اليمن: معقلُ الإيمان ومرشدُ الأُمَّــة في زمن الضياع والتخاذل
حسام باشا
إنا نعيش في زمن مضطرب ومتغير، يواجه فيه المسلم تحديات عديدة ومتنوعة، تمس كيانه وهُــوِيَّته ومكانته، زمن تتعرض فيه الأُمَّــة الإسلامية لأشد التحديات وأعظمها، فهناك الاستعمار الذي يسلب ثروات الأُمَّــة ويصادر حقوقها، ويحاول إخضاعها وتقسيمها وتهميشها، وتغيير مسارها ومصيرها وقيمها، وهناك الفتن التي تزرعها الأيدي الصهيونية لإثارة الفرقة والنزاع والحروب بين أبناء الأُمَّــة، وهناك الانحلال الذي ينتج عن الابتعاد عن الدين والعقيدة والمنهج والأخلاق والقيم والمبادئ والحقوق والواجبات والمسؤوليات، وهناك التبعية التي تفرضها قوى الهيمنة والاستكبار على الحكومات والنظم والجماعات والأفراد، وهناك التناقض في مواقف الأُمَّــة وتصرفاتها وأفعالها، وهناك التفكك الذي يؤدي إلى إضعاف الأُمَّــة وانهيارها وانحلالها، وهناك التشتت والتشظي والتمزق والتخاذل الذي يمنع الأُمَّــة من التوحد والتكاتف والتعاون والتضامن، ويؤثر على قوتها ومكانتها، ويصيب وحدتها وسيادتها واستقلالها، ويحول دون نصرتها لقضيتها المركزية في فلسطين المحتلّة.
وأمام هذه التحديات الجسام، يوجد شعب متواضع في إمْكَاناته، عظيم في قيمته، شعب يمني مجاهـد مقاوم، يقف بوجه كُـلّ هذه الشرور والمكائد، بروح الإيمان والشجاعة والمسؤولية والإخلاص والمقاومة والجـهاد، مدافعاً عن الأُمَّــة والمقدسات، هذا الشعب الأبي والمناضل، الذي يعاني من الحصار والعدوان والخيانة، لم يقل «أنا رب الإبل وللأُمَّـة رب يحميها» بل وقف بواجباته إلى الولاء، وبمسؤولياته إلى الأمانة، وبعهوده إلى الوفاء، رغم جروحه النازفة، وآلامه القاتلة، ومصائبه الجسيمة، ومحنته العظيمة، ومآسيه البالغة.
إن هذا الشعب اليمني العزيز المسلم، الذي لم ينس إخوته في فلسطين، وبقي معهم رغم الشدائد والمصائب، وساندهم بالقول والفعل، إنما يبرهن على حقيقة لا تخفى على عاقل، حقيقة أنه شعب ليس له مثيل في تاريخ البشرية وحاضرها، شعب فريد من نوعه في التضحية والفداء والصبر والثبات والإيمان والتوكل والتسليم والاستسلام لله، شعب يعيش في زمن الاضطراب والتغيير، ولكنه لا يضطرب ولا يتغير، بل يثور ويتحول، ويصنع التاريخ والمستقبل، شعب يرفض الاستسلام والاستكانة والاستعباد، ويتجاوز الهوان والذل والمهانة، ويتعلم من الماضي ويعيش في الحاضر ويخطط للمستقبل، شعب فريد من نوعه في التضحية والفداء والصبر والثبات والإيمان والتوكل والتسليم والاستسلام لله، شعب يستحق أن يكون قُدوة ومثلاً ونموذجاً ورائداً وقائداً ومعلماً ومرشداً للأُمَّـة الإسلامية والعالم كله.