طالبان قاب قوسين أو أدنى من الاستيلاء على السلطة في أفغانستان
عمران نت – تقارير – 2021/٠٨/١٥م
بدأت حركة طالبان اليوم الأحد الدخول الى العاصمة الأفغانية كابول من جميع الاتجاهات حسبما أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، فيما يبدو أن الحركة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الاستيلاء على السلطة في أفغانستان بعد هجوم خاطف باشرته في مايو الماضي.
وفيما باشر مسلحو طالبان الدخول الى مشارف كابول، أعلنت الداخلية الأفغانية اليوم الأحد أن مسلحي “طالبان” بدأوا بدخول العاصمة من جميع الاتجاهات.
وفي السياق،ذكرت وكالة “نوفوستي” الروسية أن مسلحي طالبان استولوا على جامعة كابول غرب المدينة ورفعوا أعلام حركتهم فوق أحد أحياء العاصمة على الأقل، وسط أنباء عن إخلاء المباني الحكومية على وجه الاستعجال من المسؤولين.
وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” نقلا عن مسؤولين أن حركة “طالبان” باتت تسيطر على جميع المعابر الحدودية في أفغانستان، ولا يمكن مغادرة البلاد إلا عبر مطار كابول.
ويأتي ذلك بعدما استولى مقاتلو “طالبان” على معبر طورخم على الحدود مع باكستان صباح اليوم الأحد، ما دفع السلطات الباكستانية لإغلاق هذا المعبر.
وفي وقت سابق اليوم سيطرت “طالبان” على مدينة جلال آباد شرقي أفغانستان دون قتال، مؤمنة بذلك الطرق التي تربط البلاد بباكستان.
بدورها، أعلنت “طالبان” في بيان صدر عنها أنها أمرت قواتها بـ”الوقوف عند أبواب كابول” دون محاولة دخول المدينة، بهدف تفادي العنف، مشددة على أنها “لا تريد دخول المدينة بالقوة والحرب بل بسلام”.
وأشارت الحركة إلى أن التفاوض جار على إطلاق عملية انتقالية وتسليم كابول إليها، محملة إدارة الرئيس أشرف غني المسؤولية عن أمن المدينة.
وتعهدت الحركة بعدم ملاحقة المسؤولين العسكريين والسابقين في إدارة غني، مطالبة الجميع بـ”البقاء في أماكنهم ومنازلهم وعدم محاولة مغادرة البلاد”.
وتأتي هذه التطورات الميدانية على خلفية مواصلة الولايات المتحدة عملية إجلاء طاقم سفارتها من العاصمة الأفغانية.
وذكر مسؤول أمريكي في حديث لـ”رويترز” أن الأعضاء الرئيسيين في الطاقم الأمريكي في كابل يعملون من مطارها الآن، موضحا أن أقل من 50 موظفا في سفارة واشنطن سيبقون في المدينة في الوقت الحالي.
بدوره، أشار مسؤول في حلف الناتو للوكالة إلى أن العديد من موظفي دول الاتحاد الأوروبي انتقلوا إلى موقع أكثر أمنا في كابل في ظل تقدم “طالبان”.
وسيطرت الحركة الأحد على مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان دون أن يواجه عناصرها أي مقاومة، بعد ساعات من استيلائهم على مزار شريف، رابع أكبر مدينة أفغانية وكبرى مدن شمال البلاد.
وتمكنت طالبان التي بدأت هجومها في مايو الماضي مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية والأجنبية، من السيطرة خلال عشرة أيام فقط على غالبية البلاد.
ولا يزال هناك عدد من المدن الصغيرة تحت سيطرة الحكومة، لكنها متفرقة ومعزولة عن العاصمة وليست لديها اهمية استراتيجية كبيرة.
وتبدو الهزيمة كاملة للقوات الأفغانية رغم إنفاق الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات عليها منذ عقدين، ولحكومة الرئيس أشرف غني.
وقال غني السبت إنّ “إعادة تعبئة قوّاتنا الأمنية والدفاعية على رأس أولوياتنا”. لكن رسالته لم تلق أي استجابة، ولا خيار أمامه سوى الاستسلام والاستقالة، أو مواصلة النضال لإنقاذ كابول لقاء التسبب بإراقة الدماء.
وأعلن بدء مشاورات قال إنها “تتقدّم سريعاً” داخل الحكومة مع المسؤولين السياسيين والشركاء الدوليين لإيجاد “حل سياسي يضمن توفير السلام والاستقرار للشعب الأفغاني”.
وأعلن القصر الجمهوري مساءً أنّ “الحكومة ستشكّل وفداً في وقت قريب، وسيكون جاهزاً للتفاوض”.
وإزاء انهيار الجيش الأفغاني، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن السبت رفع عديد القوات الأميركية المرسلة إلى مطار كابول للمشاركة في إجلاء طاقم السفارة ومدنيين أفغان تعاملوا مع الولايات المتحدة إلى خمسة آلاف عنصر.
ويقدر البنتاغون بحوالى 30 ألفا عدد الأشخاص الذين يتحتم إجلاؤهم بحلول 31 أغسطس الجاري، مع انتهاء المهلة التي حددها بايدن لاستكمال الانسحاب من هذا البلد.
كذلك، أعلنت دول أوروبية هي بريطانيا وألمانيا والدنمارك وإسبانيا والجمهورية التشيكية، الجمعة تقليص وجودها في أفغانستان إلى الحدّ الأدنى، وباشرت برامجا لنقل موظفيها الأفغان.
يخشى كثير من الأفغان المعتادين على الحرية التي تمتعوا بها في السنوات العشرين الماضية، وخصوصا النساء، عودة طالبان إلى السلطة.
المصدر : وكالات