الذكرى السنوية للشهيد.. ثقافةُ الشهادة وقيمُ التضحية
عبدالملك المساوى
الشهادةُ في سبيل الله وسامٌ وشرفٌ لا يهديه اللهُ سبحانه وتعالى إلا لخَاصَّة أوليائه، وذلك بعد اجتياز العديد من العقبات التي تحول بينه وبين ذلك المقام الرفيع.. ولهذا وفي مسيرتنا القرآنية عائلة الشهيد تفتخر بالشهيد ومجتمعنا يهنئ هذه العائلة بوسام الشهادة والشرف العظيم الذي ناله الشهيد.. ولذلك أصبحت ثقافة الشهادة متجذرة في هذه الأُمَّــة التي سعى الأعداء والطغاة إلى تركيعها وإذلالها على مدى سنواتٍ طويلة.
وتطلُّ علينا ذكرى الشهيد كُـلّ عام لنُجّددَ العهد والوفاء لدماء الشهداء وأرواحهم الطاهرة التي وهبوها طواعية لله ومن أجل وطنٍ أرادت قوى الطغيان والاستكبار إذلاله وإخضاعه، فقيض الله لها رجالاً أشداء تصدوا لعدوانها وعشقوا الشهادة، وسقوا بدمائهم الزكية الطاهرة تربة وطنهم حتى ارتوى عزةً وشموخاً وكرامةً.
إن الفعاليات والأنشطة التي تقام في الذكرى السنوية لأسبوع الشهيد، تعد دليلاً قاطعاً على المكانة التي يحظى بها الشهداء في القلوب والوجدان، كما هي في العواطف والمخيلة، تجتمع فيها مكونات الجسد اليمني الرسمية والمجتمعية لخدمة ذوي الشهداء؛ حفاظاً على ثقافة الشهادة وقيم التضحية التي قدَّمها أخلدُ الأحياء، وتبعث تحيةَ إجلال وتكريم لأهالي وذوي الشهداء ولكل أسرة شهيد قدمت أغلى ما لديها، ويُستمد من مفرداتها السير على نهج الشهداء.
كما إن التوافد لزيارة معارض الشهداء ورياضهم التي يتجسد فيها أكبر دليل على عظمتهم وأعظم شاهد على عطائهم، وأفضل أماكن اللقاء بهم، فيها نسائم الجنة ونفحات الرحمة ومراقد العظمة وشموخ الإباء وسمو الأولياء، فلها قداستُها وحرمتُها؛ لأَنَّ فيها قادتَنا وسادتَنا وقرة أعيننا وفلذات أكبادنا وأعز إخواننا وأشجع أبطالنا وأعظم رجالنا، الذين ستظل تضحياتهم منارةً تؤجج جذوة النضال في وجه العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، حتى يتحقّق النصر الكامل على امتداد الأراضي اليمنية.
سلام الله عليكم أيّها الشهداء، سلام الله عليكم فرداً فرداً يوم ولدتم ويوم تنقلتم في جبهات وميادين القتال تقارعون المعتدين وتنكلون بالظالمين والمنافقين، وسلام الله عليكم يوم استُشهدتم ويوم تبعثون أحياء تفاخرون بعطاء الله أمام الأشهاد.