احتلال الجنوب ومصادرة الحرية
طالب الحسني
غابت الأحلام المزيفة التي نسجها الاحتلال الجديد لبعض المحافظات الجنوبية وحضرت الفوضى الأمنية التي تحصد بشكل يومي مزيدا من الدماء اغتيالا بأيدي جماعات منحها العدوان تسليحا بالجملة.
وعلى وقع هذه الفوضى تتزاحم تنافسات النفوذ والتعيينات بين القوى الغازية على تركة خاوية إلا من تنظيم القاعدة وخليط من الجماعات التي تحول شوارع مدن متعددة من بينها عدن إلى ساحات للاقتتال والتصفية.
عدا عن تحويل هؤلاء الحالمين والمغرر بهم إلى طوابير طويلة ليس لامتصاص البطالة وتشغيل الأيادي العاملة كما كانوا يحلمون؛ بل لنقلهم للموت هنا في صحراء ميدي وصحراء البقع وتركك جثثهم لشمسها ورمالها.
أما الأغرب والأكثر مهانة أن الآذان التي ما شبعت كذبا وخداعا لا تزال تصغي لأصوات أبواق الاحتلال بأن ثمة آمال بترتيب الوضع في عدن وحضرموت وتصدق تنبؤات الذين سارعوا ليكونوا جنودا للاحتلال ومشاريع الهيمنة.
وبعيدا عن إجراءات نقل ما يسمى الحكومة لعشرات المرات ثم تعود مجددا لتظهر في الرياض، لا تزال طوابير المطالبات بتأمين الأحياء وتوفير متطلبات المعيشة واحتواء الاختلالات ورفع كلفة المنافسة بين الإمارات والسعودية على تقاسم النفوذ هي السائدة.
وشتان بين مشاريع سياسية حملت قضية وطنية في الماضي القريب وبين مشاريع تشكل رافعة للاحتلال وبيئة حاضنة للهيمنة التي تصل إلى الخضوع لتعيينات قادمة من الإمارات أو من السعودية لإدارة مختصة بالمجلس المحلي في أسوأ صور المصادرة للحرية.