جائحة الارتزاق وداء العمالة

عمران نت / 21 / 6 / 6 / 2020

// مقالات // أفنان محمد السلطان
عبر العصور الماضية و الحقب الزمنية لابد من وجود طرفين لا ثالث لهما، طرف يتخندق بصف الحق ويتجند تحت لواء أولياء الله ويتسلح بالإيمان ويحمل في ثناياه العزة ومصداقية القضية، وطرف آخر يتخندق في صف الباطل ويتسلح بسلاح الارتزاق ويحمل في ثناياه العمالة فيفقد كل المبادئ والقيم فلا يبالي ببيع وطنه أو سلب حريته .

ففي حاضرنا القريب مازلنا نعاني من جائحة تسمى الارتزاق ، ومازالت بعض اﻷوطان مصابة بداء العمالة الذي يتفشى في جسد المرتزق حين تنقص الكرامة والعزة في روحه، وفي وقت تفقد النفس زكاءها فتدنس بمال يكون بمقابل رفع إحداثية هنا أو مواجهة أهل حق في جبهة هناك حينها لا يستطيع أحد أن يرفع من مناعة المرتزق وتدعيمها بالحرية والإباء وتزويدها بسعرات الشموخ والكرامة.

جائحة الارتزاق تنتشر في وسط يسوده قلة الإيمان وانعدام الثقة بالله، مما يجعل الشخص ينجر وراء أطماعه الشخصية فلا يقيم لحدود الله وزنا فيتجاوزها بكل دم بارد وينتهك حرماته ويوالي أعداءه وهو لايبالي أنه أصبح منهم .

وداء العمالة يبدأ بالتفشي إذا كان الشخص مصاب بمرض القلوب ( النفاق ) التي من أبرز أسبابه المسارعة في تولي أعداء الله من ضربت عليهم الذلة والمسكنة وكذلك عدم موالاة أولياء الله ومناصرتهم .

فمهما تحدثت الرويات وقصت القصص عن جائحات وداء تصيب اﻷمم لن يكون أخطر على اﻷمة من جائحة الارتزاق وداء العمالة وذلك ﻷن الشخص الذي يصاب بهما يسمى في كتاب الله منافق ، ومستقرهم في الدرك اﻷسفل من النار وهذا هو مايخيف حقا .

فللحصانة من هذه الجائحة التي تهاجم المناعة الإيمانية لدى الشخص وللوقاية من داء العمالة يجب علينا أن نراجع أنفسنا نحن في صف من نقف وقلوبنا من تتولى
وأن نقوي علاقتنا بالله وأن نرتقي بإيماننا ووعينا ولانكتف عند قدر معين.

ولكي ننجي أنفسنا من سوء العاقبة التي توعد الله بها المصابون بهذا الداء (المنافقين) فما علينا إلا أن نخوض التجارة الربانية التي دلنا عليها ملك السماوات واﻷرض التي احتوت في مضامينها ثلاث بنود يجب أن تفي بها حتى لاتكسد تجارتك وتبور بيعتك وهي الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس قال تعالى في محكم كتابه (( يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون))

فلا يعجز في مواجهة الارتزاق والعمالة من أخذ بالاجراءات القرآنية ، ويجب تعزيز القلب بجرعات من الثقة بالله والتسليم له وجعل حب الله هو الغاية فهو يرفع من المناعة الإيمانية ويجعلها قادرة على مواجهة هذه الجائحة فالجهاد والإيمان خير من الارتزاق والعمالة، والعاقبة دوما للمتقين .

#اتحاد _كاتبات _اليمن

مقالات ذات صلة