حَدِيثُ ابْنِ عُسْر…للشاعر كريم الحنكي

الشاعر كريم الحنكي

 

حَدِيثُ ابْنِ عُسْر

تَعَسَّرَتِ الْأمُوْرُ عَلَى الْعَسِيرِي.. وأعَيَاهُ الْمَسَارُ بِلا مَسِيرِ

وَخَانَتْهُ الطَّلاقةُ بَعْدَ صَبْرٍ.. وطلَّقَهُ الْبَيانُ، مَعَ الضَّمِيرِ

فَأمْسَى دُوْنَ قَطْرَةِ مَاءِ وَجْهٍ.. يُثَرْثِرُ بِالنَّعَيْقِ عَلَى الْأثِيرِ

غُرَاباً أسْحَمَ الْأقْوَالِ، شُؤْمَاً.. كَذُوْبَ الْوَجْهِ، مُنْقَطِعَ النَّظِيرِ

فَيَكْذِبُ، ثُمَّ يَنْسَى زَعْمَ أمْسٍ.. وَيَنْسَخُهُ بِمَزْعَمِهِ الْأخِيرِ.

أَبَعْدَ مُرُوْرِ عَامٍ، يَا ابْنَ عُسْرٍ.. وَبَعْضِ الْعَامِ، مِنْ شَبِّ النَّفِيرِ

تُضَلِّلُ أُمَّةً بِحَدِيثِ إفْكٍ.. وَتَدْفَعُها إلى بِئْسِ الْمَصِيرِ؟

بِرَمْيِ مَطَارِ جِدَّةَ قَدْ طَبَعْنَا.. عَلَى أَعْنَاقِكُمْ خَتْمَ الْبَعِـــيرِ

وَأَرْبَكَتِ الْفَضِيْحَةُ كُلَّ وَغْدٍ.. مِنَ الْأُمَرَاءِ، يَا عَبْدَ الْأَمِيرِ

فَجِئْتَ مُحَرِّفَاً إنْجَازَ نَصْرٍ.. مِنَ الْخُسْرَانِ، تَبْحَثُ عَنْ نَصِيْرِ

وَمَا مِنْ نَاصِرٍ للإفْكِ، مَهْمَا.. تَزَيَّنَ، غَيْرُ مُرْتَزِقٍ أَجِيْرِ.

أَبَعْدَ الصَّالَةِ الْكُبْرَى، وَمَا قَدْ.. فُضِحْتَ بِهِ مِنَ الْكَذِبِ الْشَّهِيرِ

تُحَدِّثُنَا بِلا أَدْنَى حَيَاءٍ.. عَنِ الْحَرَمِ الْمُقَدَّسِ، بِالْهَدِيرِ

فَتَتَّخِذُ الْمَقَامَ دَرِيْئَةً، عَنْ.. تَكَشُّفِ سَوْءَةِ الْمَلِكِ الْحَقِيرِ

وعَاصِفَةِ الْخَيَانَةِ حِيْنَ لَاحَتْ.. كَزَوْبَعَةٍ مِنَ الْعَجْزِ الْمُثِيرِ

تُوَلْوِلُ قَبْلَ أنْ تَهْوِي، بِأَنَّا.. أَتَيْنَا الْيَوْمَ بِالْإثْمِ الْكَبِيرِ

فَضَلِّلْ مَن يُّصَدِّقُ عَنْكَ لُؤْمَاً.. مِنَ الْأَغْرَارِ؛ لَكِنْ غُرَّ غَيْرِي.

**

هُنَا الْبَلَدُ الْأمِيْنُ لِكُلِّ جَارٍ.. سَليمِ الصَّدْرِ، مَأمُونِ السَّريرِ

هُوَ الْمَيمونُ، لا يأتيكَ مِنْهُ.. سِوَى الْيُمْنِ الْعَمِيْمِ بِمَحْضِ خَيرِ

وَلَكْنْ إنْ عَدَوْتَ عَلَيهِ، فَابْشِرْ.. بِشَرٍّ، يَا ابْنَ عَنْزَةَ، مُسْتَطِيرِ.

هُوَ الْيَمَنُ الَّذي أَوْصَاكَ شَرَّاً.. بِهِ الْمَلِكُ الْمُخَلَّدُ فِي السَّعِيرِ

وَصِيَّةَ فَاجِرٍ أنفَذْتَ فِيهِ.. عُقوداً، وَهْوَ فِي حُكْمِ الأسِيرِ

إلى أنْ شَبَّ عَنْ طَوقِ الْمَوَالي.. وَفَكَّ الْقَيدَ عَنْهُ بِلا ظَهِيرِ

وَثارَ على وِصايةِ جَارِ سُوءٍ.. وَأسْقَطَها عَنِ الْوَطَنِ الْجَديرِ

وشَقَّ إلَى الْحَيَاةِ سَبِيْلَ حُرٍّ.. حَمِيِّ الأنْفِ، لا يَرْضَى بِضَيرِ

فَجِئتَ لَهُ بِعاصِفَةٍ وَبَطْشٍ.. لِيَرْجِعَ خاسِئَ النَّظَرِ الْحَسِيرِ

كأنَّكَ لَسْتَ تَعْرِفُ قَدْرَ حِلْفٍ.. لَدَيكَ بِكُلِّ مُخْزِيَةٍ، خَبِيرِ

وَلَا أيَّ الرِّجَالِ أَتَيْتَ تَغْزُو.. وَفِي يَومٍ عَبُوسٍ قَمْطَريرِ

وَهُمْ وَعْدُ السَّماءِ أراهُ يَدْنُو.. وَئِيْدَاً مِنْ مَدَى الْقَصْرِ الضَّرِيرِ.

هُنَا الْيَمَنُ الَّذي نُبِّئْتَ عَنْهُ.. بِأنْ سَيُزِيلُ حُكْمَ بَنِي النَّكِيرِ

وَيَنْقَلِبُ السُّعُودُ بِهِ نُحُوْسَاً.. عَلَى عَرْشِ الْغُرُوْرِ، بِلا مُجِيرِ..

ألَا مَا كَانَ أَغْنَى الْيَوْمَ جَارَاً.. عَنِ الْعُدْوَانِ، فِيْ عَيْنَ الْبَصِيرِ

وَلَكِنْ في تَصَارِيْفِ اللَيَالِيْ.. خَفَــــايَا، أَمْـــرُها بِيَدِ الْقَدِيْــــرِ.

مقالات ذات صلة