التحرر من الاستعمار.. موقف ثابت وقرار
زيد الشريف
لن تستطيع أي قوة عسكرية أو مادية ولا أي مواقف عدائية إجرامية لا اقتصادية ولا سياسية ولا أمنية، أن تحول بين الشعب اليمني الصامد وقيادته وجيشه ولجانه الشعبية وبين موقفهم الثابت وخيارهم الحاسم الذي يقضي بتحرير كل شبر من أرض اليمن من شر الغزاة والمحتلين، وهذا ما يجب أن تفهمه أمريكا وأدواتها جيداً، لأن الشعب اليمني الصامد الثائر المجاهد لن يقبل أبداً ولن يسمح للطواغيت المعتدين- الذين ارتكبوا بحقه أبشع الجرائم وحاصروه اقتصادياً- أن يستعمروه ويتحكموا فيه ويسيطروا عليه وينهبوا ثروته وينتهكوا سيادته مهما كانت التحديات ومهما بلغ حجم التضحيات ولو كان لديهم ذرة من القبول بالذل والاستعمار لما صمدوا في وجه العدوان ولما انطلقوا لمواجهته بكل قوة خلال السنوات الماضية ولتزعزعت عزيمتهم ولكنهم ثابتون على مواقفهم حتى تحرير بلدهم وهم يعملون على تحقيق ذلك.
بالتضحيات الجسيمة والمواقف الجهادية العظيمة والثقافة القرآنية الحكيمة والوعي والبصيرة والثقة الكبيرة بالله تعالى، يخوض الشعب اليمني الصامد غمار المعركة الشاملة في مواجهة دول تحالف العدوان التي تعمل ما بوسعها لاستعمار اليمن ونهب ثرواته وإذلال أهله وانتهاك سيادته، ولكن شعب الإيمان والحكمة يرفض الاستعمار والاحتلال والوصاية والارتهان لأمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، ويأبى أن يكون غريباً مستعبداً على تراب وطنه ويفضل الموت كريماً في ميادين العزة في مواجهة الغزاة المعتدين على الحياة مقهوراً مستعمراً في بلده، لأن قيمه الدينية ومبادئه الإنسانية تمنعه وتأبى له أن يعيش مستعمراً يحكمه الطواغيت والمستكبرون، ولأن هويته الإيمانية تمنحه الطاقة والعنفوان لمقارعة المعتدين من أجل أن تكون الحرية هي التي تسيطر وتسود في واقعه، ويكون الاستقلال هو الذي يعم وطنه وأرضه، ولهذا يتصدى الشعب اليمني للعدوان بقوة وعزيمة وثبات منذ ما يقارب سبع سنوات.
تحرير كل شبر من أرض اليمن من شر العدوان والاستعمار والارتزاق والإرهاب ضرورة حتمية تفرضها علينا القيم الدينية والمبادئ الإيمانية والإنسانية قبل أن يفرضها الواقع الذي تسبب به العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، بالروح الثورية والجهادية وبالوعي والبصيرة والعزيمة الإيمانية والثقة العالية بالله تعالى وبكل ما تعنيه الحرية والكرامة والعزة من مبادئ عظيمة وقيم مثلى لن يترك الشعب اليمني الصامد بلاده تستباح للطواغيت المستعمرين من الأمريكان والصهاينة والبريطانيين وآل سعود وآل نهيان ومرتزقتهم، وهو اليوم يتحرك معتمداً على الله ومتوكلاً عليه في خوض غمار المعركة لتحرير وطنه في محافظة مارب، في الوقت الذي يخوض فيه معركة التصدي للعدوان والحصار، إلا أنه يمضي بعزيمة فولاذية لمواجهة كل التحديات وهدفه وغايته تحقيق الحرية والاستقلال مهما كان حجم الصعوبات ومهما كانت الظروف.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أعلن الموقف الثابت والخيار الأخير في خطابه الأخير في ذكرى استشهاد الإمام زيد- عليه السلام- مخاطباً دول تحالف العدوان وعلى رأسها أمريكا قائلاً : (سنحرر كل بلدنا، ونستعيد كل المناطق، التي احتلها الأعداء؛ وسنضمن لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً، لا يخضع لأي احتلال من أي عدوٍ خارجي، ولا يخضع لأي وصاية، لا تحت البند السابع، ولا تحت البند التاسع، ولا تحت أي بندٍ من البنود التي تُكتب بأقلام الجائرين، وبإملاءات الطغاة والمستكبرين.)، وبما أن السيد عبد الملك هو قائد مسيرة الشعب اليمني الصامد وقائد المعركة في مواجهة العدوان فإن كلامه هذا بمثابة تأكيد ووعد وعهد وخيار لا تراجع عنه وموقف ثابت قولاً وعملاً يقضي بضرورة تحرير كل شبر من أرض اليمن ويترجم في الواقع في ميدان المعركة على أيدي رجال الله أبطال الجيش واللجان الشعبية في محافظة مارب اليوم وفي محافظة البيضاء بالأمس وفي بقية الجبهات والمناطق، وإن شاء الله في المستقبل القريب سيشمل كل المحافظات والمناطق التي يسيطر عليها العدوان ومرتزقته.
منذ اليوم الأول من العدوان وقرار الشعب اليمني الصامد ثابت وراسخ، مواجهة الغزاة المعتدين ورفض الاستعمار والوصاية الخارجية كموقف إيماني وإنساني وأخلاقي لا تراجع عنه وكخيار نهائي أخير ليس له بديل ، والشعب اليمني الصامد اليوم هو في طريقه إلى صناعة النصر ونحو التحرير بجيشه ولجانه الشعبية من خلال التحرك الجهادي الشامل ومن خلال العمليات العسكرية الميدانية والاستراتيجية الصاروخية والجوية، ومن خلال الاعتماد على الله والتوكل عليه سيتمكن من تحرير وطنه من المستعمرين والخونة وقد تمكن بفضل الله من أن يحرر الكثير من المناطق والمحافظات، وما تبقى سيتحرر وهو في طريقه إلى التحرير بإذن الله تعالى.