هجمات الطيران المسير … قلب موازين المعادلة سياسيا ..و ..عسكريا
عمران نت / 23 / يوليو / 2019
// مقالات // منير الشامي
قدم المبعوث الأممي مارتن غريفث قبل يوم أمس الأول إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن وهي وإن كانت لا تختلف عن احاطاته السابقة في غموضها وعدم نقلها للواقع خصوصا فيما يتعلق بالحديدة وإتفاق استوكهولم من حيث عدم الإفصاح عن الطرف المعرقل للإتفاق والغير ملتزم بتنفيذه والمتعمد خرقه، والساعي لإفشاله، بهدف الخروج منه إلا أن ما أعقبها من تصريحات وردود اثبتت جميعها حدوث تغير في الموقف السياسي والعسكري لدول العدوان بعد التصعيد الأخير لهجمات الطيران المسير ، والصاروخية
بدى ذلك سياسيا من خلال تغير نغمة الخطاب ونبرته لمندوبي دول التحالف العدواني في مجلس الأمن وممثليها في الأمم المتحدة والذي خفت حدته وانخفضت كثيرا عما كانت عليه في اليوم الأول للعدوان، فلم تعد اليوم بلغة التهديد والوعيد ولهجة المستكبر العنيد، بل على العكس من ذلك تماما، فقد بات أقرب إلى الترجي والإستجداء، وهذا ما بدى واضحا في تصريحات مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي عقب إحاطة غريفث.
المعلمي في رده قال لقد آن الأوان للحرب أن تتوقف ، وأن على المليشيات الإنقلابية أن تلتزم بالقرار ٢١١٦
والفارق بين تصريحاته السابقة التي كانت تهديدا ووعيدا وهذا التصريح كبير جدا.
مما يؤكد أن دول التحالف وفي مقدمتها السعودية ادركت أخيراً أنها قد وقعت في مصيدة حقدها وغرورها بعدوانها الإجرامي، وباتت تبحث عن مخرج من ورطتها تحفظ به ماء وجهها، فلا هي قادرة على التراجع إلى الخلف بوقف عدوانها خوفا من فضيحة الهزيمة ومرارة الإنكسار، ولا عادت قادرة على مواصلة العدوان في ظل فشلها هي ومرتزقتها وتحالفها في إحراز اي تقدم طيلة سنوات إظافة إلى تنامي قدرات الردع اليمنية وقوة فعاليتها خصوصا بعد نجاح عمليات الطيران المسير والقوة الصاروخية الأخيرة .
هذا التحول والإقرار إن دل على شيء فإنما يدل على انقلاب في موازين معادلة المواجهة لصالح الجيش واللجان الشعبية ، وأن العمليات الأخيرة للطيران المسير والقوة الصاروخية قرعت ناقوس الخطر المتأخر في واحات الغرور السعودي .
اما عسكريا :- فيتمثل بوصول ٥٠٠ جندي امريكي إلى السعودية مؤخرا حيث ومن المؤكد أن هؤلاء الأمريكيين ينتمون إلى وحدات الدفاع الجوي الأمريكي وسيتولوا إدارة وتركيب منظومة ثاد الأمريكية بعد فشل منظومة باتريوت في صد هجمات المسير والصاروخية، وهو ما يؤكد هاجس القلق الرهيب الذي اصبح مخيم على النظام السعودي ومستوى كابوس الرعب الذي أدخلتهم فيه عمليات الطيران المسير الأخيرة، كما يشير ذلك إلى أن استمرار عملياتنا المسيرة والصاروخية يقود بالنظام السعودي إلى السقوط الأخير، وأن استجلابهم الأخير ل ٥٠٠ عسكري أمريكي هو أملهم الأخير في محاولة صد الهجمات اليمنية عليهم من خلال توزيعهم في مواقع متعددة لنصب وتشغيل منظومة ثاد الدافاعية ، وهذا ما ستفضح عنه الأيام القادمة .
ملتقى الكتاب اليمنيين