفي ثقافة القيم والاخلاق وفي معرفة المشروع ، حينها وللأسف قد يكون الجهل مقدسا ويصبح الوعي خطيئة ، وبالتالي لابد من نظرية لتغيير هذا الواقع المزري ، بمعنى تحديد الواقع من اجل تغييره ، وليس احترام الواقع والابقاء عليه ، فنحن هنا ومن خلال الثقافة القرآنية اصبحت لدينا معرفة فردية ومجتمعية و رسميه بعدم قبول العدوان والغزو والاحتلال السعودي والاماراتي والاستبداد والطغيان الامريكي والبريطاني وهو أمر واقع ، ولن و لا نقبل بوجود إسرائيل في فلسطين وهي أمر واقع ، ولا نقبل بالجهل وهو أمر واقع ايضا، هذا لأننا ببساطه وبوجود عملية التنوير العالي جدا في – وعي وقيم ومشروع المسيرة القرآنيه – لم نعد مثقفي تنظير روايات و معرفة كتب ، بل أصبحنا نتحمل مسئولية الإيمان الكلي بالله وبأن الثقافة القرآنية والوعي بهدى الله والتمسك بقيم كتاب الله يتطلب ان نشارك جميعا افراد ومجتمع ودولة في مشروع التحرر والاستقلال ، وتغيير الواقع كله ، ومن منطلق معرفتنا وثقافتنا القرآنيه ..