الاحتفالُ بالمولد النبوي بين المشروعية والتبديع
كرم الرميمة
في الوقت الذي نجد بعضَ الشعوب والطوائف تقاتلُ لأجل الحفاظ على عادات وتقاليد واهية لا أصل لها ولا عُرف ويحتفلون بأتفه المناسبات التي لا تقيم حقاً ولا تزهق باطلا، نجدهم يتعصبون ويكفّرون من يفرح ويمجد اليوم الذي أضاء فيه الكون نوراً لولادته.
فابتهجت الملائكة وازدانت السماء فرحاً وشوقاً لذَلك المولود الذي سيملأ الأرض عدلاً بعد أن دنسها الجور، وأصبحت بؤرة فساد وشرك يُمارس فيها الشيطان طقوس عصيانه وتمرده على الله عز وجل.
نجد اليوم أولياء الشيطان يمقتون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويطلقون الدعايات الزائفة عبر ما يبثونه من سموم حاقدة، في محاولة لثني الناس عن إحيَاء ذلك اليوم المجيد؛ بزَعْمِ أنه بدعة توصلُ صاحبَها إلى النار.
والأغرب من ذلك أنهم يطلقون ادّعاءاتهم باسم الدين الذي يحثنا على الفرح والتمجيد لذلك الرجل العظيم والقائد الحكيم الذي قاد أمةً بأكملها بفطنته وذكائه وأبهر عباقرة العرب والعجم والمفكرين على مر التأريخ فشهد له الأعداء بأنه الرجل الأول الذي اكتملت فيه صفات الرجولة وجمع بين الفروسية والورع وبين الدين والجهاد ونصرة المظلوم.
بينما نجد من يدّعون محبته واتّباعه يحاربون من يشهر له الولاءَ؛ باعتباره مبتدعاً مارقاً في الدين وَإذَا جاء يوم الكريسماس يصرفون الملايين لإقامة حفلات اللهو والمجون ويستقدمون الراقصات والمنكرات لتدنيس الحرم المكي وروضة الحبيب المصطفى “صلوات الله عليه وعلى آله” للاحتفال بيوم يبرأُ فيه المسيح منهم ومما أحدثوه بالمسيحية من بعده.
يقابل ذلك احتفالنا نحن المسلمين بنبينا الكريم وبالتذكير بعظمته والتأسي بأخلاقه والاقتباس من نور علمه وجهاده؛ وامتثالاً ﻷمر الله عز وجل (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).