خرفُ أمريكا وخريفُها معاً

د. مهيوب الحسام

كلما أوقد العدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل بأدواته الأعرابية التنفيذية ناراً للحرب في اليمن، سواء بجيشه وجيوش أدواته الرسمية ومجموعاته الإرهابية ومرتزِقته أطفأها الله بسواعد الأحرار الشرفاء المؤمنين المجاهدين من أبناء هذا الشعب اليمني العظيم بقيادته الواعية المدركة المؤمنة المجاهدة العظيمة الاستثنائية في هذا الزمن الاستثنائي، حفظها الله.

 

فمن عاصفة حزمه العدوانية المعلنة من واشنطن في 26 مارس 2015م والتي حوّلها لعاصفة أمله الإجرامية الرامية لغزو واحتلال اليمن واستعمار واستعباد شعبه والسيطرة عليه، من خلال قتله بالقصف المباشر بأفتك الأسلحة وبالحرب البيولوجية وبالحصار والتجويع ونهب ثرواته، والتي بفضل الله وعونه حوّلها هذا الشعب إلى عاصفة رمل وجمر ونار تحرق أقدامه وأقدام أدواته التنفيذية وتحالفه ومرتزِقته، وداس مجاهدوه على أحدث مدرعاته بأقدامهم وأحرقوها بولاعة وكرتون، وحوّلوها إلى كتلة نار ولهب وخردة حديد مشوي وركام من رماد.

 

ومن عملية تحرير صنعاء وفرضة نهم وعملية تحرير الساحل الغربي والحديدة وغيرها وغيرها من العمليات بمسمياتها المختلفة، مُرورًا بعملية تحرير محافظة البيضاء وسقوط رهاناته في كُـلّ عملياته وارتدادها وبالاً وخسراناً وهزيمةً موجعةً له وليس انتهاءً بعملية “النجم المثقوب” في مديرية الزاهر والصومعة في البيضاء، وتلك الحملة الإعلامية التي رافقتها وغدت كسرابٍ بقيعة أمام ناظرَيه، ولم تحصد منها سوى الحسرة والخزي والعار والهزيمة المنكرة.

 

لقد أَدَّت العمليةُ الأخيرةُ للعدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل بأدواته التي أسماها “النجم الثاقب” في محافظة البيضاء إلى فشل ذريع له رغم كُـلّ ما أعد لها من عناصر القاعدة وداعش التي صنعتها أمريكا ودرّبتها وأعدتها إعداداً غيرَ مسبوق للمعركة على الأرض وإدخَال ألوية حرس عفاش الرجيم بقيادة طارق تحت مسمى ألوية العمالقة وغيرها من مرتزِقته والتي برغم الغطاء الجوي لم تتمكّنْ من الصمود ساعاتٍ في مديرية الزاهر أمام مجاهدي هذا الشعب، لتسقط بذلك أكبرُ أوراق أمريكا في البيضاء والتي راهنت عليها كَثيراً وأعلنت عن دعمِها لها باسم الجيش الوطني.. وسقوط هذه الورقة لن يقف تأثيرُه عليها عند حدود محافظة البيضاء بل سيمتد تأثيرُه إلى مأرب ولحج وأبين وشبوة وغيرها من المحافظات المحتلّة.

 

إن تساقُطَ أوراق العدوان الأمريكي في اليمن بفضل الله وصمود وثبات وانتصارات الشعب اليمني الذي من نتائجِه تساقُطُ مخطّطات ومشاريع أمريكا في كُـلّ المنطقة والأمة، وقد بدأ ذلك يظهرُ جليًّا، فها هي هزيمتها اليومَ في أفغانستان وإعلان خروجها منها، وغداً ستخرج من العراق وسوريا وستكون هزيمتُها في اليمن مدويةً تغيِّرُ وجهَ المنطقة يزولُ على إثرها كيانُها المزروعُ في فلسطين وأُسَرٌ حاكمة بأمرها في كياناتها الأعرابية، وكما انهار الاتّحاد السوفيتي وتفكك بعد هزيمته في أفغانستان سوف تلاقي أمريكا نفسَ المصير؛ نتيجةً للهزائم المتكرّرة التي تتلقاها اليوم وستتلقاها غداً.

 

لقد أثبتت أمريكا فعلاً بأنها أغبى مستعمر عرفه التاريخُ، فهي لا تتعظ من هزائمها أبداً، فما أن تخرج من هزيمة حتى تدخل في أُخرى، وقد قيل إنه حتى الحمار يستفيد من التكرار إلا أن أمريكا لم تستطع الاستفادةَ من تكرار هزائمها، وهذا دليلٌ على ما تمر به من حالة دوار وفصل خريف تعيشُه وخرَف تعانيه، وهذا ينبئُ بما ستصلُ إليه أمريكا من نهايةٍ سوداءَ.

مقالات ذات صلة