عدن.. وصراعُ العملاء!!
توفيق عثمان الشرعبي
ما يحدُثُ في عدن ليس بجديدٍ على التاريخ في أيةِ منطقة تخضعُ للاحتلال.. فالمستعمر لا يضمن بقاءَه إلا باستمرار الصراعات والفوضى، وكذلك عملاؤه لا يستطيعون النشاط إلا في بيئة مضطربة وواقع متأزم..
مخطئٌ حَــدَّ الجُرم من يظن أن عدنَ أو غيرَها من المحافظات المحتلّة ستستقر أَو سيأمن ساكنوها على أنفسهم أَو حياتهم المعيشية -ولو لبعض الوقت- في ظل تواجد المستعمر القذر الذي يعيث في تلك المحافظات الفساد..
منذ أن وطئت أقدام الغزاة الأعراب وشذاذهم أراضي المحافظات الجنوبية لم تتوقف الجريمة فما أن تتوقف عناصر القاعدة وداعش من عملياتها الإرهابية حتى تبدأ ظاهرة الاغتيالات وما أن تهدأ إلا وتبدأ صراعات العملاء والمرتزِقة على المصالح وتتطور إلى صدامات عسكرية وأمنية بين قطبَي العدوان (السعوديّة والإمارات).. وفي حين تستتب الأوضاع نسبياً يقوم مرتزِقة العدوان بحشد شباب تلك المحافظات والدفع بهم نحو محارق الجبهات..!!
ما يجري في عدن اليوم بين عملاء الإمارات ومرتزِقة السعوديّة جزء بسيط مما أوكل إليهم من أدوار لخلق واقع جديد يتم فيه التخلص من القادة المستهلكين وتصعيد قادة جدد وربما صناعة أطراف جديدة للقيام بسيناريوهات حديثة يتطلبها مستقبل المستعمر لتلك المحافظات..!!
كل شيء أصبح واضحًا واللعب اليوم يتم على المكشوف والمسألة ليس انتهاء صلاحية هذا المرتزِق أَو فشل ذاك العميل.. مصالح الغزاة الأعراب وأسيادهم هي التي تحَرّك ورقة الإرهاب تارة وتارة ورقة الانفصال وغيرها من الأوراق التي لا تزال في دكة الاحتياط للعب بها..!!
العجيب أن هناك من أبناء تلك المحافظات من لا يزال غارقاً في الغباء ويصر على حشر القضية الجنوبية في ما يحدث وقد يصل الغباء ببعضهم لتبرِئة تحالف العدوان مما يجري.. ويتغابى عما يحصل في أرخبيل سقطرى ويتناسى ما يحدث في السجون الخَاصَّة التابعة للمحتلّ الإماراتي من جرائم تتجاوز الخيال..!!
نحن أمامَ قوًى سياسيةٍ منحطة ومرتزِقة أقزام يذبحون وطنهم لتتقاسم لحمه قوى التوحش النفطي في المنطقة ومن خلفها قوى الإجرام التي تتبوَّأ قيادة الرأسمالية العولمية الأكثر توحشاً..!!
وأمام ما يحصل ورغم الدماء والخراب نقول: إن مشاريع العدوان قد فشلت أمام صمود شعبنا العظيم وفي طليعته جيشه ولجانه الشعبيّة في مختلف جبهات المواجهة، الأمر الذي أَدَّى بإطالة هذا العدوان إلى انكشاف مشاريعه بنقله المعركةَ إلى أدواته ورهاننا للتسريع بنهاية هذا العدوان على أحرار اليمن في المحافظات المحتلّة..
وعلى بقية المخدوعين بالشعارات والعناوين المناطقية والجٍهوية والعنصرية والمذهبية أن يستعيدوا وعيَهم ليصطفَّ اليمنيون جميعاً لتصويب بنادقهم نحو الغزاة لأرضهم على امتداد خارطة اليمن الطبيعية شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، منتصرين لليمن الموحد المستقل المتسع لكل أبنائه ليعشيوا في عزة وكرامة.