الحرب على الحشيش والمخدرات

عبدالفتاح البنوس

 

تواصل العيون الساهرة في المؤسسة العسكرية والأمنية تضييق الخناق على مافيا الحشيش والمخدرات من خلال الحس الأمني واليقظة والفراسة والنزاهة واستشعار المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية تجاه تجارة الحشيش والمخدرات وعصابات التهريب التي تقوم بتهريبها عبر الأراضي اليمنية إلى السعودية، وتلك التي تستهدف الشباب في المحافظات اليمنية في إطار مخطط الحرب الناعمة التي ترعاها وتمولها دول العدوان، حيث تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية بالتنسيق مع الوحدات الأمنية ذات العلاقة من ضبط كميات هائلة من الحشيش والمخدرات بشتى أنواعها خلال فترة وجيزة، أثناء محاولة عصابات التهريب إدخالها للمحافظات اليمنية وللأراضي السعودية .

 

أكثر من (٤٠ طنا من الحشيش) وأكثر من (مليوني حبة من الكبتاجون) وكميات من المخدرات المتنوعة الأشكال والأنواع، قامت وزارة الداخلية والسلطات ذات العلاقة بإتلافها في عاصمة العواصم صنعاء، في إنجاز كبير يضاف إلى سلسلة الإنجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية، وهو ما شكّل نقطة وعلامة فارقة لسلطة صنعاء التي تتعرض لعدوان سافر وحصار جائر، بخلاف ما عليه المحافظات المحتلة التي تحولت إلى سوق مفتوح الحشيش والمخدرات التي تنتشر فيها بكثرة جراء سياسة قوى الغزو والاحتلال السعودي الإماراتي التي تعمل على مسخ الشباب وتدفع بهم نحو الإدمان .

 

حيث تركز مافيا الحشيش والمخدرات في نشاطها على استقطاب عصابات السطو والإجرام والتوحش المنتشرة في عدن وعلى امتداد طريق عدن – تعز، وتلك التي تنتشر في غالبية الأحياء والمناطق السكنية الخاضعة لسلطة مرتزقة العدوان، وهو الأمر الذي يفسر ارتفاع معدل الجرائم في تلك المناطق، وهو ما يصب في خدمة السعودية والإمارات، اللتين تستغلان ذلك في التوغل والتمدد في النفوذ وتعزيز التواجد في تلك المناطق التي تسعيان لنهب ثرواتها والهيمنة عليها.

 

ومما لا شك فيه أن مافيا المخدرات التي تعمل جاهدة على توسيع نشاطها في الشرق الأوسط ترتبط ارتباطا وثيقا باللوبي الصهيوني اليهودي الذي ينشط في هذا الجانب ويرى في استهداف الشباب العربي من خلال نشر المخدرات والحشيش في أوساطهم، من الطرق الأكثر مسخا لهويتهم وقيمهم ومبادئهم، وتحويلهم إلى معاول للهدم والتخريب وأدوات للإجرام والتوحش، وهم الشريحة التي كان المعول عليها أن تكون عناصر للبناء والتعمير ووسائل للتطوير والتنوير في مختلف مجالات الحياة المختلفة.

 

وهو الأمر الذي يجعل من عملية إحراق صنعاء لكل تلكم الكميات الهائلة من المخدرات والحشيش (السم الهاري) – حسب لهجة الأشقاء المصريين – ضربة قوية وموجعة جدا لتحالف البغي والإجرام والعدوان والحصار ومافيا المخدرات التي تلقت ولا تزال تتلقى الضربات المؤلمة الواحدة تلو الأخرى بتوفيق الله وعونه وتأييده للعيون الساهرة في مختلف الأجهزة والوحدات الأمنية والتي نجحت في محاصرتها وكشف وضبط العديد من عمليات التهريب للحشيش والمخدرات والتي استخدمت فيها طرق وأساليب جديدة، ولكنهم فشلوا في تمريرها وهو ما يعكس مستوى الحس الأمني الذي عليه أفراد الأجهزة الأمنية الذين يعملون في ظل ظروف صعبة في ظل انقطاع المرتبات وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية نتيجة تداعيات العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي الذي انقضى الربع الأول من عامه الثامن .

 

بالمختصر المفيد، ستظل العيون الساهرة في المؤسسة العسكرية والأمنية صمام أمان لهذا الشعب، ومهما حاول العدوان وأدواته تعكير صفو الأمن والاستقرار والطمأنينة التي تنعم بها المحافظات الحرة؛ فإن محاولاته ستبوء بالفشل بفضل الله وتأييده، جاهزون للتصدي للحرب الناعمة التي يشنها بكل صورها وأشكالها، وسيظل أبطال المؤسسة الأمنية بالمرصاد لعصابات ومافيا الحشيش والمخدرات وسنشهد المزيد من عمليات إحراقها، لتبقى اليمن خالية من هذه السموم القاتلة التي تمثل مصدر تهديد للحياة وطريقا سريعا نحو الهلاك.

 

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

 

 

مقالات ذات صلة