من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة “الثامنة والعشرون”
عبدالفتاح حيدرة
في محاضرته الرمضانية الثامنة و العشرين لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول تحرك الشعوب في يوم القدس لمواجهة الخطر الإسرائيلي ، إذ إن التعبير عن الموقف من الخطر الإسرائيلي، هو إمانة ومسئولية شعوب الأمة الاسلاميه على كافة المتسويات، و التعاطف من الشعب الفلسطيني واجب ديني وأخلاقي، مقابل ما تقوم به أنظمة التطبيع العربية والاسلامية ، والعدو الإسرائيلي يغذي المشاكل والمؤامرات لاضعاف هذه الأمة وافقادها كل عناصر القوة، وصولا إلى السيطرة عليها، وسيطرة بدافع عدائي، وسيطرة بوضع سيئ جدا على مستوى الدين والدنيا، وفي هذه الحالة فإن الغفلة والتجاهل مصدر ضرر على أمة كلها، وهي لا تجدي شيئا ولا تنفي المسئولية، بل أن التجاهل والغفله الذي يصيب الأمة تفيد العدو الصهيوني بشكل عام، ومن الحقائق القرآنيه المهمة جدا أن نشوء كيان العدو الصهيوني في داخل البلاد الإسلامية بالقهر و الجريمة والظلم والعدوان والاحتلال ، يعبر عن خلل كبير حصل داخل الأمة ليحقق للعدو كل هذا الاختراق، ليبقى مركز انطلاق لتدمير باقي بلدان العالم الإسلامي..
قال الله عن اليهود (ضرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوٓاْ إِلَّا بِحَبْلٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍۢ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلْأَنۢبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّۢ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) هم اذله أينما وجدوا و أينما كانوا، فإن كان وجود الكيان الاسرائيلي داخل أمة يبني نفسه وجيشه ودولته، وهؤلاء الاذلاء يقوموا باذلال الأمة الإسلامية لحاله من الزمن، وهذه حالة خطيرة وسلبية جدا، وحبل من الله، يعني أن هناك تسليط من الله، وحبل من الناس يعني مساعدة من الغرب وحبل اخر هو تفريط وتقصير المسلمين، ببترولهم واعلامهم، وهذه المسألة تبين خطورة الغفله عن هذا الأمر الذي يعود إلى واقعنا، وان جزء كبير من المسئوليات والمهام اليوم هو التصحيح، ولابد ان يكون العنوان حاضرا دائما في العداء لهذا العدو ،فالكثير لا يتصدون لهذا العدو، ولا يدركوا حقيقة نزعة العدو للسيطرة عليهم، وهذه الحالة السلبية والأمة ذات مقدرات ضخمة و جغرافيا كبيرة وعددها وعدتها، هو الخطر الداهم، وهذا تمكين للعدو عليها، والعدو الإسرائيلي يبقى عدو، وطريقة العدو الناعمة مع الأنظمة المطبعة ليبقى العدو متمكننا في افساد شعوب الأمة كلها..
إن المسارعة في تولي اليهود، والعمل النشط في خدمة اليهود و قفزات تطبيع العلاقات معهم ، هو الخلل الكبير الذ يسعى العدو الصهيوني لاختراق الأمة من الداخل، ويقدمها على شكل دراسات وخطط يمولها المطبعين، وعندما تحل الغفله تحل سلبية الولاء لليهود، لذلك لابد من التحشيد والنشاط في التعبئة العدائية لإظهار العداء للكيان الصهيوني، والقرآن ركز من التحذير في الولاء لليهود، ولهذا يجب أن تكون التعبئة العدائية لليهود في الاعلام والثقافه والمناهج، فالقرآن يرشد للاعتصام بالله و الارتقاء باسلامة والاهتداء بالقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وان تحذر الأمة من الفرقة والخلاف، بأعلى مسئولية من التقوى لله في ذلك، ان المسألة في غاية الأهمية والقرآن يحصن الأمة في مسألة التحدي لليهود، ويوضح جوانب المسئولية في حالات الارتداد عن مبادئ وقيم الدين جزء من اصالتها بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، هذه الحقائق أكد عليها القرآن الكريم..
لدينا نماذج ترضي الله، كما هو حال حركة الجهاد الفلسطيني في فلسطين وفي – حزب – الله بلبنان ونحن هنا اليوم في اليمن، نماذج تبني الأمة وتنتشل الأمة من حالة الضعف والوهن، و تبنيها في كل المجالات لتكون في مستوى التحديات، وتقديم الخير للأمة ما يحفظ لها دينها ودنياها َويحفظ لها نصرة وتأييدة و تمكينه..