هيئةُ الترفيه ومسخُ هُــوِيَّة المجتمع السعوديّ
د. شعفل علي عمير
يسعى ولي العهد السعوديّ إلى الحد من سطوة المؤسّسة الدينية استجابة للمشروع الغربي والأمريكي، الذي يهدف إلى القضاء على كُـلّ ما له صلة بالتراث الإسلامي بشكل تدريجي لتغيير معالم المجتمع في السعوديّة، وتحويلهم من مجتمع محافظ إلى مجتمع يحمل عيوب المجتمع الغربي وليس محاسنه، معتبرًا أن التغريب للمجتمع هو جوهر التحضّر وأن التحرّر من التقاليد والأعراف الدينية هي الأُسلُـوب الأمثل والطريق الأسرع للتخلص من الفكر الديني التكفيري السائد الذي كان نتاج المدرسة الوهَّـابية.
لقد تجاوز ولي العهد محمد بن سلمان على كُـلّ ما أقرّه الشرع فقام بتغيير بنية المجتمع السعوديّ الثقافية والدينية لتحسين صورته والتقرب أكثر للكيان الصهيوني والغرب عُمُـومًا مستهدفاً الجيل الجديد الصاعد فأثرت سياسته الخرقاء في البيت السعوديّ على مستوى الأسرة، فأوجد جيلًا متمردًا على الأسرة مشفوعاً بأوامر ولي العهد في عدم منع الشباب من الحضور بل والمشاركة في حفلاته ونواديه فأوجد بذلك فجوة في الفكر والثقافة بين الجيل في عهده والأجيال السابقة، فكانت النتيجة وجود انفصام ثقافي وفكري نتيجة الفجوة الثقافية التي تسببت بإحداث شرخ مجتمعي وتباين في نظرة المجتمع السعوديّ لماضيه وتفسيره لحاضره واستشرافه لمستقبله فأصبح المجتمع يعيش في دوامة هذا التناقض المُخيف.
جعل من هيئة الترفيه وسيلة لترويض الشباب مستخدماً كُـلّ وسائل الإغراء التي جذبت الشريحة المستهدفة وهم الشباب إلى الحد الذي أصدر أوامره بعدم منع الشباب من كلا الجنسين من الحضور إلى حفلات الغناء والمجون، لم يتورع ابن سلمان من استقدام كُـلّ شواذ الغرب إلى بلد الحرَمَين الشريفين متجاوزاً لحُرمة ومُقدسات المسلمين.
إن ما يقوم به ولي العهد السعوديّ لم يكن من وحي أفكاره إنما هو تطبيق لما انتجته معاهد البحوث الغربية والصهيونية من دراسات اجتماعية في أساليب التدجين والتغريب للمجتمع السعوديّ وتحويله إلى مجتمع سلبي فاقدٍ لهُــوِيَّته الدينية وتراثه العربي، فأصبح المجتمع مقلداً للغرب في ثقافة لا ينتمي إليها روحاً وفكراً، وفي هذا الحال سوف ينشأ جيل لا يربطهُ بوطنهِ غير الهُــوِيَّة ولا بدينه غير مسمى الديانة فيصبح انتماءه الحقيقي بعيدًا عن وطنه ودينه.