صغير السن ولكن الشهامة من صفاته والشهادة من أمنياته”قصة شهيد”
عمران نت / 3 / 1 / 2020
// مقالات // فاطمة علي الجدري
اسمه /عبد الرحمن مهدي شندق وكان له من اسمه أوفر النصيب ويلقب ( أبو جبريل )
كان جذابا وسيما والابتسامة نادرا م تفارق شفتيه ، كانت له صفات في طفولته ماليست في طفل ، كأنه رجلا قد وصل الخامسة والعشرون من عمره لما له من شهامة وعزه وحمية، كان ممن يعشق الحياة المليئة ب الشدائد والعزم وقوة بأس .
كان بين أسرته الطفل المدلل لأمه والمحبوب ل إخوته والمعين ل خواته والولد الهمام والشجاع ل والده ، ومع الناس وأقاربه بمجرد مصاحبتهم ولو ل يوم واحد يشكرونه لأدبه وأخلاقه ورجولته رغم صغر سنه .
ولما وصل سن السادسة عشر من عمره وتحالف على بلادنا قوى الشر والعمالة قرر الإلتحاق بالمجاهدين في الجبهة رغم رهف العيش ودلال الأسرة له لأن أسرته من الطبقة الغنية بالنسبة لمجتمعنا .
وأخذ أول دورة تدريبية عسكرية وكان من محترفي القنص ويشهد ذلك أقاربه لما له من حب شديد للقنص وكان يتحدونه وكان ينجح في كل تحدي ، وبعد هذه الدورة الأولى في حياته الجهادية تم اختياره هو ورفاقه للإتحاق بجبهة نهم وبعد توديع أمه وأسرته له وكان آخر كلمة له ل أمه (لا تصدقي المرجفين والمنافقين )
فذهب إلى جبهة نهم هو ورفاقه وكان لهيب الحرب مشتعل من كل جانب ولكن لقوة إيمانهم وشدة عزائمهم لم يخضعوا أو يستسلموا سقط شهيدا هناك.
كانت حكاية شهادته فيها من الوفاء والتضحية فقطع عهد هو ورفاقه على نفسهم أنهم لن يرحلوا من هذه التبة إلا بعد تحريرها ، فحصل هذا فعلا ولكن بشيء من الغرابة لا أحد يتوقعها سقط شهيد ف أول أيامه هناك ولكن جثته لم يستطع أحد أن يأخذها إلا بعد عام من استشهاده لأن المكان كان محاصر من قبل العدو ف استطاع الجيش واللجان الشعبية تحريرها بعد عام وقاموا بأخذ جثته ولم تكن جثته مكتملة بسبب طول الفتره ولكن لم ذهب عبد الرحمن من المكان الذي قطع العهد هناك إلا بعد تحريره فعلا وتطهيره من كل جانب وتحقق ما عاهد وتمنى.
وأتوا به إلى أسرته وكان أمر صعب فراقه ولكن بإيمان أمه وصبرها واحتسابها أنها سوف تلتقي به في جنة الخلد وتشتم رائحته وتضمه إلى صدرها رغم أنها حاولت إقناعه بكل شيء تستطيع ، كانت تقول له :أنها سوف تدرسه في أحسن المدارس ، وأنها سوف تزوجه بأحسن البنات ، ولكن لم تستطع إقناعه بهذا كله واقتنعت بما فعل ابنها وانطلقت بعده ودخلت المسيرة القرانية .
فسلام الله عليه وعلى كل الشهداء .
#اتحادكاتباتاليمن