عدن .. بورما أُخرى تتكرر !
عمران نت / 5 / 8/ 2019
// مقالات // وفاء الكبسي
قد تخونك عيناك وهي ترى السماء الصافية الزرقاء، والأجواء الساحلية المنعشة، والأمواج المتلاطمة وهي تعانق الشواطئ الرملية الذهبية ، فرائحة الدماء تفوح في الأرجاء ، وصرخات الأطفال والنساء لا تكف عن النداء، والشوارع خالية تسرح وتمرح فيها ذئاب العدوان المتطرفة ، هُنا تشاهد الدماء والأشلاء المتناثرة على الطرقات، أنت الآن تحيا في عمق الجراح المنسية للإنسان اليمني.
لا تتفاجأ أنت هُنا في الجنوب ولست في بورما، نعم هُنا، وبالتحديد في عدن حيث ترتكب أبشع المجازر الوحشية والمذابح المروعة ضد إخوتهم الشماليين من قبل عناصر إجرامية متطرفة تابعة للعدوان، هُنا.. يقتل الإنسان اليمني (الشمالي) بدمٍ بارد وترتكب بحقهم أبشع وأفظع الجرائم، وتمارس ضدهم أقسى الانتهاكات الإنسانية من تطهير عرقي وتصفية جسدية وجريمة منظمة.
ما يتعرض لهُ أبناء الشمال في مدينة عدن من اعتقالات تعسفية، وتهجير قسري، وطرد من المدينة هي ممارسات قبيحة و تصفية عرقية وجرائم منظمة يُندى لها جبين الإنسانية ضد مواطنين أبرياء مساكين وبائعين يبحثون عن الرزق الحلال، ذريعة الثأر لأستهدف معسكر الجلاء بصاروخ بركان3 وقتل أبو اليمامة عذر أقبح من الذنب، فهذا ليس مبرر ولادافع لتلك النفوس المريضة المتطرفة المشحونة بالمناطقية والعنصرية المليئة بالأحقاد لانتهاك الحرمات والمحرمات وتجاوز الأخلاق والقوانين والأعراف والتقاليد، سلوكهم هذا سيكون لهُ مردود سلبي في تعميق الكراهية والحقد بين أبناء البلد الواحد، وتمزيق النسيج الإجتماعي وزيادة الشحن المناطقي والعنصري، ولكن كما أن لهذه الأفعال الشنيعة مردود سلبي كذلك لها مردود إيجابي فقد شاهدنا كيف أن الأحرار من أبناء الجنوب وحتى من هم مؤيدي للعدوان أدانوا ورفضوا هذه الأفعال والجرائم ألا إنسانية ، كما أن الكثير من الجنوبين شهدوا لأنصار الله بأنهم رجال ولديهم قيم وأخلاق ومبادئ؛ لأن الكثير من أبناء الجنوب في مناطق سيطرة الأنصار لم يشاهدوا أو يسمعوا أي سوء بل أنهم يعاملون بكل احترام ومحبة وكرامة، كما أنها فضحت الشرعية المزعومة من تدعي أنها تقوم بحماية رعاياها في مناطق سيطرتها فأصبحت هذه الجرائم المروعة وصمة عار في جبينهم لن تمحى أو تنسى، كل هذا الظلم والقهر أوضح للعالم بشكل عام والمؤيدين للعدوان بشكل خاص من هم أنصار الله الأحرار المدافعون عن الأرض والعرض أصحاب القيم والأخلاق والمبادئ، وكيف أن صنعاء عاصمة الحب والسلام احتضنت الجميع من المهرة إلى صعدة بكل احترام ومحبة، بكل تلك الأخلاق والمبادئ والقيم نحن منتصرون، فالنصر لن يكون إلا للأصحاب الحق والقضية والمبادئ الحرة طال الزمن أم قصر.