لســــــــــتم وحدَكم.. وعدٌ وَفعل
دينا الرميمة
في حضرة الجرح وَمن محراب الحزن الذي اعتاد وقوفنا للصلاة عليه، نبثه شكوانا وَننعَي شهداءنا وَأحلامنا مُنذ سنوات تسع، ومنذ أن تجمع محور الشر (أمريكا وَإسرائيل) وَشنوا حربهم، وَالتي كان أحد أسبابها نأينا بأنفسنا عنهم وَرفضنا الشديد لسياستهم وَمشاريعهم الاستعمارية للشعوب بالذات العربية منها، وَعليه أعلنا التصدي لهم بانضمامنا لمحور المقاومة؛ باعتبار أن فلسطين قضيتنا الأولى وأن تحرير كامل أراضيها من البحر إلى النهر واجب مقدس، بعد أن خذلها القريب والبعيد وَأصبحت شبه منسية.
فثمة وجع أصبح مشتركًا بيننا وبين الشعب الفلسطيني؛ بسَببِ هذه الحرب التي تهدف لسلب أرضنا كامل سيادتها كما هو حال فلسطين منذ خمسة وَسبعين عاماً، وَهي سنين جعلت الشعب الفلسطيني أكثر تحديًا وَمقاومةً وَثباتًا على أرضٍ تحولت فيها الحجارة إلى نار وبارود بيد أبطال يتصدون لكل وحشية العدوّ الصهيوني.
هو ذات الوجع الذي رغم بشاعته لم يقعدنا حبيسي جدرانه نبكي الفقد وَالخذلان، بل كان حافزاً للثبات وَالصمود وَالتصدي لكل مخطّطاتهم البشعة تجاه يمننا الحبيب، وَمن وسط المعاناة وتحت نيران طائراتهم وجحيم حصارهم كنا نخرج لأجل فلسطين وَالوقوف في وجه صفقة القرن وَلعن المطبِّعين، لا سيَّما أنهم اليد الخبيثة التي مارست الحرب علينا ومولتها!!
ولم تكن حربهم إلا على عكس ما تمنوّه، وظنوا بعد أن جعلنا منها معراجاً للخلود وَطريقاً للتحرير فجَّرت فينا غضبًا أحرق كامل أحلامهم، بعد أن حوَّلنا محنتهم إلى فرصةٍ مكّنتنا من صنع أسلحة عسكرية من الصواريخ البالستية وَالمجنحة إلى الطائرات المسيَّرة وَأنظمة الدفاع الجوي إلى جانب الجيش الذي ولائه المطلق لليمن، وبالتالي تغيرت المعادلة وصارت صواريخنا وَمسيَّراتنا هي من تفاوض وتصنع النصر لليمن، وَجعلت العالم ينظر لنا نظرة إكبار وَإجلال، وَآخرون نظروا لنا نظرة خشية وَرهبة وَاعتبروا تنامي القدرات اليمنية خطراً يهدّد مخطّطاتهم في الأرض العربية وَالمقدسات الإسلامية، خَاصَّةً بعد سماعهم السيد “عبد الملك الحوثي” يتحدث عن امتلاك اليمن ترسانة عسكرية ذات مديات بعيدة.
في إشارةٍ منه إلى إمْكَانية قدرتها للوصول إلى عمق الكيان الصهيوني الذي هو أحد أرباب الحرب على اليمن!!
وفي خطابه الذي ألقاه ثالث أَيَّـام الطوفان الفلسطيني وجه رسالته إلى شعب فلسطين وَمقاومته بأنهم ليسوا وحدهم وأن الشعب اليمني على أتم الجهوزية ليكون إلى جانبهم، ووجه تحذيره إلى الكيان الصهيوني من أن أي تجاوز للخطوط الحمراء سيجعل الصواريخ وَالمسيَّرات اليمنية تتساقط ويلاً وثبوراً عليهم!!
وهو تهديد أخذه العدوّ بجدية واصفين السيد القائد بأن “يده خفيفة على الزناد”، خَاصَّة ولسان شعبه يقول إن معركته لن تنتهي على حدود اليمن بل على حدود فلسطين، التي بالفعل كانت أراضيها المحتلّة على موعد مع الغضب اليماني بعد تمادي العدوّ الصهيوني بإجرامه في غزة وَتنفيذاً للوعد وَالتهديد من السيد القائد كواجب ديني وَأخلاقي، وَهو بذلك أعلن دخوله رسميًّا بالمعركة مع إطلاق أول مجنح يمني وَأكّـد عليه العميد يحْيى سريع.
محذراً أن العمليات اليمنية سوف تستمر تأييدًا لفلسطين وردعًا لعدو جعل من غزة أرضًا محروقة، وَبات يهدّد بالقنبلة النووية حتى لا يبقى أحد في غزة على وجه الأرض لاستبداله بالمستوطنات!!
وهذا الذي لن يكون فغزة هي عنوان القضية وَانتصارها هو إحباط للمخطّط الصهيوني تجاه بقية الأرض العربية، وَلن تسقط طالما وَأبناؤها ثابتون وَبدمائهم الزكية يروونها، وَربما هي من ستوحد البشرية ضد كُـلّ قوى الشر في هذا العالم، وبها سنعيد الصهاينة إلى سيرتهم الأولى يتيهون في الأرض دون وطن وبلا دولة.