عولمة الاقتصاد “حقيقة الصراع” وسبل الخلاص

م / عبدالله المختار

ما يثير الدهشة والغرابة تسرب ظواهر ونزعات مجتمعية غريبة إلى بعض الدول العربية (غير اليمن) يلاحظها المراقب العاقل ومنها ما رأينا وسمعنا بالأمس 25-11-2016م  بـــ “يوم الجمعة السوداء”

فتقوم الشركات الكونية متعددة الجنسيات المحتدم بينها التنافس الذي من مظاهره الحفاظ على ولاء الزبائن بل وبناء منظومة العلاقة معهم والاتصال بهم بأحدث الوسائل لتكون حصة السوق لكل من هذه الشركات عالية!!

وبالتالي في كل آخر سنة تشرع هذه الشركات بتهيئة المستهلكين وبرمجة ذهنياتهم بأنه يوم فرصة ثمينة للتسوق بأسعار منخفضة وفي الواقع ما هي إلا:

– لجعل الناس يستنزفون بقية البضائع الراكدة خلال العام ولتنظيف السوق منها لطرح بضائع الموضة الجديدة للعام القادم 2017م تحت عنوان” وصلت حديثاً new arrived”.

– خداع الناس بتخفيض نسبة 50% من قيمة السلعة، مع أنهم لو صبروا جميعاً حتى بداية العام لكانت الخصومات ستصل إلى 20% ومع ذلك لا زالت هذه الشركات تحافظ على هامش الأرباح!!

وبهذا النمط الاقتصادي تغزو عولمة الاقتصاد المجتمعات في الدول النامية ” دول العالم الثالث”

بإنتاج سلع وخدمات ذو جودة عالية وبأقل تكلفة وبربح أعلى، فلا تستطيع الشركات المحلية والإقليمية منافستها في انتاج سلع وخدمات بنفس الجودة، لعوامل مؤثرة والتي تعتبر العناصر الممكنة من السيطرة على الاقتصاد العالمي وهي:

– قلة كفاءة الأيدي العاملة والمهارات المعرفية اللازمة للعمل في بيئات احترافية تراعي مقاييس ضبط الجودة.

– عدم السيطرة على امتلاك منابع استخراج المواد الخام وبالتالي الحصول على هذه المواد الأولية بتكلفة أعلى مما قد تحصل عليها الشركات العالمية.

– شحة امتلاك وسائل النقل والمواصلات جويها وبحريها وبريها وعدم امتلاك بُنى تحتية مشجعة لحرية حركة النقل من مطارات وموانئ وجسور وطرقات دولية، وبالتالي ارتفاع رسوم النقل.

– ضعف وانعدام البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات.

وهذه الاخيرة هي عامل الفصل والحسم في صراع المستقبل القريب “عصر الثورة الرابعة” العصر التالي للثورة الصناعية التي كانت إحدى آثار الثورة الفرنسية المجتمعية في أوروبا فكانت بدايتها بمحركات الفحم والبخار حتى وصلت إلى غزو الفضاء !!

لماذا تقنية المعلومات والاتصالات، لأنها أصبحت منتجاتها وخدماتها وحلولها تشكل معدلاً كبيراً في نمو الاقتصاد فأصبحت مؤشرات عوائدها تصل من 50 إلى 60% من إجمالي الدخل القومي للدول المتقدمة كأمريكا وكندا وألمانيا واليابان والصين.

من خلال كل هذا…..

((هل)) سنعي كيف نحمي أمننا القومي بجميع أبعاده الاقتصادية والأمنية والحضارية والثقافية …إلخ ، كوقاية لمجتمعاتنا، والانطلاق بعدها لتحريك عجلة التنمية المستدامة للمحافظة على البقاء بأقل الأضرار من الانجراف الحضاري الناتج عن تسونامي هذه الثورة القادمة؟؟!

 

م / عبدالله المختار

مختص في تقنية المعلومات

مقالات ذات صلة