الاحتفالُ بـ 21 سبتمبر في ظل الحصار
د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي
من المتوقَّعَ أن نشاهدَ هذا العامَ احتفالًا متميَّزًا بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة الـ21 من سبتمبر، مقارنةً بالأعوام الماضية يعكس الإنجازات التي حقّقها الشعب اليمني خلال الأعوام الثمانية من عمر الثورة، ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة في ظل الحصار الخانق الذي يشهده اليمن وتنفذه دول العدوان، ويحمل هذا الاحتفال رسائلَ هامة موجَّهةً للجميع في الداخل والخارج، ويؤكّـدُ صمودَ الشعب اليمني في وجهِ الصعوبات الذي يضعُها تحالفُ العدوان في طريق تحرُّره من الهيمنة الخارجية واستعادة قرارة المصادر.
يقدِّمُ هذا الاحتفالُ درساً للأمم الأُخرى التي تعيشُ ظروفاً مماثلةً للظروف التي تعيشها اليمن؛ فبرغم الحصار والعدوان إلَّا أن الشعب اليمني تمكّن من تحقيق انتصارات واضحة على تحالف العدوان -بقيادة أمريكا- الذي يملك كُـلّ الإمْكَانيات لإخضاع اليمن، ولكنه فشل في المعركة العسكرية والسياسية، وما زال يراوغ في المعركة الإنسانية والاقتصادية، وما موقف اليمن الثابت في المفاوضات مع السعوديّة إلَّا دليل واضح على ما نقول؛ ولهذا على الشعوب التي ترغب بالتحرّر من الهيمنة الخارجية أن تواجهَ عدوَّها وسوف تنجحُ في تحقيق أهدافها.
كما يقدِّمُ هذا الاحتفالُ رسالةً واضحةً لدول العدوان، مفادُها أن الشعبَ اليمنيَّ يعاني كَثيراً من الحصار الذي تنفّذه ضده دولكم إلَّا أنه لن يستسلم وسوف يبذلُ جهوداً مضاعفةً؛ لتوفير ما يحتاج إليه من عُدةٍ وعدد لمواجهة مؤامرتكم وعدوانكم.
ويأتي احتفالُ الشعب اليمني سنويًّا بهذه المناسبة بزخمٍ أكبرَ وأقوى من العام الذي سبقه، وكُلُّ ذلك يؤكّـدُ أن الشعبَ اليمنيَّ على وعي بما يجري حوله من مؤامرات وخطط عدوانية تستهدفُ المجتمعَ والأُمَّةَ من قبل تحالف العدوان؛ ولهذا نقول للتحالف إنه سوف يفشلُ بفضل يقظة الشعب والقيادة.
وما سوف يتم عرضُه في الاحتفال هذا العام من عدة وعتادٍ يحملُ رسالةَ طمأنة للشعب اليمني في الأراضي المحرّرة، مفادُها أن قواتنا العسكرية في حالةٍ كاملةٍ ودائمةٍ لمواجهة أيِّ خطر أَو اعتداء قد تتعرض له اليمنُ من أية جهة كانت، وأن القيادةَ الثورية والسياسية مدركةٌ لهذه المرحلة الدقيقة التي تعيشُها البلادُ في ظل خَفْضِ التصعيدِ؛ فهي تفاوض العدوّ بثبات وإصرار على تنفيذ مطالب الشعب الإنسانية، وفي الوقت نفسه تعد العدة لمواجهة أي طارئ في حالة رفض العدوّ تلبيةَ مطالب الشعب، فالشعبُ اليمني يقفُ صفًّا واحدًا مع قيادته الثورية والسياسية في مواجهة متطلبات المرحلة سِلْـماً أَو حرباً.