فلسفة الشعار ومفهوم الصرخة
عمران نت – تقارير – 27 شوال 1443هـ
إنها صرخة إباء دوت من حناجر أبية آلمها ما يحاك ضد دينها وأمتها فصرخت في ليل الطاغوت وبددت دياجير الخنوع فتساقطت اقنعة الطاغوت وتهاوت اقبية الدجل والنفاق وتلاشت اباطيل الدجالين، واغضبت اليهود وأوليائهم وأثبتت أن لا حرية لديهم، ولا ديمقراطية عندهم، ولا حقوق للإنسان لا في منهجهم ولا في ممارساتهم ولا تصرفاتهم ولا سياساتهم أبداً، حريتهم التي يزعمون ويفتخرون بها ويخادعون الشعوب بها لم تطِق ولم تتحمل الهتاف بخمس كلمات، لم تطق حرية التعبير التي يرددونها كثيراً، لم تطقنا ولم تتحملنا أن نعبر بخمس كلمات لم يستطيعوا أن يتحملوا، وديمقراطيتهم التي يتغنون بها -ليل ونهار- كذلك لم تتحمل خمس كلمات تردد بطريقة سلمية وحضارية معروفة، حقوق الإنسان كلها ذهبت أدراج الرياح فامتُهِن الإنسان، وظلم الإنسان، وقهر الإنسان، ولم يكن له أي حقوق.
ضَرَبت هذه العناوين التي تستخدمها أمريكا لضرب المنطقة واستهداف المنطقة، سبّبت إرباكاً كبيراً لم يقدروا على أن يصفوا هذا الشعار بالإرهاب وبالتالي سبب لهم إرباكاً كبيراً، ما هو العنوان الذي من خلاله يتحركون لمواجهة هذه المسيرة؟؟
على مستوى قوى النفاق كانت في حالة كبيرة من الإحراج أمام هذا المشروع أمام الخطوة الأولى لهذا المشروع لأنهم إن تحركوا لمواجهته تحت عنوان إرهاب، لا يمكن تحت حالة من القمع والاستهداف فضيحة لهم، وكشف حقيقة أمرهم وعمالتهم ونفاقهم وارتباطهم بأعداء الإسلام.
حقق نتائج كبيرة على مستوى تقديم الثقافة الصحيحة لمواجهة غزو ثقافي لهذه الأمة؛ لو نأتي -حتى- إلى مفردات هذا الشعار، وراء كل مفردة ثقافة تواجه ثقافة من الضلال والبغي التي يتحرك من خلالها أعداء الإسلام للسيطرة على الأمة لقد بدأ هذه الشعار بعبارة التكبير لله.
الله أكبر
بدأ هذا الشعار بهذه العبارة ليقدمها ثقافة ليرسخها إيماناً واعياً واثقاً في مرحلة حرصت فيها أمريكا وإسرائيل ومن مع أمريكا واسرائيل من قوى النفاق والعمالة على أن يرسخوا في قلوب الناس في قلوب ومشاعر وواقع حال هذه الأمة أن أمريكا أكبر من كل شيء، وأنه يجب أن يرهبها الناس فوق كل شيء وأن يخافها الناس فوق كل شيء، وأن يستسلم لها الناس ويرون فيها الأكبر الذي يجب أن يخضعوا له، والأكبر الذي يجب أن يستسلموا له، والأكبر الذي يجب أن يطيعوه، والأكبر الذي يرى الناس نفوسهم في مواجهته هم الأصغر والأهون والأضعف والأعجز وبالتالي المستسلم.
لكن عبارة “الله أكبر” في هذا الموقع، في إطار هذا الموقع، في هذا الموقف رسخت قناعةً، إيماناً، عقيدةً، مبدأً، فكراً، ثقافةً، أن الله العظيم ملك السماوات والأرض رب العالمين هو الأكبر، وأن أولئك الطغاة المستكبرين هم لا شيء أمام جبروت الله وقدرة الله وكبرياء الله، هو الأكبر فلنثق به، هو الأكبر فلنتوكل عليه، هو الأكبر فلنعتمد عليه، هو الأكبر فلنستنصر به، ولنسر في الطريق التي وعدنا بالنصر، هو الأكبر الذي يجب أن نخشاه فلا نقصر، هو الأكبر الذي يجب أن نخاف منه فلا نهمل، ولا نتراجع ولا نضعف، هو الأكبر الذي يجب أن نعتز به في مواجهة كل الطغاة والمستكبرين، هو الأكبر الذي يجب أن نطمئن، وأن نشعر بالثقة والأمل عندما نتوكل عليه، ونسير في طريقه، ونعتمد عليه، هو الأكبر الذي يجب أن تمتلئ قلوبنا خشية منه، إجلالاً له تعظيما له، إكباراً له حتى يصغر كل ما سواه في أعيننا، هو الأكبر… هذه الثقافة المهمة جدا التي قدمها الشعار لمواجهة كل أصوات السوء، أصوات الباطل، أصوات ودعوات وكتابات وأقوال وفتاوى المرجفين والعملاء والمتخاذلين والمنافقين الذين يريدون أن يرسخوا في نفوس الآخرين أن أمريكا هي الأكبر وبالتالي يجب أن تخاف، وأن تُعبَد من دون الله -سبحانه وتعالى- فيكون أمرها النافذ، وكلمتها هي العليا، وتوجيهاتها هي المطاعة، وسياستها هي المعتمدة .
الموت لأمريكا … الموت لاسرائيل
في الشعار نفسه جاءت الفقرة الثانية لتقول الموت لأمريكا في مرحلة أرادت منا أمريكا وأراد منا عملائها المنافقون وأوليائها المرجفون هي وأسرائيل أن نخضع لأمريكا أن نقدس أمريكا أن نترك لأمريكا المجال لتفعل بنا ما تشاء وتريد, لتقتل وتميت دون أن يكون لنا موقف, دون أن نقول شيئا ودون أن نعمل شيئاً في مرحلة أرادت منا أمريكا واسرائيل وأولياء امريكا واسرائيل وعملاء أمريكا واسرائيل لهذه الأمة الموت… الموت في كل المجالات الموت قتلا الموت خضوعا واستسلاما والموت عجزا وانهياراً وذلاً, الموت بكل أشكاله المعنوية والحقيقية.
جاء هذا الشعار ليعلمنا كيف نكون تجاه هذا العدو الذي لا يجوز لأحد أن يواليه ولا أن يكون عميل له , هذا العدو الذي يجب أن نتخذه عدوا هذا العدو الذي يميت الأمة يقتل الأمة يميت ثقافة الأمة عزة الأمة مجد الأمة يستهدف الأمة بكل أشكال الاستهداف, أمريكا واسرائيل أن نتخذهم أعداء وأن نقول الموت لهم, وأن ننادي بعدائنا وأن نظهر سخطنا تجاه ما يعملون, أن نعبر عن عزتنا عن إبائنا عن أحساسنا عن مشاعرنا عن وجوبنا عن حضورنا, عن أننا امة تعادي من عادها, وتقف بوجه من يستهدفها, ولسنا أمة مستباحة تترك المجال للأخرين ليفعلوا بها يشاؤون ويريدون, ولا يكون لها موقف ولا صوت ولا حركة وكأنها ميته.
اللعنة على اليهود
جاءت عبارة اللعنة على اليهود في مرحلة يحرص اليهود وكل عملائهم في الدنيا ان يقدموا اليهود الذين هم المفسدون في الأرض الذين يسعون فيها فساداً وهم منبع الشر والفساد والطغيان والاجرام والتآمر في كل العالم, يريدون أن يقدموهم في كل العالم على أنهم هم الأخيار وأنهم الأبرار وأنهم دعاة الحرية وأنهم من سينقذ العالم وانهم وأنهم.. وأنهم ملائكة البشر.
جاءت عبارة اللعنة على اليهود لتقدم موقفا ولتقدم رؤية عن أولئك أنهم ملعونين لا هم أخيار ولا هم أبرار وأنهم منبع الشر, هم منبع التآمر في كل الدنيا منبع الفساد في الأرض منبع الطغيان والاجرام, منبع المكر الكيد للبشرية, منبع الضر و الطغيان هم ملعونون ولسوا لا بأخيار ولا بأبرار ولا بحضاريين ولا ديمقراطيين وكل العبارات التي تحاول أن تجملهم على بشاعتهم, وأن تقدمهم للعالم ليسودوا العالم ليقودوا العالم ليهيمنوا على العالم ,باعتبار أنهم هم الأكبر والأكثر كفاءة لقيادة العالم
جاءت عبارة اللعنة على اليهود لتحكي موقفا عن حقيقة ما هم عليه أنهم أشرار أن الله قد لعنهم لما هم عليه من شر لما هم عليه من طغيان لما هم عليه من افساد لما يمثلونه على البشرية من خطر ومكر وكيد واجرام وكل مظاهر الشر ومظاهر الطغيان.
النصر الاسلام
ثم ختم هذا الشعار بعبارة هي النصر للإسلام لتؤكد حقيقة.. حقيقة الوعد الإلهي الصادق بالنصر لهذا الاسلام بقيمة المثلى, هذا الاسلام بمبادئه الحق, هذا الاسلام بأخلاقه العظيمة, هذا الاسلام بمشروعة العادل في الحياة هذا الاسلام الذي كرم الانسان والذي أراد للإنسان أشرف دور يقوم به في السموات والارض واعظم مسئولية, هذا الاسلام لكن الاسلام الذي قدمه القرآن وتحرك على اساسه محمد, وليس الاسلام الزائف, الاسلام لأن الاعداء يريدون له أن يشوه يريدون أن يرسخوا على مستوى الذهنية العالمية في كل الدنيا أنه دين شر ومنبع ارهاب وفساد أنه دين انحطاط أنه دين لا قيم له ولاشرف له ولا ضمير له , أنه دين هزيمة دين يكون المنتمون إليه هم الأذل والأحط والأعجز في كل الدينا.
جاءت هذه العبارة لتقدم الحقيقة الناصعة أنه الدين الذي سينتصر, هو الدين الذي ستحتاج إليه البشرية هو الدين الذي لا خلاص للبشرية لا من ظلم طغيان وفساد أولئك الاشرار اليهود ومن يدور في فلكهم إلا بهذا الاسلام بمشروعه العدل بمبادئه المثلى والعظمى, بأخلاقه بسلوكياته بكل تفاصيله بروحيته.
الشعار هذه بعض ثقافته بعض ما يقدمه من ثقافة من رؤية من حقائق, ثم هو بشكله العام هتاف الحرية الذي واجة حالة الصمت واجة حالة الاستسلام واجهة العمالة والنفاق, واجة مشروع الاعداء على كل المستويات في مدلوله وفي موقفه وخطوة حكيمة هيئت لانتقال من مرحلة إلى مرحلة من واقع إلى آخر من حالة إلى أخرى
نأتي أيضا في ما يتعلق بهذه الخطة رافقها أيضا دعوة إلى القرآن الكريم للتثقف به وكانت هي بحد ذاتها استنهاضا للأمة في مواجهة أعداء حقيقين واضحين مكارين مكشوفين لا لبس في أمرهم ولا غموض في عداوتهم للإسلام والمسلمين ليست أمريكا محل شبهة ولا اسرائيل محل شبة لافي عدواتها للإسلام ولافي ما ارتكبته في حق المسلمين وفي حق البشرية عموماً من ظلم واجرام وطغيان قتل لمئات الآلاف سفك للدماء بطريقة وحشية وفظيعة امتهان لكرامة الناس نهب وسرقة لثروات البشرية, طغيان واجرام واستحقار واستكبار وإلى ماهناك ليست محل شبهة لم تكن أمريكا محل شبه ولا اسرائيل محل شبه لا على مستوى عداوتها للإسلام ولا المسلمين الاسلام في كل معالمة في نبيه وكتابه ومقدساته وتفاصيله ولا على مستوى استهدافها للأمة وعرضها وأرضها ووجودها ولا على مستوى ما هي عليه في واقعها هل أمريكا لها قائمة حضارية قائمة على العدل قائمة على الحق قائمة الخير !أم هي الأكثر وحشية في العالم مع اسرائيل لم تكن محل شبه ولم يكن اليهود محل شبهة أعداء واضحين بيينين صريحين على كل المستويات بما في ذلك المستوى الأخلاقي فاستنهض الامة ضد هؤلاء الأعداء الذين يفتكون بالأمة الذين يمارسون الطغيان عليها والاجرام بحقها والاستهداف الشامل عليها مع دعوة إلى كتاب الله إلى الاهتداء به إلى التمسك به إلى التثقف به.
هل هناك أرقى أو أسمى أو أحق عدالة أو احقية من هذا المشروع دعوة إلى القرآن واستنهاض للأمة في مواجهة شر البرية والاعداء الألداء المكشوفين والواضحين في عداوتهم واجرامهم, مشروع واضح محق عادل ليس فيه شبه وليس فيه غموض ولم يستهدف طرفا يكون هناك شك في مواجهته او استهدافه استنهض الامة لتدافع عن نفسها عن دينها عن عرضها عن وجودها, دعوة حق واضحة بينة حق واضح وحق بين وقضية عادلة لا لبس فيها أبدا.
ومع كل هذا الوضوح مع كل هذا الحق ووجوه هذا المشروع من قبل كثير من الناس هذا يدل على ماذا؟ على ماذا يدل؟
لقد كشف هذا المشروع الواقع الرديء جداً السيء الذي وصلت إليه الأمة أمة الاسلام ويتحرك من داخل الأمة التي تقول عن نفسها أمة الاسلام يتحرك الكثير عداء صريحا بينا بكل وقاحة ضد دعوة الرجوع إلى القرآن ضد هذه الدعوة الرجوع إلى القرآن.
تعالوا إلى كتاب الله تعالوا نتثقف به تعالوا نتمسك به نتحرك على اساسه ضد هذه الدعوة التي كانت هي الدعوة التي تحرك بها رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله.