الصرخة مشروع موحِّدٌ للأُمَّـة وسلاحُها ضد أعدائها
دينا الرميمة
من محاضرة ألقاها السيد “حسين بدر الدين الحوثي” على أتباعه في جبال مران موضحًا لهم الخطر الأمريكي على الدول العربية والباحثة عن وطن لربيبتها إسرائيل ومصدر ثروة ترفه بها على شعبها، وعليه وكأقل موقف وسلاح في وجه هؤلاء المتغطرسين أطلق صرخة (الموت لأمريكا ولإسرائيل) موجهاً السامعين بترديدها واعداً لهم بأنه سيأتي اليوم الذي يتردّد هذا الشعار في كُـلّ اليمن ومناطق أُخرى!!
ولم يتردّد أصحابه في ذلك إنما صرخوا بها حتى بلغت مسمع السفير الأمريكي في اليمن آنذاك، فاغتاظ حينها وانزعج وما ذلك إلَّا كونه أدرك ما يحمله شعار الصرخة من معان ستخلق وعياً لدى الشعوب وما سيعقبها من أفعال تزلزل عرش دولته إذَا ما صارت مشروعاً ينتهجه المسلمين والعرب، ولذلك أمر السلطة آنذاك بإسكات السيد حسين وبدورها من فورها أرسلت الرسل للسيد حسين أنه: “وإن كان ولا بُـدَّ من ترديد هذه الصرخة فبإمْكَانك أن تصرخ وحدك، بينك وَبين نفسك”!! أو في بيتك، وإن كان ولا بد من ترديدها بأصوات متعالية فافعل ذلك تحت البطانية، غير ذلك فلن نسمح لك أبداً على الإطلاق!! ودونهــا الحرب والنكال!!
رد عليهم قائلاً: (إن كانت عليكم ضغوط من أمريكا فنحن علينا ضغوط من الله) ومضى مع أصحابه في مشروعه العظيم غير مبالٍ بأمريكا ولا تهديداتهم، حينها وإرضاء لأمريكا ذهبوا لقتال السيد حسين بكل ثقلهم العسكري حتى تمكّنوا من قتله بالحيلة كما هو معروف وظنوا بذلك أنهم انتصروا لأمريكا بينما الواقع أنها كانت بداية الزوال.
حيث وقد انطلق أتباع السيد حسين كالصواريخ غير مبالين بما ترتكبه السلطة بحق كُـلّ متبع لهذا المشروع القرآني من سجن وتعذيب واستطاعوا نشر المشروع بشكل كبير غرس الوعي في قلوب اليمنيين.
وخاب ظن أمريكا في أنها قد أطفأت جذوة هذا النور ودفنت المشروع القرآني مع صاحبه بيد أن العكس هو الحاصل فقد انفضحت حقيقة أمريكا المغلفة بالديمقراطية والسلام وكشفت قناع محاربة الإرهاب وأنه ليس إلَّا نوايا سيئة دحرتها الصرخة وأخرجت الناس من حالة الخوف التي رانت على قلوبهم وَكسرت حاجز الصمت وصرخ الجميع بوجه أمريكا حتى استطاعوا إخراجها من يمنهم صاغرة ذليلة تحمل كُـلّ الحقد على اليمن التي استطاعت أن ترسل رسالة قوية للعالم من حولها عنوانها أن أمريكا فرعون العصر وأن أمريكا ليست إلَّا قشة يحرقها الإيمَان والوعي!
حينها أدركوا أنهم باتوا في خطر فسارعوا لاختراق الأُمَّــة وتوسيع نفوذهم خارج فلسطين استباقاً لتنامي محور المقاومة الذين وحدتهم الصرخة تحت كلمة سواء.
وبات اليهود وعلانية يعملون على تدجين الشعوب وَعلى توطيد مجتمع يهودي بالقرب من الحرم المكي وفي كامل الجزيرة وكذلك وفي إطار السيطرة على مقدسات الأُمَّــة هم يسعون إلى تهويد حوالي ٢٪ من سكان الحرم المكي بمساعدة حكومية من المملكة ونظامها المصنوع بريطانياً ويعمل معهم على توسيع مشروع التطبيع مع الدول العربية تحت مسمى السلام والتقارب بين الأديان، وجعل بعض الدول تعلن تطبيعها وتعترف بإسرائيل كالإمارات التي فتحت أبواب بلدها لليهود وأصبح لهم حارات وأحياء خَاصَّة بهم ويتفاخرون بأنهم يدرسون ثقافة ولغة بعضهم، وهذا ما شجع الصهيوني على توسيع نفوذه وعملياته الاستيطانية وصاحبها إعلان ترامب ضم القدس لتكون عاصمة لإسرائيل!!
وهذا الذي لن يكون، حَيثُ ومحور المقاومة بات لهم بالمرصاد وأعلنوّها بأن أي مساس بالقدس يعني حرباً إقليمية وبدأ الجميع يعمل على إزالة هذا السرطان من قلب الأُمَّــة وقد بات وشيكاً زواله.
ولم تكن الصرخة التي أطلقها الشهيد من دوافع وأهواء شخصية إنما جاءت من مضمون قرآني بحت الذي يحث الأُمَّــة على معرفة أعدائها وشخص فيه أن اليهود هم العدوّ الأول لها وأن موالاتهم هي اليهودة البواح، وفيه تعبئة للأُمَّـة للتحَرّك بمسؤولية لمواجهة عدوها الذي لا ولن يستقر أَو يهدأ إلا بأن يرى أُمَّـة محمد قد خرجت عن الملة وأصبحوا بها كافرين.
لذا فالصرخة وكما قال السيد عبدالملك هي الموقف الثابت والمبدئي ضد أعداء الأُمَّــة وهي الحصن الحصين الذي يذكر ويعبِّئُ ويُفشِلُ كُـلَّ مخطّط صهيوني وأمريكي ويعيدهم إلى ما كانوا عليه من الذل والتيه في الأرض حتى قيام الساعة.
