صفقة القرآن
عمران نت / 4 / 6 / 2019
// مقالات // بلقيس علي السلطان
لقدكان من نعمة الله على البشرية جمعا أن جعل لهم أماكن مقدسة تهوي إليها أفئدتهم ، بحيث تستمد الطاقات الإيجابية التي تعينها على مواصلة مشوار العبادة بارتياح شديد وعزيمة ليس لها نظير ، فكيف إذا تعرض كل ذلك للسلب والاغتصاب؟
بل طمس معالمها الربانيةوتحويلها إلى معالم شيطانية!
لما كان للرسالة المحمدية أن يحين أوانها وتبدأ خيوط النور تتسلل إلى أجزاء من البشر ، حدث شيء عظيم في بداية ذلك !
لقد كانت حادثة الإسراء التي أُسري من خلالها برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت المقدس ، ومهما كانت الاختلافات حول طريقة الإسراء سواء كانت روحية أم جسدية فمايهمنا هنا أنه قد أسري به من مكان مقدس – وهو مكة – والذي قال الله تعالى عنه بأنه مكان تهوي إليه أفئدة الناس إلى مكان مقدس أخر – بيت المقدس – والذي قال الله تعالى عنه بأنه بارك حوله .
ذلك الربط بين هذين المكانيين وفي بداية بزوغ الدعوة الإسلامية لهو من أكبر الآيات والدلالات على أن تلكما القبلتين لهما الأثر الكبير في توجيه دفة الدعوة الإسلامية نحو المسار الصحيح وأن الاختلال في إحداهما أو كلاهما يعني اختلال دفة الدعوة الإسلامية بما يؤدي إلى غرق الأمة في متاهات وظلمات من بحور التيه والانحلال والبعد عن الله والاهتمام بما سواه وهذا هو المراد تحقيقه من قبل أعداء الأمة .
لم يكن أعداء الإسلام بمعزل عن ما تشهده الأمة الإسلامية من تيه وضلال وذلك لمعرفتهم جيدا بالأماكن التي تمدّهم بالطاقات الإيجابية التي تعينهم على العيش في عزة وكرامة ليتحقق فيهم قول الله تعالى : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )
معرفتهم بذلك جعلتهم يسلطون شرورهم وأحقادهم على تلك الأماكن من أجل أن يحققوا مبتغاهم في إبعاد الأمة عن تلك المقدسات، لعلمهم لأنهم بإبعادهم سيستطيعون التوغل في كل شؤون الحياة بما في ذلك سلبهم لقب (خير أمة ) لأن من شروط تلكم الأمة أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتؤمن بالله ورسوله، وتجاهد في الله حق الجهاد!
فعندما اختلت تلك الشروط بدأ العدو يكشر عن أنيابه لنهش الأمة وتمزيقها وهو على يقين بأنّه ليس هناك من ممانع وإذا وجد ذلك الممانع فسيشدون وثاقهم عليه دون أن يجدوا من يعارض أو يمانع فعلهم!
نشاهد اليوم ونسمع الناس يهتمون بمايسمى( صفقة القرن) وكأن ذلك كان مفاجئا أو صادما لنا !
فماذا تتوقعين يا أمة تركت القرآن وتمسكت بقرون الشيطان ؟
ماذا تتوقعين وقد تركت ياأمتي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
فلم تهزك رؤية جثث الأطفال والنساء تحت الركام، لم يعد يهمك سماعك لأخبار انتهاكات أعراض النساء واغتصابهن ، وكأنه بات خبراً عاديا ومألوفا !
العدو الأمريكي والصهيوني لم يتجرأ على تلك الخطوة إلا بعد أن قام بجس نبض الشارع العربي المتخاذل إلا من رحم ربي من أصوات تعلو ولا تكاد تُسمع .
ومع ذلك فقد بالغنا في الاهتمام بصفقة قرن الشيطان وغفلنا عن صفقة القرآن التي كانت قبل كل ذلك بقرون والتي تنص على : (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءُوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ماعلوا تتبيرا ) .
هذه هي صفقة القرآن الوعد بالنصر ودخول المسجد ولعله وعد بتطهير الحرمين من رجس الباغين والمعتدين، ويبقى تحقيق ذلك الوعد مرهون بتحقيق الشرط وهو الجهاد في الله حق جهاده ونصرة دين الله، فبالجهاد والتحرك ستلغى كل صفقات القرن وستفرض صفقة القرآن ولو كره المشركون .
اتحاد كاتبات اليمن