ماذا باع المرتزِقة في مؤتمر الرياض؟
محمد يحيى الضلعي
يتبادرُ للذهن كَثيراً وبشكل أكثر وضوحاً يوماً تلو الآخر، وينكشف المكشوفُ أصلاً ويتبين المتشابه مما يجعل الجميع في حيرة من انحطاط العملاء وانبطاحهم وَأَيْـضاً ماذا قدموا في مشوار عمالتهم من حق غيرهم، لندرك أكثر أن كُـلّ تحَرّك واعتداء قام به العدوان كان مدفوع الثمن من مقدرات الوطن إلى جانب المباركة لهذا الاعتداء من العملاء.
إن هذه الصورة التي تجلت أمام الجميع كانت واضحة من البداية، غير أن المكابرين وعشاق المال رفضوا أن يرفعوا رؤوسهم لينظروا إليها أَو ربما رأوها وتغابوا عنها، ولم يسمعوا نصائح المخلصين الأوفياء لهذا البلد ليصل اليوم هذا البلد إلى وضع لا يحسد عليه بعد أن قسموا ووزعوا البلد بين الخونة والمحتلّين وكأنها تركة رجل مريض على شاكلة تقسيم بقايا الدولة العثمانية آنذاك.
ولكي لا أطيل في السرد نلخص الكلام بأن العدوان عندما فشل دعا إلى مشاورات قال إنها يمنية يمنية في الرياض وبكل بجاحة واستخفاف ودناءَة يوقع قطيعة من فصائل المرتزِقة على مستقبل عمالتهم ويوضح المطلوب منهم في الفترات القادمة والعدوّ على يقين كامل بأنه لم يستطع إطالة الحرب فعمد إلى جدولة أعمال أتباعه ليتقاسم الأعداء مقدرات وجزر وموانئ الوطن.
وبهذا فقد اكتمل السرد وأصبح السيناريو جاهزاً وكلّ مشاهد المسلسل الهزيل للإنتاج ومن ثم التمثيل جاهزة أَيْـضاً، وفي حقيقة الأمر يعرف المخرج والممثل والمشاهد والمنتج أن القصة من مخيلة المؤلف وفي سراديب الأحلام يحلمون أنها تتحقّق على أرض اليمن السعيد.
حرصوا على جلب العملاء في قاعة واحدة وتشاور العدوّ مع نفسه وسرد على طلابه القصة المغمورة بالعشق والحرص ومتانة العلاقة الأخوية بين الأشقاء فقال لفصيل من مرتزِقته أنتم قولوا تم ولمستقبلكم تقرير المصير وأقر جدول الوهم للتنفيذ، وقال للفصيل الآخر قصة قصيرة فعزل ورشح وعين وفعل من أدواته ما تتطلبه المرحلة وجدول كُـلّ شيء وفي حالة الضرورة سيتم تغيير الخطة حسب متطلبات المرحلة ولا دخل للحمير بما يتم وبما سيتم، وتم كُـلّ ذلك على مرأى ومسمع والكل يعلم بهزالة المسرحية الصغير قبل الكبير ومن قبل تمرير وتوقيع من لا يملك السيادة على الوطن ومقدراته إلى من لا يستحق وهو عدو غاشم صاخب قتل الوطن والمواطن بحرب واعتداء وهمجية سيدفع ثمنها باهظاً وستقول صنعاء كلمتها ولو بعد حين فلا التلفيق والوهم ينفع ولا يصح إلا الصحيح.
لا أدري ماذا تعاطوا في تلك الليلة المشؤومة ليجعلوا من وطن الإيمَـان والحكمة قطعة كعك يعتقدون أن بإمْكَانهم تقاسمها مع عملائهم الذين آثروا المال والدناءَة على الكرامة والشموخ، وما نراه اليوم من تجليات واضحة ومشاهد كأنها مرسومة ومزمنة تعكس وتكشف النوايا الحقيقية لتحالف العدوان والتي حاول إخفاءها طيلة السنوات الماضية، فتحت غطائهم ومباركتهم نجد مرتزِقة الإمارات يهاجمون مرتزِقة السعوديّة في نهاية حتمية متوقعة لكل أطراف الخيانة وهي الطريقة التي يتخلص بها المحتلّ عبر التاريخ من أذرعه وعملائه.
إن ما يحصل اليوم في شبوة وأبين وحضرموت وفي معظم مناطق البلد المحتلّة يؤكّـد على نواياهم في تمرير مشروعهم الخاسر عبر مسلسلهم المفضوح وكأنهم لا يعرفون من الخصم لهم في الميدان ومن الذي سيفشل كُـلّ تلك المشاريع عندما تأتي اللحظة المناسبة ليصبح كُـلّ ما أنفقوا وبالاً عليهم، وعندها لا ينفع الندم ولا تنفع التوبة.
أخبروا مؤلفي المسلسل ومنتجيه وممثليه أنهم عملوا وكتبوا كُـلّ شيء، لكن نحن من سنكتب الحلقة الأخيرة لتكون بالصورة الحقيقة والنتيجة الحتمية بانتصار الحق ورحيل المحتلّ وخزي العملاء وتحرير البلد وإنهاء المعاناة وبداية البناء والتنمية والإعمار، وكان على كُـلّ أُولئك الأغبياء أن يقرأوا التاريخ جيِّدًا كي لا يقعون كغيرهم في الفخ مرة أُخرى، فالتاريخ لا يكذب ولا ينسى ولا يبدل أُسلُـوبه في حتمية انتصار الأرض وأهلها وهزيمة المحتلّ ومرتزِقته.
تقاسموا كيفما شئتم فَـإنَّ كانت الكعكة أمامكم فالسكين لا زالت بأيدينا وستكون لقطع كُـلّ أياديكم وليس لتقسيم البلد، والنصر لليمن وأبطاله سيكون حاضراً اليوم أَو غداً، وعلى المرتزِقة أن يفيقوا من هذه الغفلة قبل فوات الأوان، ولمن لا زال في مأرب وحضرموت عليهم أن يكونوا أكثر حذراً فقد تصل رصاصة التحالف إليهم قبل رصاصة الرجال من صنعاء وعليهم أن يدركوا أن السير في الطريق الخطأ يتطلب منك النزول في أقرب محطة فكلما زادت المسافة زادت التكلفة.