قطوفُ الشهر الكريم وثمرةُ التقوى من أنوار المحاضرة الرمضانية الأولى 1443هــ
علي المؤيد
في إطلالتِه المباركة في اليوم الأول من الشهر الكريم، استهل السيدُ القائدُ -يحفظه الله- محاضرة اليوم الأول بالحديث عن فرص الرجوع إلى الله والمحطات الزمنية؛ باعتبَارها مساحةً للذكرى وَعاملاً مساعدًا للارتقاء وتعزيز العلاقة الإيمَـانية على مستوى الفرد وَالمجتمع وتصويب الحالة النفسية من خلال التقييم للواقع الإيمَـاني والعمل على تلافي جوانب الخلل والقصور.
(لعلكم تتقون)
ومن ذلك ما يحدُثُ من مفاسدَ على المستوى الاقتصادي والأمني والتي يترتبُ عليها عقوباتٌ ونقصٌ في البركة، إضافة إلى ما يحدُثُ من قصورٍ أَو إهمال وتفريط في هذا المجال أَو ذاك بما في ذلك ما يحدُثُ من اختلالات سلوكية، وبالنظر إلى ذلك يمكن الوقوفُ على مدى أهميّة التقوى كـ هدفٍ عملي وثمرة ملموسة يفترَضُ بها أن تمكِّنَ الفردَ والمجتمع عُمُـومًا من ضبط أهواء ورغبات النفس اعتمادًا على نتائج الاهتمام باستحضار مقتضيات التقوى خلال هذا الشهر الكريم.
(أعدت للكافرين)
استنادًا إلى قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أنفسكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) ومن خلال استعراض قائمة الواجبات والمحرمات يتبين للإنسان جميع ما يتصل بنتيجة التقييم الواضح لمستوى الالتزام الإيمَـاني العملي، حَيثُ يمكن للفرد أن يميزَ تماماً مستوى التزامه وَأَيْـضاً حجم استهتاره وتقصيره واستذكار العواقب الفادحة بالصورة التي تدفع إلى اليقظة الفاعلة والتحَرّك الجاد في سُبُلِ تحقيق التقوى خَاصَّة أن للتفريط والتجاوز عواقب عاجلة هي في الأَسَاس نتيجة مباشرة لما كسبت أيدي الناس والتي لو يعجّل الله المؤاخذة عليها لهلك الخلق أجمعين لكنه برحمته يرسل عليهم شيئاً من المعاناة والمتاعب للعظة والتذكير بالرجوع إلى الله والإنابة الصادقة.
(أعدت للمتقين)
(وَسَارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرض أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)، في حديثه -يحفظه الله- عن ثمرة التقوى أشار السيد القائد إلى ضرورة التخلص من الأهواء والدوافع الشخصية للفوز برضا الله واستحقاق جنته والنجاة من عذابه، فضلاً عن تجنُّب العواقب المباشرة للتقصير وَالعصيان والتفريط وهي التي تحصلُ للفرد والمجتمع عُمُـومًا في الدنيا قبل الآخرة وهي في جوهرها تعد إشاراتٍ تذكيريةً وتنبيهاتٍ متفاوتة من منطلق رحمته تعالى بعباده ورأفته بهم ليعودوا إلى صراطه المستقيم وهداه القويم.
(حق تقاته)
يذكّر السيد القائد بالمفاسد والمساوئ المترتبة على عدم الاهتمام بواجب استحضار التقوى خلال أداء المسؤوليات الفردية والجماعية، إذ أنه يخلّفُ الكثيرَ من المفاسد الرئيسة والثانوية؛ بسَببِ انعدام أَو انخفاض مستويات اليقظة واستشعار المسؤولية بالشكل اللازم مما يعمق العواقب الحياتية الناتجة عن ذلك التقصير ويؤدي إلى المزيد من المعاناة وقد تؤدّي تلك الحالة في حال استمرارها إلى سوء المصائر والعذاب الأليم وللتبيين ضرب السيد القائد عدداً من الأمثلة المتعلقة بالمسؤوليات الفردية والعامة كـ الجهاد في سبيل الله واتباع هدى الله (القرآن الكريم) وكذا إصلاح ذات البَين والتعاملات الاقتصادية وصلة الرحم، وُصُـولاً إلى تنبيهه بـ ضرورة استحضار تقوى الله في كُـلِّ ما يرتبطُ بالتعاون على البر والتقوى كمسؤولية جماعية أَسَاسية وعامة يترتب على الاهتمام العملي بها الفلاح والتوفيق.