ثقافة الارتزاق الجرموزي
لنسأل أنفسنا ولنقف قليلاً بتأمل فيما حولنا بحصافة وإدراك ووعي ولنجعل الواقع يُحدّثنا عن المأزق الذي أوقع فيه المرتزِقة أنفسهم وما المصير المحتوم الذي ينتظرهم وينتظر أسياد فضلاتهم في الخليج من جعلوا من أنظمتهم وشعوبهم مسخرةً لمن يسعى في الأرض فسادا وبات يسخر منهم الأمريكان وكل قوى الاستكبار وتستنزف ثرواتهم تحت ذرائع واهية عفا عليها الزمن.
فمثلاً نجد مرتزِقة الداخل اليمني من ارتموا بأحضان من يُريد لشعبهم الغزو والاحتلال ويسعى لامتهان كرامة هذا الشعب واستباحة عرضه وشرفه وتمييع ثقافته وتضييع هُــوِيَّته الايمانية ونهب ثرواته واحتلال موانئه وجزره لتكون في قبضة الإسرائيلي الذي يسيل عليها لُعابه وهو ما سعى ويسعى لتحقيقه عن طريق أدواته الأنظمة العربية العميلة وجيوشها الأجيرة لا سِـيَّـما في الخليج وبعض دويلات القرن الافريقي ومنافقي الداخل اليمني الذين أوقعوا أنفسهم في خسة الخيانة العظمى للدين والوطن اليمني الذي بات يقاوم أئمة الكفر والارتزاق ويجابه بعقيدته الجهادية عالم البغي والاستكبار.
لقد أضحى المرتزِقة -قادةً وأفراداً- بشقيهم العسكري والمدني في سبيل إسرائيل واليهود يقاتلون يبذلون الغالي والنفيس خدمة للمشروع الصهيوني التطبيعي والاستعماري.
لن نقول كيف ومتى ولماذا وأين هي أمريكا وإسرائيل من الحرب الدائرة، فكل ذي عقلٍ وبصيرة وحتى أضل الأنعام تعرف واقعية العدوان وأهداف المشؤمة بالحرب والحصار وإن كانت تتحدث اللغة العربية فما هي إلّا دغدغة أصحاب المشاعر السطحية والأمراض القلبية وكذا تُجّار الأوطان وأصحاب المشاريع الضيقة.
فمن أين أُعلن عن العدوان ومن يموله دعماً لوجستياً واستخباراتياً وتسليحاً بحديث العدة والعتاد والأقمار الاصطناعية ولعلّنا رأينا من بصف العدوان على اليمن بات أقربَ من غيره في التطبيع اليهود والنصارى وتوليٌّ واضح من قبل الأنظمة ورضوخ الشعوب اللاهثة خلف السلطان وإن جار وجلد وقصم الظهر وسلب الحق وارتكب المحرمات.
ولهذا نجد الارتزاق ثقافة تدجين أعمى ومعتقد يدين به المنافقون في كُـلّ زمان ومكان وثقافة ضعف وخسة ودناءة وتزييف للواقع وتشويه للحقائق الدامغة بخبثهم وحقارتهم في الوقت الذي يعرفون أنهم على ضلال ويتعرّجون في طريق ضيقة ومعوجّة ولن تصلهم إلى نتيجة التحرّر من التبعية والوصاية الذين باتوا يسبحون في المستنقع الخس والنجس والخيانة والشر.
خيانة عظمى وعمالة واضحة يمتهنها قطعان الارتزاق قادتهم وأفرادهم ويحسبون أنهم مهتدون وأنهم على سواء، ويرون وقفتهم مع العدوّ وقفة حقٍّ ووطنية وأمراً إلهياً كما قال كاهنهم الأعظم وسائر كهنة معابد الانبطاح والفكر الوهَّـابي الوضيع.
بينما يروَن من يجابه العدوان ويدافع عن الأرض والإنسان والعقيدة اليمنية خونةَ وعملاءَ وروافض ومجوساً وعملاء لإيران، وتناسى هؤلاء الأقزام أن من يقاتلون في صفه إسرائيلي الولاء وأمريكي الطاعة ويهودي الدين والمعتقد بما تنص عليه الآية الكريمة (ومن يتولهم منكم فَـإنَّه منهم).
وفعلاً شر البلية ما يُضحك..