انحرافات السقيفة
عمران نت / 16 / 8 / 2019
// مقالات // وفاء الكبسي
عندما نتحدث عن سقيفة بني ساعدة ونسرد أحداثها كسرد تاريخي بحت، لا أعرف لماذا البعض نراه يمتعض ولايتقبل السرد التاريخي.
السؤال هنا ألم تكن تلك الأحداث وقعت بالفعل ؟!
صحيح أن أبطال سقيفة بني ساعدة من كبار الصحابة وقد ينعتهم البعض بأفضل الصحابة ؛ وليكن ؛ ولكن يبقون بشرأ والأمة الحية العادلة تناقش البشر وتدرس أعمالهم لتأخذ العبر والدروس وتتعلم من الأخطاء.
كيف تركوا نبيهم وهو للتو توفي ولم يشاركوا في تشييع جثمانه الطاهر وانطلقوا للسقيفة، لوكان الفرد منا في عصر النبوة ورسول الله للتو توفي ، هل كنا سنترك هذا الفاجعة الأليمة، ونذهب للإجتماع في السقيفة؟!
أم أننا كنا سنشارك في تشييع الجثمان الشريف ، لماذا لا يدعونا نطرح هذه الفكرة – مجرد طرح – فمثلا عندما يموت شيخ قبيلة فهل ستتسارع القبيلة إلى المخاصمة وهو لم يدفن بعد! ولو فعلوا هذا لاستهجن الناس ذلك، هذا الأمر سهل على العقلاء أن يعقلوه، لكن البعض يمنعوننا من مجرد التفكير وطرح الأسئلة، لأنهم يعرفون أن ما جرى غير طبيعي لذلك لايقبلوا أي طرح ونقد!
الأمر لم يكن يستحق أي تشاور ولاخصام؛ لأن الله ورسوله قد فصلوا في هذا الأمر لقد تم تنصيب الإمام علي بن أبي طالب كخليفة للمسلمين وإماماً لهم بأمر وبلاغ إلهي في حادثة عظيمة (حادثة غدير خم) خلدها القرآن الكريم والتاريخ يُقر بها في جميع كتب السيرة سواء كانت للسنة أم للشيعة، ولكنهم تركوا نبيهم واجتمعوا في السقيفة للتآمر على ولاية الإمام علي كرم الله وجهه في جرأة وتعدي على الله كبيرة.
لقد حولتهم السقيفة من ذلك اليوم إلى يومنا الحاضر لاتباع لأهوائهم إلى منافقين يكذبون أنهم يريدون سلاما وتعايش مع الجميع ولكن نفوسهم تأبى إلا العبودية والمخاصمة بفتح بلادهم المعتدين ومنحهم نساءئهم ليغتصبوهن بأسم التحرير والشرعية أليس هذا هو ما يحدث في بلادنا أليس المنافقين ممن يتولون السقيفة هم من شرعنوا للعدوان الأمريكي الإسرائيلي بقتل أهلهم ودمار وخراب بلادهم، لقد أخرجتهم السقيفة من عبادة الله إلى عبادة عباد آخرين .
هذا التشبث بالسقيفة جعل من المسلمين منافقين بوجهين وجه يدعو للسلام محتال ، ووجه بغيض معادي يشرعن للإحتلال.
كل هذه الانحرافات الخطيرة عن منهجية الاسلام سببها السقيفة حيث أمتدت إلى يومنا الحاضر لأنهم أرادوا إسلاماً كما يريدون لا كما يريده الله لنا.