.البغل التركي .. حروب وهروب 2 /2
عمران نت/ 21 / 6 / 2020
// مقالات // عبدالجبار الحاج
إستكمالا لمتابعة مكشوف الحروب التركية في المنطقة واطماع التوسع نقف على ماتبقى من الصورة في حربها على سوريا وليبيا وما يشتم من محاولة قيد التردد او القرار في التوجه جنوبا نحو اليمن على اننا تركنا مساحات اخرى للعبث التركي مثال حربها في العراق والتي ما زالت تشنها باسم ضرب قواعد الاكراد شمال العراق وموضوعات اخرى الى اوقات اخرى ..
ففي الحرب على سوريا وبمنظور اقتصادي فان البنية الاقتصادية التركية منيت بفشل وعجز بيّن عن تحقيق ادنى طموح لها في منافسة الصناعة السورية بجودتها وزهادة سعرها فرغم ان سوريا فتحت لتركيا بابا للمرور الى عدد من الاسواق العربية فوق ما فتحت السوق السورية منذ مطلع الالفية الثالثة الا ان فشل التركي في سباق الصناعة السورية بميزتي الجودة والسعر دفعها الى اللجوء الى مشروع انتقامي وفي تجهيز الوية التطرف مع ومن بقية دول وحلفاء الحرب بان تبداء بضرب سوريا عسكريا بحرب استهدفت اساسا بنيتها الاقتصادية ومن حلب اخذت تدمر وتنهب مستهدفة كل المصانع الكبيرة والمعامل المتوسطة والصغيرة التي كانت حلب مركزها ..
من زاوية اخرى فان الحرب على سوريا مخطط امريكي صهيوني تصدره البغل التركي .
وبالتالي فكل حروب تركيا هي جزء من مخطط اميركي وصهيوني .
فماذا عن حربها في ليبيا وماذا عن نوايا التقدم نحو اليمن ؟؟!!
ومن آخر السؤال المتعلق باخوان اليمن ابداء الاجابة ..
واقول لهم : اذهبوا حيث شئتم واستجلبوا ما شئتم من جيوش الطامعين وزينوا لهم الامر كما يحلو لكم ا وقلبوا لهم الامور كما يتمنون .. ولكن ماذا بعد ؟! ما الذي ستجنوه غير مزيد من الخزي والعار والهزائم تلو الهزائم ..
اضيف ليس ناصحا ولكن موضحا للاخوان ؛ بان الاتراك بسخاء الخليجيين في ضخ المال والمزيد من المال من المال وبدات بالمال لان المال وحده دينكم ووطنكم .. وهذه خيبتكم الاولى .. فالاتراك لن يعطوكم السلاح بلاحساب كي تبيعونه في اسواقكم واسواق تجارة السلاح عامة .
والاتراك لن يتقدموا بجيوشهم ويدعوكم تصفقون لهم من الخلف ..
ثم ان شعوبكم قد خبرت نجسكم وحقدكم .
ثم ماذا بعد تركيا ..؟!
ستكون حتما اسرائيل وجهتكم القادمة فاذهبوا حيث شئتم ..؟!
بعد ذلك سنقول لكم لاتعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم عشرين مرة .. ومئة مرة فاذهبو الى الجحيم .. .
…….
…..
ثم ان تركيا وقطر على رغم دورهما الدائم الذي لا يتنائا عن انشطة الاخوان .. فالبلدان على هذا النحو يشكلان في المرحلة منذ منتصف التسعينات محطتي حركة التنظيم الاخواني الدولي .. إذ تتحركان وتلعبان دورهما الاقليمي في اطار الخطوط والموجهات الدولية من واشنطن وعواصم الغرب الاوروبي ..
الحرب على ليبيا ..
============
صحيح أن لتركيا حضورها في البحر الاحمر بجزيرة سواكن بفضل نظام بشير السودان العميل ولا زالت في ظل نظام يتربع على قراره رموز ومنظونة النظام ذاته ..
لكن الصحيح ايضا أن تركيا لاتقوى ان تتحرك في البحر الاحمر او المتوسط ضمن موجهات تمدد خاص بها مالم يكن تمددها ذاته لا يتعارض مع الاهداف الاسرائيلية إن لم نقل متماهيا مع النفوذ الحربي العسكري الاسرائيلي وليس نقيضا او ضدا منها .
تماما كما هو الحضور الاسمي لهيئة موانئ دبي في وعلى ( 97 ) نقطة في البحر الاحمر ممتدة من السويس وحتى جنوب البحر الاحمر موزعة ما بين جزر وموانئ ومرافئ ومراسي وصولا الى جبوتي و في الجزر اليمنية وخاصة سقطرى ميناء المخاء وصولا الى الصومال ولا ينتهي بها بعد . باختصار هو الحضور الاسرائيلي الذي يظهر باسم الامارات وليست الامارات فحسب فقطار التطبيع ممتد من عُمان حتى البحرين .
فالتمدد الاماراتي هو الاخر ليس الا تمددا بادارة واشراف وحضور عسكري اسرائيلي ليست هيئة موانئ دبي الا اسما عربيا لهيئة اقتصادية عسكرية اسرائيلية فلاسرائيل نشاط اقتصادي وثقافي ورياضي علني في هذا المشيخة فضلا عن دور اسرئيل المطلق استخباراتيا فيها . وفي السعودية وبقية امارات ومشيخات الساحل الى كل مدن الجزيرة العربية .
بقراءة سريعة للتدخل التركي في ليبيا فانه على المدى البعيد لن تتمكن تركيا من تحقيق اي من اهدافها التوسعية ولن تدوم لها اصابع العبث قبل ان تُقطَع عما قريب ، الى ذلك الحين لا اظن ان لدى الاتراك من الوقت ما يكفي لتحقيق اطماعهم في نهب ثروة ليبيا النفطية واستغلال موقعها الاستراتيجي وامتدادها الاوسع على المتوسط في خدمة اهدافها التوسعية في البحر الابيض ومياهها .
وصحيح ان تركيا ابرمت مزعوم معاهدة او إتفاق يمنح الاتراك السيطرة على مساحة واسعة في الابيض المتوسط غير انه اتفاق اوراق لا اتفاق عمل وتنفيذ .. فوق ما هو امر طبخ ليلا وانكشف صباحا وسيسقط في نهار ذات المرحلة كونه يمثل المشروع التركي ولا مكان للمصلحة الليبية في هكذا اتفاقات مسروقة الا بما تؤمل عليه حكومة لاتحكم حتى عاصمتها طرابلس .. .. ولولا التهديد الجزائري بان عاصمة ليبيا خطا احمر لكانت طرابلس قد اضحت في قبضة حفتر .
منذ اليوم الاول واجهت اتفاقية طرابلس بين تركيا وحكومة فاقدة السلطة وفاقدة الشرعية الليبية على اطراف الوطن الليبي المترامي رفضا داخليا وخارجيا .. فولد الاتفاق ميتا . اتحدث عن مزعوم اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا .
فالجزائر اعلنت رفضتها كما رفض من اليونان و قبرص و مصر رفضته وقبل هؤلاء يرفضه الشعب الليبي وحتى الاطراف المتصارعة عدا من وقع عليه وليس له حق التوقيع في موضوع متصل بالسيادة البحرية والوطنية على السواء وعلى الثروة ايضا ..
فوق ما ان الاتفاق يمس بحقوق وبحدود دول اخرى لن تترك له يد التنفيذ وابالتالي فان الاتراك لا يراهنون على مساحة تلك الحدود التي تمس حقوق الدول الاخرى بقدر ما ستركز على سرعة استثمار الاتفاق في نهب كل ما تطاله يدها في عمق المياه الليبية .
في الموضوع الليبي ايضا من وجهة نشاط وحركة تنظيم الاخوان في كل من الجزائر و ليبيا و تونس الى اخوان اليمن فرغم تحركهم بتناغم مكشوف في تسويق التدخل العسكري التركي المباشر في ليبيا .. كيف سار
و يسير هذا التناغم ؟
فاخوان الجزائر الذين انكشف حقدهم الدامي على بلدهم الجزائر باكرا قبل اترابهم واخوانهم المسلمين في باقي بلاد العرب والاسلام من خلال مذابح العشرية السوداء على طول سنوات التسعينات فهم يرون في ليبيا محطة ومعسكر تخريب للجزائر ينطلق من هنا ان كتب لسيدهم اردوغان البقاء على عليها .
واخوان الغنوشي في تونس يرون في بقاء الجماعات الدينية على اي نحو مصدر تصدير واستيراد وتسهيل مهمات لاجندات اخوان تونس .. هيهات ان يتحقق لهم هكذا هدف في المجتمع التونسي ولا اقول مؤسسات الدولة التي باتت في حكم المخطوفة …
تركيا واليمن
==========
لتركيا عيونها على اليمن فلا يخلو الامر من تحين تركي لفرصة سانحة وعن بحث وترتيب لاداة لها في اليمن لتلعب دورا وتنفذ مخططا ، لكن نتائج الهزائم التي تلقاها مرتزقة العدوان ففي مقدمتهم منهم الاخوان وما تركته الهزائم العسكرية في صفوف فرقاء المرتزقة بشقيهم السعودي الإماراتي وما أحدثته من انكشافات وإنهيارات وبالتالي تفكك الصف الواحد بل وتناحره عسكريا وبهذا انتهى ربيع العلاقة الإخوانية السعودية .. وبهذا فقد وجد الاتراك ضالتهم الضالة اصلا ووجهة علهم من خلالهم يجدوا معبرا لليمن من جهة …ظ
ومن جهة اخرى وجد اخوان اليمن في تركيا قشتهم التي سيتعلقون بها من الان فصاعدا ليعوضوا ولو بعض ماخسروه مؤخرا من تراجع وتوقف ضخ المال السعودي ليقدموا عرض اسعارهم المغري للأتراك ..
فاخوان اليمن هنا قد تباعدت الهوة بينهم والسعودية بسبب من تداعيات الفشل في الحرب على اليمن واهترأت بهم الى حد عرى التحالف العدواني مع الامارات مؤقتا من هنا انتقل بهم مركز النشاط الرئيس الى تحت ادارة واشراف التنظيم الدولي الاخواني الى رعاية الحزب الحاكم في انقرة .
لا يستطيع المرء ان يرسم حدودا سياسية حاسمة على مدى زمني معين فيما يخص مسارات حركة التنظيم الإخواني الدولي ليس لعجز المتابع او المحلل ولكن لان اهواء المنافع هي من تتحكم بتقلبات هذا التنظيم وفروعه وفقا لما تقرره وتمليه ظروف مرحلية ومصالح ذاتية ، اذ لا مبادئ ثابته ولا قضايا وطنية او اهداف مشروعة حاملة لها
ففي حين كان اخوان اليمن اول من استنجد واستدعى وشرعن في مستوياته التنظيمية التحالف العدواني ضد اليمن مقابل ما قبضه من المال السعودية فانهم لم يترددوا في أي مرحلة من استدرار العاطفة الاماراتية الا ان الاخيرة حسمت ادواتها في اليمن لاطراف يمنية ( الانتقالي ) حيث تختلف ادوات التحالف فيما بينها .. فتلك التي في شمالنا اختلفت مع ممثل الامارات في الجنوب وهكذا تتقلب المواقف وفق اهداف الممول والراعي وليس باختلاف نظر صادر عن قناعات او فرضته وقائع ..
ولان الاوطان في بديهيات السياسة في جوهر هذا التنظيم الدولي وفي الممارسة الاخوانية يعتمد على قاعدة تحكم خياراته ؛ الا وهي :
ان تكون خيرات البلدان في خدمة التنظيم وان تظل الشعوب في خدمة الاعضاء ..
فما المانع لدى هؤلاء من ان يستنجدوا بالاتراك واستدعائهم للتدخل في اليمن …
ولكن ما الذي ستضيفه تركيا لاخوان اليمن سوى التولي عن الزحف والفرار وتلك طبيعتهم .. لندع الجواب للايام ..
اما عن تركيا وحساباتها وعينها على اليمن .. فان تكن قد نسيت تاريخها في اليمن إذ،كانت في عداد الدول العظمى فان عدتم عدنا ونحن اليمنيون لن نقول لها الا اهلا وسهلا بكم في مقبرتكم التاريخية ……