من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة الأولى
عبدالفتاح حيدرة
بدأت محاضرات السيد القائد الرمضانية للعام الجديد 1443هـ، والتي بدأت بتذكير أبواب الله سبحانه وتعالى للإصلاح والتقوى، وكيفية تهيئة الله الانسان للتذكر و الاستقامة و الارتقاء الاخلاقي، وهذه التهيئة الربانية، وشهر رمضان محطة تهيئة للصفا النفسي و الذهني، وهي فرصة للتذكير والذكرى التي تنفع المؤمنين، و الغاية المرجوة من الصيام هي التقوى وهذا له علاقة كبرى بالقرآن الكريم ، والتذكير بالقرآن بالتدبر والتأمل والتقييم لأنفسنا، وركز حديث المحاضرة الأولى حول الغاية المرجوة من الصيام وهي التقوى ، وهي الثمرة العملية والتربوية التي تقي الانسان من الأعمال السيئة و نتائجها السيئة..
إن الكثير من الازمات والاختلالات الاقتصادية نتيجتها اختلالين ، الاختلال الأول هي المعاصي، والاختلال الثاني هو العقوبات، ومصدر الشر في هذه الحياة هي الأعمال السيئة، والتقوى هو السلاح الوحيد الذي يقي الانسان من هذه الأعمال، وما ينتج عن الإهمال والتقصير والتفريط التي تساعد الاشرار والمفسدين على إيذاء الجميع، ولذلك يجب أن نستحضر ما يزكي النفس والاستقامة النفسية، والتقوى يترتب عليه الأجر والخيرات وهو الثمرة العملية، والاهتمام بهدى الله يجعل الانسان يكتسب التقوى، والتقوى هنا تعني ان يقي الانسان نفسه من الأعمال السيئة، ودين الاسلام نعمة عظيمة، والمجتمع المسلم لا ينقصة الإقرار والمعرفه بالله والقرآن والحلال والحرام، لكن هناك تفريط وتجاوز عن جهل بأسس وثوابت واضحه، ولكن يعني ان ما ينقص مجتمعنا المسلم هو التقوى..
اهمية التزود بالتقوى تربويا وعمليا، حتى ننجو من العقوبات، واكبر ثمرة للتقوى هي النجاة من عذاب الله سبحانه في الدار الآخرة، حيث يأتي الوعيد الإلهي لاقتراف المعاصي والتفريط بمهمات واعمال أساسية أمر الله بها، والله يذكرنا في القرآن ان نسعى جميعا لاتقاء النار بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) وهذا التنبية المهم يعني السعي العملي لاتقاء نفسه وأسرته من النار، والخسارة الكبرى ان يتهاون الانسان ويخادع نفسه ويستاهل ويفرط في بعض المسئوليات التي توصله للنار، وإذا كانت عواقب التفريط وهوى النفس هو الخلود في نار جهنم، وفي عاجل الدنيا سبب ما نعانية هو تفريطنا في مسئولياتنا، وما يواجه الانسان من متاعب سببه أعمال الانسان..
في واقع المجتمع المسلم هناك الكثير من المعاصي، ولكن الله يؤخر العقاب، وهي رحمة واسعة من الله، حتى ينيب الناس إلى الله والرجوع اليه، طريق الخلاص وسبيله هو الرجوع إلى الله، ما نعانية اليوم يدفعنا إلى الرجوع العملي إلى الله، الرجوع الذي نتفقد فيه انفسنا ما فرطنا به ، الرجوع الذي فيه تضرع وتوبه واصلاح لواقع العمل والقصور في العمل، هذا الرجوع يقبله الله، وثمرة التقوى العظيمة في الحياة الأبدية هي الجنة، وللوصول إلى الجنة لابد من التقوى، وهذه هي الثمرة العظيمة، وبدون التقوى والسير وراء مزاج النفس، فسوف يخسر هذه الثمرة العظيمة، وفي الدنيا فإن الله مع الذين اتقوا ينصرهم ويرعاهم برعايته الشاملة، مما يعني أنك اذا اتقيت الله لن تكون وحدك فإن الله معك..
من مجال التقوى في شئوون حياتنا، المسئولية في تقوى الله حق تقاته في التصدي لمؤامرات اهل الكتاب، وهذا أمر إلهي مباشر، كذلك الأمر الإلهي في تقوى الله في إصلاح ذات البين، لأنه يترتب على ذلك مفسدة جماعية كبرى ولابد من استحضار التقوى في إصلاح ذات البين، كذلك الانضباط في المعاملات المالية والبعد عن الربا، وتقوى الله في التعاون على الإثم والعدوان وخاصة في استمالة الباطل والعصبيات، ويأتي الأمر بالتقوى في عدم التفريط بالتقوى اثناء المرابطه، وتقوى أتباع القرآن الكريم ..