علينا برؤوس الأفاعي وسماسرة التعيينات !
عمران نت / 18 / 5 / 2020
// مقالات // عبدالملك سام
حضرة الفاسد المرتاح .. من أنت لترى نفسك على المجاهدين المخلصين الذين لولاهم ما كنت اليوم تجلس في منصبك ؟ وكونك وصلت لمنصب في الدولة فلا تعتقد أن هذه فرصة للفساد ، تأكد أن هناك من يحصي عليك أفعالك ، وأنا لا اتحدث عن الملائكة الكرام المكلفين بالرقابة عليك لأني أعرف أنك غير مؤمن بوجودهم وإلا ما كنت لتفعل ما تفعله ، أنا أتكلم عن العيون التي تراقبك بصمت لحين وقت الجرد ! تأكد عزيزي الفاسد أن يوم الحساب قادم لا محالة ، وأنك ستندم عندما تكون فضيحتك على الملاء ، أما فضيحتك في الآخرة فأشد وأنكى .
السيد حوله مجاهدين مخلصين وناجح ، قادة المجاهدين قربهم مجاهدين مخلصين وناجحين ، وحدهم اولئك المسؤولين الفاشلين الذين اعتقدوا أن وجود المجاهدين قربهم يمثل عبئا عليهم ، وأن هؤلاء عقولهم لا تستطيع ادارة مؤسسات الدولة ، وأعتقدوا أن وجود العفافيش والفاسدين القدامى معهم سيجعل مهمتهم أسهل !! فما كان إلا أنهم فشلوا وتورطوا في الفساد أكثر ، بل والأسواء انهم جعلوا الناس يعتقدون أن رجال الثورة هم رجال حرب فقط وغير قادرين على إدارة الدولة !! وهذه جناية تضاف لجريمة الفساد طبعا ..
هناك مقال للكاتب المصري الشريف إبراهيم سنجاب تحدث فيه عن الفساد في بلادنا ! وهو مقال يدل أن الرائحة العفنة للفاسدين قد تخطت الحدود ، ولو أنه لم يقل أكثر مما قلناه نحن ، إلا أن هذا مؤشر مهم لمعرفة أسباب المشكلة ، بل أن الأشارة لهذه المشكلة تدل على أن هناك شيء غير صحيح يتم ، فالمؤشرات كلها تدل أننا بإستطاعتنا – بفضل الله – أن نحسم المعركة ، ولكن هناك عنصر ما هو ما يسبب تأخير هذا النصر ، وهو كما نعرف جميعا – فيما عدى البعض – هو الفساد ! والفساد لمن يقلل من تأثيره كان سبب سقوط الإتحاد السوفييتي ، وهزيمة العرب أمام أراذل اليهود ، وبقائنا تحت سيطرة أمريكا ، وسيطرة ثلة من اليهود على العالم وغيرها من مصائب العالم !
أحلام الناس ، سمعة المجاهدين ، قوة الصمود ، كلها تأثرت بثلة من الحثالة الفاسدين ، وغالبيتهم لم يشاركوا في ثورة ولم يعانوا ويتعبوا ، أو حتى يتوبوا ، بل تم إختيارهم من باب إتاحة الفرصة لهم ليثبتوا أنهم (أوادم) يمكن أن يتغيروا ويصلحوا ما فاتهم ، أو أنهم كانوا على صلة بأحد الرجال (الواصلين) والذي ظن بهم الخير فخيبوا ظنه ، ولكن كما قال المثل : “ذيل الكلب عمره ما ينعدل” .. فساد وإن تغيرت المسميات ، فمن بدل سفر إلى بدل مواصلات ، ومن بدل إضافي إلى نفقات مرابطة ، ومن بدل مظهر إلى مصاريف أجتماعات ودراسات وتأهيل ……الخ ، وكلها مخالفات وبمبالغ خيالية !!
أما عن التعيينات فحدث ولا حرج .. لمصلحتك لا تقول بأنك ممن ساهم في إسقاط نظام العمالة والفساد !! سيسعون بعدك ليعرفوا عنك كل شيء خاصة مدى علاقاتك ، وبعدها سيحاولون أن يضعوك في مكان لا يصلك فيه أي معلومات عما يفعلوه ، وإذا قلت لهم : “أتقوا الله” فسوف تسمع كلاما مما يستفتحون به عليك مثل : “الصبر ، حساسية المرحلة ، العدوان ، الجبهات ، يا ولي ، توجيهات القائد ، حكومة الإنقاذ ، هداية الناس ، يا بو …..الخ” ، بل سيزايدون عليك حتى تحس بالأسى عليهم وعلى نفسك ، وربما يتم نقلك بعدها لمكان أكثر بؤسا و “كتب الله أجرك” !!
شخص فاسد يتم تعيينه كل يوم بفضل هؤلاء ، والأغرب ان تجد ممارسات كانت تتم في العهد البائد كتعيين شخص ثبت أنه سرق أو نهب فتمت ترقيته !! هناك أشخاص عرفوا بفسادهم وكرههم للثورة والشعب تم تعيينهم تحت مبرر أن الله “غفور رحيم” أو “الإسلام يجب ما قبله” أو “هؤلاء سبروا وقد اصبحوا قووووة” !! نهبوا وينهبون وسينهبون ، ومع ذلك لا تجد من يستمع لك ! بل الأدهى أن الأجهزة الرقابية التي تتلقى الشكاوى تأتي وتسمع وتحقق ، وفي الأخير يتم إصدار شيك كدعم للجبهات وهو بمثابة “صك الغفران”، ومبلغ صغير للرقيب تحت مسمى “أتعاب” ، وربما عينوا له شخصا مقربا منه في تلك المصلحة ، وهكذا تتم الصفقة !!
كم مرة تحول المشتكي إلى مشتكى منه ؟! كم مرة تم نقل أشخاص شرفاء لم يستطيعوا أن يسكتوا على الفساد ؟! كم مرة تم محاربة المجاهد ومكافأة الفاسد ؟! لا معايير للدولة الحديثة تم تطبيقها ، ولا إنصاف في ظل المحسوبية والوساطات ، ولا ثواب او عقاب يجري بحسب المتاح ، على العكس فالمتاح هو النهب دون رادع ، والمتاح هو الكذب على الله وعلى خلقه ، والمتاح هو العجز عن أتخاذ قرارات تصلح من حياتنا ، أما أن تغير العاجز فمستحيل !! أو أن تحاسب الفاسد فهذا وقت غير مناسب !! أو أن تحافظ على المال العام وتقصي الفاسدين فهذه “بعسسة” !! ولا عقاب ممكن إلا أذا كان ضد المصلحين ، ولا هناك من يسمع سوى من الواصلين ..
لا أعوجاج يمكن أن يستقيم إلا أذا قطعت رؤوس الأفاعي المسؤولين عن هذه التعيينات ، وغير هذا الكلام لن ينفع ، فالبعرة تدل على البعير ، والمسؤول الفاسد يدل على البعير الذي قام بتعيينه .. وهم أحد أثنين ، فإما متواطئ مع الفساد وأما مخدوع تم الضحك عليه ، وكلاهما لا يستحق البقاء في منصبه يوم واحد ، بل هو خائن لله وللشعب ولقيادته الشريفة .. والله المستعان .