للصامتين .. سارعوا قبل فواتِ الأوان
إلَى كُـــلِّ قلم يدّعي نبوءَةَ الحرف وهو كافرٌ بأبوة الوطن..
إلَى كُـــلِّ ذي عقل وفكر لم تشده الغِيرةُ على الأرض والعرض ولم ينتابه الحنين إلى الجهاد حتى بالكلمة..
إلَى كُـــلِّ الكُتاب والأُدباء الذين لم يهز وجدانهم شغفُ لكتابة ولو سطراً في رواية اليمن ومواجهة الأعداء ولم يحرك ضميرَهم صراخُ الأطفال ولا مناظرُ الأشلاء..
إلَى كُـــلِّ الناشطين في نحر الوطن بصمتهم وتقزيمهم للمجازر وحرب الإبادة التي نتعرضُ لها منذ سنوات..
إلَى كُـــلِّ أدعياءِ الثقافة على مواقع التواصل..
إلَى كُـــلِّ هؤلاءِ الذين لم يحركهم حتى قصفُ العاصمة ورعبُ أطفالهم وهم فيها..
بغض النظر عن التابعين والمشجعين للقتلة والمجرمين..
إليكم أنتم يا من تحظون بشرف البقاء على هذه التربة الطاهرة والمقدسة.. تحية واستنفار وبعدُ..
لا يخفاكم أن هناك على امتداد خطوط النار رجالاً يقفون على كُـــلّ الثغور وفي كُـــلّ الظروف ويسطرون أروع الملاحم ويقدمون أرواحهم لتنعموا أنتم بالأمان فمتى تصحو ضمائرُكم وترتادُ أقلامكم محابرَكم؟
مرت الأولى والثانية ثم الثالثة والرابعة ودخلت الخامسة ولم تُسجل أقلامكم يمنيتكم وهُـــوِيَّتَكم، فلا تغرنكم هُوياتكم في البطاقات الشخصية فلن يُجسد ذلك سوى استشعاركم بخطورة ما يمر به الوطن واستنفاركم وأقلامكم لمواجهة معركة موازية لمعركة الأرض، وهل يساوي ذلك شيئاً أمام تضحيات الشرفاء الأشاوس؟
الذين خطوا ولائهم وانتمائهم بدمائهم وأعضائهم، نعم هم من صنعوا من جماجمهم سُلّماً للنصر لكن ماذا لو ساهمنا في صناعة النصر؟
ماذا لو تكاملت الأدوارُ لننجوَ بالوطن معاً؟
بلا شك سينتصرُ الوطن ولو بعد حين، لكن كيف ينبغي لكل متخاذل أن يتلذذ بنصر الوطن بعد أن شارك بصمته في قتله؛ ولكي لا تظلَّ وصمةَ عار على جبين كُـــلّ متهاونٍ، فالفرصة ما زالت سانحةً؛ ليتقي الله في نفسه وليكن أهلاً لنيل شرف الانتماء للوطن.
وهنيئاً لكل يمني هذا الشرفَ، وسُحقاً لكُلِّ مَن أيَّد العدوان على بلده، فليراجع كُلُّ صامت موقفَه قبل أن يخلد التاريخ اسمه في صفوف المعتدين وليبدأ كُـــلّ من نفسه ليرى أين يقف من العدوان على بلده؟
إن كان يجد ذاته ضد العدوان فقد نجا، وإن كان يراها تقفُ في منتصف فليسارع إلى حضن الوطن قبل أن يجدَ نفسَه مرتمياً في صفوف الباطل وأذنابه.