نحو تحدي الحصار وتعزيز عوامل النصر
والدة الشهيد/ يحيى عمرو الأحرمي
عندما يمنحُك اللهُ موهبةً ما تستفيدُ منها ويستفيدُ بها الناس منك، فهذه نعمةٌ من الله سبحانَه وتعالى، وعندما يقدم المرء شيئاً لآخرته في الدنيا بما وهبه الله من علم ينتفعُ به الناس ويكون هدفُك في الحياة هو إرضاء الله سبحانه وتعالى.. فَـإنَّ الله يهيئ لك الظروف، وهذا ما حصل لي عندما أردت أن أعلّم النساءَ اللاتي بحاجة إلى مهنة لكسب العيش والاكتفاء الذاتي ويكون لها سبب في رفع مستوى المعيشة ومساندة أسرهن في ظل ظروف العدوان والحصار على وطننا، وَهو ما يحتم على كُـلّ المجتمع أن يفعّلَ كُـلّ طاقاته وَيبحث عن كُـلّ الخيارات المتاحة لديه في صراع البقاء وَتحدي المخاطر وَاستمرار الصمود والثبات في ميدان المواجهة الشاملة مع العدوان.
وحين ينوي المرء نوايا حسنة لها منفعة لنفسه ولمجتمعه وَترضي الله وَرسوله، يهيئ له الله الطرقَ والدروب، وَيسهل أمامه الصعوبات، وهذا ما حدث معي، إذ هيأ الله لي مبادرة شباب بير عبيد والتي قام رئيسُها مشكوراً بتعاون رجال الخير بفتح مركز الزهراء الذي كان أول أهدافه تعليم نساء حي بير عبيد المهن البسيطة والكشف عن مواهبهن المتعددة في شتى المجالات والعمل على تنميتها، بحيث تتضمن أسر الشهداء والمرابطين وكذا الأسر الأشد فقراً.
وبعون الله تعالى تم افتتاحُ المعرض الأول لعرض منتجات طالبات الحي اللاتي أذهلتني مواهبهن المتعددة في شتى المجالات (خياطة نساء رجال وأطفال _ الرسم _الرسم على القماش – التطريز اليدوي التراثي الأصيل) رغم عدم توفر الموارد الكافية لإظهار تلك المواهب.
فباسم زوجات وَأُمهات الشهداء والمجاهدين وَباسم طالبات الحي أطالب الجهات المختصة بدعمهن بالموارد اللازمة وَإيجاد سوق لمنتوجاتهن وتهيئة فرص عمل وَمساندتهن لكي يُعِلْنَ أنفسهن ومن حولهن، والمساهمة في رفع الاقتصاد في اليمن والتخفيف من المنتجات المستوردة.
في الختام أسالُ اللهَ أن يباركَ جهودَ القيادة الثورية والسياسية على طريق الحماية وَالبناء ويكلل تضحيات وَجهود شعبنا اليمني العظيم بالنصر.