نورٌ على نور.. ربيون في حضرة القرآن الكريم
إكرام المحاقري
فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلا، نوراً على نورٍ في مشكاة علم، في زجاجة مصباح الحق الساطع بنور الله الغالب على أمره، كان وما زال بدراً نيراً لمن أراد أن يستنير بهداية القرآن في ظلمات الضلال الحالكات، ولبيك اللهم لبيك قد قالوها من مغارات في بواطن الجبال الراسيات، وتقربوا إلى ربهم بالصبر على التضحيات في سبيله، أُولئك هم الصادقون من آل محمد، السائرون في سبيل الله حفاة يتطلعون إلى غد مشرق بالنصر والفتح المبين.
إنه نور البدر السيد العلامة: بدر الدين بن أمير الدين الحوثي-رضوان الله عليه- ذاك العالم الرباني الذي غاص بعمق في بحر القرآن الكريم، وجال بفكره النوراني في أرجاء العالم الذي كاد أن يسقط في فوهة أوجدها الشيطان لولا لطف الله، فـ (لكل قوم هاد) ولكل هاد رب يعلمه من الحديث والحكمة ما يكون به للناس دليلا وسراطا مبينا.
كانت تضحيات (السيد العلامة) واسعة ولم تنحصر على موضوع نهر (الدم) الذي قدمه قربان فداء مِن أجلِ علو ونصرة دين الله، بل أنه ضحى بجل وقته وبـماله وكل ما يملك في سبيل إعلاء كلمة الله وكان للحق سنداً وعضداً حتى لاقى ربه في الملكوت الأعلى.
فكل من عظمناه في قلوبنا من قادات المسيرة القرآنية كانوا أنموذجاً راقياً عن شخصية البدر الرباني، فقد كان مثل أُولئك الربيين الصادقين لكن في حضرة القرآن الكريم، والذي استقى منه زكاة نفسه، ودماثة أخلاقه، وشدة ورعه، وعفته وزهده، ومبادئه ومواقفه التي تصلبت كـالحديد مع ضراوة الظروف وشدة المؤامرات الداخلية والخارجية، فـالوعي كان يحكمهم والحكمة كانت دليلهم حتى تمكّنوا من عتاولة الطغيان بأبسط الأسباب.. (إنه الله).
فسلام الله عليكم أيها (البدر) ما تعاقب الليل والنهار، فقد جاهدتم في الله حق الجهاد، وربيتم أبناءكم نعم التربية، وأقمتم الدين نعم الإقامة، وكنتم خير من أقام القصد حتى اعتدل الميزان، وكنتم ترجمان القرآن من ألفه إلى يائه، وكنتم بصبركم كـباليستيات بوجه سلطة الجور والعمالة والانبطاح، فجهادكم ما زال قائما حتى اللحظة، وما دعيتم إليه ما زالت الدعوة إليه قائمة.. لكن ليس بدماء السباقين في نصرة الدين فحسب!! بل بدماء جميع أبناء الشعب اليمني، فقد انتصر الدم السيف أخيرًا، ولكم الخلود أيها البدر اليماني، ولأولياء الشيطان الخسران المبين.