لماذا مصر والأردن تحديداً؟!
محمد عبدالباري قاضي
بموجب اتّفاق هُدنة الأمم المتحدة حدّدت القاهرة وَعَمَّان فقط من يمكن لليمنيين السفر عبرها وَمن خلالها، السؤال الذي أبحث له عن إجَابَة، وَأنا كغيري قلت يمكن؛ لأَنَّ هذين البلدين تحديداً أكثر الدول التي يتردّد عليها اليمنيون للعلاج مثلاً، لكن قلت هناك يمنيون كثر في دول المهجر يعيشون هناك ليسوا مرضى يريدون العودة لليمن وَجعل مصر وَالأردن ترنزيت لهم سيكون بعيداً وتكاليفه باهظة، رغم أن هناك دولاً عربية وَإسلامية أُخرى من ضمن تحالف العدوان أقرب لهؤلاء فلماذا لم يختاروا أحدها ليسافروا عبرها؟!
فـتذكرت في بداية العدوان كم أهين اليمنيون في مطارات القاهرة وَعمان وَكثير من الأصدقاء كرهوها لذلك، يعني هل سنكرّر الإهانة لليمنيين مجدداً؟ وَهل غير النظام المصري وَالأردني موقفه مؤخراً مما يحدث في اليمن أَو كيف الحكاية؟
طبعاً ما سأذكره وجهة نظر شخصية تمثلني قد تصيب وَقد تخيب، لكن تذكرت أَيَّـام زمان وَقبل العدوان، أن الموساد الصهيوني يعتبر القاهرة وَعمان حديقةً خلفيةً لكل تحَرّكاته الاستخباراتية، وَمكاناً جيداً لعقد اللقاءات مع كثير من الشخصيات العربية؛ مِن أجلِ تجنيدها أَو لتلقيها لتوجيهات ما من الكثير من القضايا العالقة في المنطقة.
بدليل عقد العديد من جولات المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة بإشراف “عمر سليمان” رئيس المخابرات المصرية الأسبق، وَالأمر ما زال مُستمرّاً لليوم، وَسفر الكثير من الشخصيات وَمنها يمنية للأردن وَدخول بعضها إلى دويلة الكيان الغاصب عن طريق عمان.
وَبالتالي القبول بدور هاتين الدولتين ليس لأَنَّها تحب اليمنيين وَخيرها عليهم وَإنما لأَنَّ الموساد الصهيوني مسيطر على مطارات تلك الدول بحكم الحدود الجغرافية مع الكيان، وَتمثل عمقاً استراتيجياً أمنياً للكيان، لذلك دخول اليمنيين وَخروجهم عبر الدولتين سيكون تحت إشراف صهيوني بامتيَاز وَلكن بقالب مصري أردني؛ كوننا نمثِّلُ خطراً وجودياً على الصهاينة وَحلفائهم في المنطقة.