عملية البنيان المرصوص فاقت المتوقع والمعلن
عمران نت / 13 / 2 / 2020
// مقالات // عبدالملك سام
أنها معركة مذهلة بحق، ولعل أكثر الناس ذهولا بما تحقق هم المرتزقة من حزب الأخوان الخآنين، فهم من بدأها بغية تحسين موقعهم في العمالة وهم يعرفون أن سادتهم في دول العدوان بدأوا يتململون من هؤلاء الجشعين الذين لا تشبع بطونهم التي كأنها بئر الشيطان نفسه، وقوى العدوان لن تصبر عليهم إلى ما لا نهاية وهم ينهبون الثروات ويبنون أمبراطوريات في تركيا ودول أخرى، هذه الثروات التي تحسبها السعودية والإمارات من حقها فقط..
تم الأعلان عن النتائج غير النهائية بسبب النتائج غير المتوقعة والتي تعبر عن تدخل ألهي حقا، وهي تجسيد لمعنى كلمة التمكين التي قال الله عنها : {وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم}؛ وهؤلاء قد خانوا الله عندما كانوا يحدثون الناس بلسان الدين ويلوون ألسنتهم حتى يصدقهم الناس وهم يشاهدون لحاهم وأعواد السواك بأيديهم أينما ذهبوا، وخانوا بلدهم عندما تأمروا مع من جاء لأحتلاله وكذبوا وهم يبررون سبب مجيئه، وخانوا شعبهم عندما تأمروا مع يقتل الأبرياء دون حق وفي كل مكان حتى المستشفيات والأعراس والأسواق، لقد كذبوا وكذبوا وكذبوا ليرضوا هؤلاء المجرمين مقابل حفنة من المال المدنس..
وفي الاخير كان لابد من أنكشاف تواطئهم مع أعداء الله ودينه أمريكا وإسرائيل حينما تواطئوا معهم بالسكوت على مؤامرة القرن لأحتلال مقدسات المسلمين، وناصبوا العداء لكل احرار الأمة ممن وقف في وجه هذه المخططات.. لقد فرحوا لما يفرح اليهود وقدموا انفسهم كأدوات لقتل كل من يأمر بالقسط في هذه الأمة، وتشابهت قلوب المجرمين، وكان لابد من هذه النتيجة المخزية لكل منافق وآفاق..
لقد أبتغوا العزة عند أولئك الشياطين ولهذا كان السقوط مدويا، ولولا اللقطات المصورة التي أظهرها الإعلام الحربي لما صدق أحد ما حدث، وقد بلغت دهشة المرتزقة حد الجنون وهم يشاهدون هذه الهزيمة المدوية التي كان إعلام العدوان يكذبها بقوة، حتى ان محلليهم بهتوا وقالوا عنها أنها أفلام من انتاج هوليوود! ثم أعترفوا وهم يحاولون تقليل أثر الصدمة، وأنا ألتمس لهم العذر فعلا؛ فهول المفاجأة كان مزلزلا وهم كانوا قد سمعوا عن التأييد الألهي وهاهم يقفون أمامه غير مصدقين..
سبعة عشر لواء.. عشرون كتيبة.. عتاد عسكري ضخم.. مئات الغارات.. الآف القتلى والجرحى والأسرى.. مساحة جغرافية كبيرة وهامة.. جهود خمس سنوات من الأعداد والتخطيط وكل أشكال الحروب الحديثة.. عشرات الدول.. مليارات من الدعم اللا محدود.. غطاء دولي.. إلى أخر كل ما تم أعداده.. وأنتهى كل هذا في أيام، وأمام ثلة مؤمنة لا يملكون من التسليح والأمكانات ما يمكن أن يشكل خطرا على تلك القلاع التي بنوها في نهم!! فلنضع أنفسنا في محلهم – كرمكم الله – للحظات، حري بهم أن يختاروا بين أثنتين: فأما أن يموتوا كمدا، أو أن يعترفوا أن هذه هي قوة الله التي طالما سمعوا عنها وأنكروها، لكننا نعرف عقولهم العفنة كيف ستفكر!!
أما هذا الشعب المظلوم فقد حق له أن يسر بهذه المشاهد التي تشفي الصدور، وأن يشاهد بفخر هؤلاء الأبطال وهم يقتحمون الحصون وينكلون بأعداء الله، وأن يسبحوا الله ويستغفروه ويسجدوا حمدا وشكرا لما تحقق.. ما حصل سيسجل في التاريخ كآية من آيات الله في هذا الزمان الذي أستفحل فيه الظلم والطغيان، وهذا النصر يجعلنا نترقب ونحن نلهج بالدعاء ونواصل صمودنا ودعمنا وتحركنا مع من أيدنا بنصره، فالقادم أعظم كما قلنا من قبل، وكم نحن مشوقون لرؤية النصر الألهي القادم بترقب وكلنا ثقة بأن هذه الأرض سيورثها الله لعباده المتقين الصابرين المجاهدين، يقول عز من قائل: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص}.. صدق الله العلي العظيم.