يوم القدس ومواقف التطبيع والمقاومة
عمران نت / 29 / 5 / 2019
// مقالات // علي عبدالله صومل
في 11 فبراير 1979م كان انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة آية العظمى الإمام روح الله الخميني رحمة الله عليه وتمكنت الثورة من إسقاط نظام الشاه الطاغوتي الغشوم ومعلوم لدى الجميع أن الرئيس الإيراني المجرم العميل محمد رضا بهلوي الشاه كان شرطي الخليج لأمريكا وحليفها الحميم بل وساعدها الأيسر في منطقة الشرق الأوسط إلى جانب ساعدها الأيمن _الكيان الصهيوني الغاصب وفي عام انتصار الثورة الإسلامية المباركة أعلن الإمام الخميني آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس وهي دعوة حق وإلى الحق وموقف شجاع وحكيم كماأن اختيار آخر جمعة من شهر رمضان لتكون يوما عالميا للقدس اختيارا موفقا ودقيقا
إن الدعوة إلى إحياء يوم القدس خياراستراتيجي من خيارات المقاومة الإسلامية للكيان الصهيوني الطارئ اللقيط يهدف إلى اقتلاع هذه البذرة الإستعمارية المغروسة في قلب الوطن العربي واستئصال (الغدة السرطانية في جسد الأمة)كما وصفها الإمام الخميني نفسه كماإنهاجاءت لتعبر بالكلمة والموقف عن تحول جذري في الموقف الإيراني الرسمي تجاه القضية الفلسطينية كأهم إنجازمن إنجازات الثورة الإسلامية وتكمن الدقة والعمق في تحديد يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك في النقاط التالية :_
1_الترابط الوثيق و التلازم اللصيق بين فريضتي الصيام والجهاد فقد كتب الله القتال في ذات السنة والشهر الذي كتب فيهما الصيام وذلك في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة وأيضا إذكانت الغاية من الصيام هي التقوى كماقال الله تعالى في كتابه الكريم
‘يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣)’ [سورة البقرة] فإن فريضة الجهاد والتعاون على دفع العدوان من جملة المصاديق العملية للتقوى كما قال تعالى(…. ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢)’ [سورة المائدة] فقد جعل البر في مقام الضدية للإثم والتقوى في موقع المناهضة للعدوان ومعنى التعاون على التقوى نقيض التعاون على العدوان هو التعاون على دفع العدوان
والعدوان الإسرائيلي أفظع عدوان تتعرض له الأمتين العربية والإسلامية في تأريخها المعاصر وعليه فلاغرو أن تكون القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة الإسلامية جمعاء وبوصلة المقاومة وترمومتر الثورات
والقيام بواجب الجهاد في شهررمضان من أعظم الطاعات والقربات إلى الله فمبيت ليلة في سبيل الله يعدل عبادةالمرء ستين سنة صائم لايفطر وقائم لايفتر كماورد في الحديث النبوي الشريف
2_في شهر رمضان يستذكر المسلمون ذكرى غزوة بدر الكبرى في ال17من رمضان من السنة الثانية للهجرةالنبوية المباركة وذكرى فتح مكة في 18 رمضان من السنة الثامنة للهجرة وذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام في محراب صلاته بمسجدالكوفة أضف إليها ذكرى حرب ال6من أكتوبر التي خاضتها مصروسوريا مع الكيان الإسرائيلي في عام 1973م والتي كانت في العاشر من رمضان وغيرها من ذكريات الجهاد والإستشهاد التي حفل بها التأريخ الإسلامي المشرق وهذه الذكريات الجهادية العطرة تمثل طاقة حماسية وتعبئة جهادية تزيدنا قوة وبصيرة وخصوصا مع خلوص المودة و صدق الارتباط بشخصية الإمام علي عليه السلام الذي قتل قرابة نصف القتلى في معركة بدر وحطم الأصنام المنصوبة على ظهر الكعبة في يوم الفتح وسقط شهيدا في محراب صلاته بمسجدالكوفة وبسيف محسوب على هذه الأمة فقاتله ابن ملجم كان من حفظة القرآن ومن المتظاهرين بالعبادة والنسك ممايدلل على خطورة القوى التكفيرية_حركة النفاق _ المنتشرة في أوساط الأمة
ومن المفارقات العجيبة
أن زيارة الرئيس المصري الهالك محمد أنور السادات للكيان الصهيوني كانت في يوم عيد الأضحى المبارك وذلك في 20 فبراير عام 1977م ليضحي بالكرامة العربية والقضية الفلسطينية ويقدمها قربانا للأمريكان والصهاينة على مذبح العمالة بينما الإمام الخميني أعلن آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس وفي يوم أن كانت جمهورية إيران الإسلامية الوليدة لاتزال مشلولة القوى ومشغولة بأزماتها الداخلية العميقةوالمعيقة ورغم ذلك لازلنا نسمع الكثير من أبناء الدول العربية من يقول أن خطر إيران على العرب يفوق الخطر الإسرائيلي نفسه وفي مقدمة هؤلاء السذج الكثير من المحسوبين على تيار الإخوان والدائرين في فلك النظام السعودي المتصهين وللعلم فقد كان النظام السعودي وتيار الإخوان المسلمين آن ذاك ممن سجلوا مواقفهم المعارضة لمبادرة التطبيع الساداتية
ومن المفارقات أيضا
أن توقيع الرئيس السادات مع مناحم بيجن أحد القيادات الإسرائيلية الدموية والمتطرفة رئيس حزب الليكود الصهيوني رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت على وثيقة السلام مع إسرائيل حدث بتأريخ 26 مارس عام 1979م أي بعد انتصارالثورة الإسلامية في إيران بثلاثة وأربعين يوما وكأن أمريكا وإسرائيل عملتاجاهدتين على إيجاد العميل المطبع البديل للرئيس الإيراني العميل محمد رضا بهلوي الشاه الذي أسقطته الثورة الإسلامية في أسرع وقت ممكن وقد كافئ العرب جمهورية إيران الإسلامية على مواقفها المعادية للشيطان الأكبر أمريكا وربيبتها إسرائيل والمناصرة للقدس والقضية الفلسطينية بشن حرب ال8 السنوات أومايسمى بحرب الخليج الأولى بقيادة الرئيس العراقي المجرم صدام حسين وتحالف خليجي وعربي ودولي واسع النطاق والتحريض عليها على مدى أكثرمن أربعة عقود منذ انتصار الثورة في عام 79م وإلافقد كانت مملكة آل سعود ونظام السادات وغيرهمامن الأنظمة العربية المعادية لجمهورية إيران الإسلامية اليوم على علاقة حميمية مع محمد رضا بهلوي الشاه ونظامه التطبيعي العميل رغم عنصريته المشينه وعداءه العرقي المقيت للشعوب العربية
ويبقى القول أن الإهتمام بتحرير أرض فلسطين من الإستعمار الإسرائيلي هو مسئوولية العرب الأحرار قبل غيرهم وأن المواقف المناصرة للقضية الفلسطينية يجب أن تقابل بالمحبة والشكر وليس بالعداوة والرفض