ما قبل المبادرة ليس كما بعدها.. ترقَّبوا
هنادي محمد
مبادرةُ سلامٍ ليست الأولى من نوعِها، فقد أطلقت قيادةُ صنعاء من سابقٍ العديدَ من المبادرات، إلا أن السعوديَّةَ دائماً ما كانت تعتبرُها ناتجةً عن موقف ضَعْفٍ وبمثابةِ إيعازٍ لها لتكثيفِ هجماتها، وهذه القراءةُ الخاطئةُ -التي تنُـــمُّ عن ضبابية الرؤية والتقييم للخصم أَو الخداع للنفس بصحيحِ العبارة- هي ما جعلتها تفوِّتُ كُـلَّ الفرص السابقة وتتعثَّرُ في جميع محاولاتها في إحراز تقدُّماتٍ ما.
الرئيسُ المشاط قدم لهم فرصةً أُخرى على طبق من ذهب فيما لو أدركوا قيمتَها، مبادرة سلام مزمَّنة شملت تعليقَ الهجمات الصاروخية والمسيّرات والعمليات العسكرية في جميع الجبهات، تعليقاً مشروطاً تقابلُه جهوزيةٌ تامةٌ للدفاع وصَدِّ أي هجوم محتمَل، وما قبلها بالتأكيد لن يكون كما بعدها.
وفي الوقت الذي تلقت السعوديّة فيه هذه المبادرة سَرعانَ ما أطلقت التحليلاتِ قائلةً بأنها أتت بعد إعلانهم استهدافَ ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وهذه نكتة تبعَثُ على الضحك بالفعل!، وكأنهم يريدون نفيَ تعرُّض المطار لاستهدافهم من قبلُ، وما يعلمُه العالَمُ أجمعُ أن مبادرتَنا أتت وألسنةُ اللهب تلتهمُ خزانات مصفاة أرامكو والدخان الأسود يغطّي سماء جدة، فيا ترى هل هذا توقيت ضعف أم قوة وقدرة كبيرتين؟! ولهم أن يعلّقوا على هذه المفارقة.
التوقعات تقول: إن السعوديّة كما عهدناها لن تتفاعَلَ مع المبادرة؛ لأَنَّ من يدفعُ ضريبةَ استمرار العدوان هو الشعبُ اليمني المتحمِّل لكل أصناف المعاناة؛ ولأن الصبي ابن سلمان وحاشيته يريدون الحفاظ على ماء وجوههم، لكن في الأخير الضريبة الأكبر سيتحملها النظامُ السعوديّ، فكما تباكى على أرامكو وصامطة واستنجد بأعلى صوته، إذَا لم يغيّر موقفَه ويُنْــهِ المشكلة وهي العدوان والحصار كما قال السيد القائد -يحفظه الله ويرعاه- فقريباً سيذرف دموع الألم والندم معاً من كلتا عينيه، وَإذَا عاد إلى رشده وجنح للسلم فنحن دُعاتُه وأهلُه وما نسعى لإحلاله، والعاقبـةُ للمتّقيـن.