المبعوث في صنعاء يبحث..!
مرتضى الحسني
المبعوثُ الأممي في صنعاء يبحثُ سيرَ الهُدنة التي لم يتوانَ العدوان ومرتزِقته عن خرقها ويلتقي بالمشاط وعددٍ من المسؤولين للبحث والقول.. فما الذي بقي ليُقال؟!
في صنعاءَ أَو مسقط، في الكويت أَو جنيف أَو غيرها لم يبقَ شيءٌ ليُقال للمبعوث أَو التحالف والمرتزِقة ومن خلفهم أَو أمامهم أكثر مما قيل على طاولات التفاوض سابقًا.. وليس هناك عاقل في حدوده الدنيا ينتظرُ من الموضوعية أكثرَ من ذلك.
العالَمُ حَـاليًّا كله ينتظرُ من التحالف أن يتخذَ موقفاً عاقلاً ينهي الحرب والحصار واقعياً، ونحن ننتظر أن يتخذ العالم موقفاً محترماً وجاداً لوقف العدوان ورفع الحصار، وهذا يبدو مستحيلاً.
عُمُـومًا لم يبقَ -لكي تقف هذه الحرب وتنجح العملية التفاوضية- غير أن يكون لدى المرتزِقة قليل من الشرف، وهذا مستبعد إن لم يكن محالاً، إذ لو كان هذا متوفراً ما شُنّ العدوان أَو على الأقل لهزمه اليمنيون في أيامه الأولى، أَو أن يكون لدى التحالف قليلٌ من العقل، وهذا وإن لم يكن موجوداً بالتأكيد عندما بدأ العدوان إلا أنه يمكن أن يتواجد بالصفع والدروس القاسية.
وما تلقاه ويتلقاه التحالف كان كافياً لأن يتعقل منذ أمد بعيد، أَو أن يكون لدى العالم قليل من القيم التي ينادي بها، وهذا لو كان موجوداً ما كان للعدوان والحصار أن يتم أَو على الأقل أن يستمر، وفي أسوأ الظروف أن يجد له غطاءً أممياً صفيقاً كُـلّ هذه الفترة، ولما كانت دماؤنا وأشلاء أطفالنا صالحةً للاتِّجار والمساومة في كواليس السياسة الدولية وعلى طاولات مجلس الأمن، ومع هذا ربما صحا الضميرُ الصَّدِئُ، ربما شبع الحالبون من ضرع البقرة النتن!
نحن في الانتظار ومستعدون للتفاعل الإيجابي مع طفرة شرف مستحيلة لمرتزِق، أَو ومضة عقل لدى تحالف صبية، أَو صحوة ضمير لمرابٍ أممي، ونحن أَيْـضاً في خنادق الصمود ثابتون على الحق إلى أن ينتصر.
ما يبقى دائماً وفي كُـلّ الأحوال أننا لن نتهاون في دفاعنا عن قضيتنا المقدسة، سواءً في الميدان أَو على الطاولات..
وكثرةُ لَفِّ التحالف والأمم المتحدة ودورانُهما لن يُجدي نفعاً، فثوابتُنا راسخة ومشروعُنا صاغته دماءٌ نفيسةٌ وتحميه سواعدُ أبية للضيم والذل لم ولن تتكاسلَ في نُصرة المشروع والقضية.