لا يضركم من ظل إذا أهتديتم
عمران نت / 2 / 6 / 2019
// مقالات // منير الشامي
صرح السيد القائد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه في محاضرته ليلة أمس الخميس تصريح هام وواضح بقوله
(نحن نعرف أن موقفنا من القضية الفلسطينية هو محور الخلاف الجوهري مع النظام السعودي والأنظمة الموالية لإسرائيل كالنظام الإماراتي)
وهو بهذا التصريح وجه رسالتين مهمتين
الرسالة الأولى خارجية لقوى تحالف العدوان والعالم ومفادها مهما استمر عدوانكم فلن نغير مواقفنا الثابتة من قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين فهي كانت وستظل قضية الشعب اليمني الأولى
أما الرسالة الثانية فكانت داخلية وموجهة لمرتزقة اليمن الموالين لقوى العدوان ومضمونها أفيقوا أيها المغفلون فالعدوان على اليمن ليس من أجلكم بل من أجل إسرائيل وفي سبيل إجبار الشعب اليمني على تغيير مواقفه الرافضة للمشروع الصهيوني في المنطقة وتحويله إلى موقف ولاء وخضوع للصهاينة وإتباع لهم
وقد وجه دعوة للشعب اليمني للإحتشاد في الميادين والمشاركة الفعالة في إحياء يوم القدس العالمي والذي صادف يومنا هذا الجمعة وهو اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني عليه السلام وحدده بالجمعة الأخيرة من شهر رمضان إحياء لقضية الأمة في قلوب المسلمين في زمن الذل والخنوع ليقفوا موقف الحق وبراءة لله من مولاة اليهود والنصارى ومن جبروتهم وطغيانهم ، بإعتبار أن كل مسلم ملزم بمعاداة أعداء الله وملزم بمواجهتهم وحربهم وإذا عجز عن الجهاد في سبيل الله عن ضدهم لأي سبب فإن أقل ما يجب عليه هو أن يظهر الغضب لله على جرائمهم وظلمهم وفسادهم في الأرض بغير حق بمواقف عملية وأن يثبت ذلك بتحرك عملي في واقعه المعاش
أما الأكتفاء بمجرد القول بطرف اللسان أنه يعاديهم فذلك لا يكفي ولا يخلي مسؤوليته أمام الله ولا أمام المجتمع
وأدنى ما يجب على كل مسلم ليعلن براءته عمليا هو المشاركة في إحياء يوم القدس فلماذا يتقاعسون ويتكاسلون عن ذلك؟ وجميعهم يعلمون أن الله يقول (ولا يطاؤن موطئا يغيض الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عملا صالح )
ويدركون أن الاحتشاد في الميادين لإحياء يوم القدس يغيض الصهاينة ويغيض أعداء الله
فهل يحسبون أن الآلاف المؤلفة التي خرجت اليوم في صنعاء وفي صعده وفي ذمار وفي حجة وفي اب وفي الجوف خرجوا عبثا ؟
لا والله الذي رفع السماء بلا عمد ما خرجوا عبثا ولا بطرا ولا أشرا وأن من خرج قاصدا وجه الله وغضبا له ورفضا لصفقة القرن ومناهضا لإسرائيل ولصهاينة العرب كمن خرج مجاهدا في سبيل الله
فما من موقفا يقفه المؤمنون و يغيض أعداء الله إلا وهو يرضي الله ويرضي رسوله ويرضي ملائكته وأوليائه وخاصته من عبادة
وما من موقفا يسر أعداء الله إلا وهو وكان يغضب الله ورسوله وملائكته وأوليائه
فأسألوا أنفسكم أيها الصامتون عن الحق الرافضون دروب الصواب من ترضون بمواقفكم ومن تغضبون ومن توالون ومن تعادون ؟
فكفاكم كذبا على أنفسكم وكفاكم دجلا على من حولكم فالله يعلم بما تكنه صدوركم وما تخفيه قلوبكم فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفيه الصدور
فلا تضرون إلا أنفسكم قال تبارك وتعالى
يا أيها الذين آمنوا لا يضركم من ظل إذا اهتديتم
صدق الله العظيم
ملتقى الكتاب اليمنيين