من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة “الثالثة والعشرين”
عبدالفتاح حيدرة
في محاضرته الرمضانية الثالثة و العشرين لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول فريضة و مبدأ الأخوة والتوحد الايماني الاساسي والالزامي، و أهمية هذا المبدأ الإلهي لتتحصن الأمة وحمايتها والحفاظ عليها من سيطرة اليهود عليها واختراقهم لها، ونتائج التفريط بهذا المبدأ العظيم هو تمكن أعداء الأمة من السيطرة على الأمة واذلالها، وهو مبدأ الزامي جماعي تأتي أهميته من النهوض بالامة، ولهذا لابد أن يتحرك المؤمنين كما رسمه الله وكما وجه الله اليه، صف واحد توجه واحد وموقف واحد لقوله تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) و الجانب الآخر ان هذا المبدأ فريضة إلزامية ومهمة جدا ومن يخل بها قد لا تقبل اعماله، لانه عامل قوة في كل شئ، لإنجاز الأمور الكبيرة في كل المجالات، وواقع الأمة اليوم واقع ضعيف وعددها يتجاوز المليار والنصف، واتجاه البعض من ابناء الامة للتوحد في الساحة، ولدينا نموذج صحيح من أبرز النماذج في الأمة مثل حزب – الله في لبنان..
الوعي والبصيرة والرشد والحكمه هي أن نؤمن ان التوحد والاخوة الايمانية وتظافر الجهود والتعاون والتفاهم و التراحم هو أكبر عامل قوة، وهو اكبر عامل استقرار داخلي مهم في التصدي للعدو وإنجاز ما ينبغي إنجازه، وإذا تحولت المسألة لخلافات وشقاق واحقاد وكراهية ، يكون البعض حادا وأكثر جرأة في خدمة خطوات الشيطان، ونحو سلبي، وهذا جرم وسلوك فيه جرم وذنب، وعندما ينشط الانسان فيما يفرق ويبعثر ويوسع الفجوة، فهو يتجه الاتجاه الشيطاني، فهذه هي وظيفة الشيطان واوليائهم، وتتفرع منه الكثير من المعاصي، ومن اهمية هذا المبدأ انه يمثل عامل استقرار لصالح توجيه القدرات والإنجازات، وهو يوجه الغضب و الجرأة بإتجاه العدو، حيث يؤجر الانسان، ومن يلتزم بهذا المبدأ هو الانسان السوي في، إيمانه، و مسيرة الاسلام بكلها قامت على مبدأ الأمة الواحده وفي اطار قيادة واحده، والاخوة الايمانية قدمت حلا كاملا لمشاكل العرب ووجه طاقتهم في الاتجاه الصحيح، ايام ما كان العرب مختلفين ومشتتين كانوا يتقاتلون على عقال بعير وكانت الصراعات كثيرة انذاك، ولكن توجه الرسول صل الله عليه وسلم وعلى آله ، و بالتوجه الواحد وتحت قيادة واحدة أسس الدولة القوية..
إن الأخوة الايمانية هي من أفضل وأكرم النعم من الله على الناس و آثارها إيجابية جدا، وسوء الظن والحقد تجعل الانسان ينظر للامور بنظرة ووحشية، والبعض بطيئ الرضى وسريع الغضب، وقيام الاسلام على هذا الأساس وهذا المبدأ قام بتزكية النفس وطهرها من الأنانية والهلع والكبر، التربية الايمانية تطهر النفوس وتصوب اهتمامات الانسان، والغايات تصبح مرتبطه بالله برضا الله والجنة، ولقد ارشدنا الله في القرآن بقوله (وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُواْ ٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ كَانَ لِلْإِنسَٰنِ عَدُوًّا مُّبِينًا)، القول (الحسن) فيما يقولوه ويتحاوروا به وفي أداء الأعمال والمسئوليات وترك السيئ والجارح، فالبعض تصل جرأته لحد الوقاحه ، والشيطان يستغل ذلك ويثير الفتنه بين البشر، لأن هذا جزء من مهمته، ومن اهم ما يفيد ويؤثر على الاستفاده من هذا المبدأ هو (التواضع) في مختلف الأعمال وهو مطلوب ومن المهم ان يكون سلوكا عاما، لأنه يعزز الإخاء، وكذلك (كظم الغيظ) ولا يتحول الانسان إلى قنبله مشحونه بالعُقد، لذلك لابد من ردات الفعل الواعية والايمانية ، و (العفو) لابد أن تكون صفة مستمرة لدى الانسان..
من إرشادات القرآن للتوحد (السعي لصلاح ذات البين)، مع تقوى الله، لذلك على الإنسان أن لا يسعى او يشجع الآخرين على فساد ذات البين و الفرقة وخلخلة الصف الداخلي، ومن يعمل يعمل ذلك فقد تأبلس ، وهو عمل شيطاني، ومن اهم ما يفيد في كل ذلك (الإستفادة من الوعيد الإلهي) وعلى الانسان ان لا يستهتر بوعيد الله والعذاب العظيم..