يدينون إستهداف المنشآت الإقتصادية ويتجاهلون إستهداف الأرواح البشرية وبلا إدانات!!
عمران نت / 17 / 5 / 2019م
// مقالات // إكرام المحاقري
هكذا هم دائما ، أشرار لئام ، منافقون وواهمون ، مصاصوا دماء ومتآمرون على الأبرياء ، يلهثوادن ككلب مسعور خلف المصلحة ، يؤيدون قانون المصلحة ، ينظرون إلى الأحداث بالعين العمياء ، ويقفون في صف المجرمين صفاً مرصوصا!!
يدينون إستهداف النفط الذي بماله قد قتل ودمر وحاصر الشعب اليمني !!! وتخنع السنتهم ويجف حبر أقلامهم عندما يسفك الدم اليمني ويصمتون حيال ذلك !!!!
ذلك هو حال العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية ذات القيمة الرخيصة والمواقف اللاإنسانية.
50 شهراً وجرائم إستهداف المدنيين متواصلة على نطاق الجمهورية اليمنية، سواء في المناطق الشمالية أو الجنوبية، ولم نجنِ ممن لديهم القدرة على إيقافها سوى الإدانات فقط واحيانا الصمت المطلق !!
50 شهراً والأمم المتحدة تنهك نفسها باعلان إدانه بعد كل جريمة تحصل باستثناء الجرائم القبيحة التي تتجاهلها كجريمة إحدى المدراس ومجزرة الباص وجرائم إستهداف المستشفيات وآخرين مدنيين نائمين آمنيين في منازلهم وآخرها جريمة اليوم بشارع الرقاص بالعاصمة صنعاء.
وقد أصيب في هذا الإعتداء الأليم كم هائل من الضحايا حيث وقد تم إخراج جثثهم من تحت الأنقاض وتراوح العدد مابين 77 جريح وشهيد ، منهم 6 شهداء 4 منهم أطفال من أسرة واحدة ورجلان إثنين.
اما الجرحى فقد بلغ عددهم 71 جريحا منهم 27 طفلا و17 امرأة و 27 رجلا.
وكل هذه الدماء سُفِكت ظلماً في ظل خنوع وصمت وتفرج أممي اللامسؤول واللامقبول من الشعب اليمني الذي أصبح دمه دماً مباحاً لكل من هب ودب من المجرمين الدمويين.
المؤسف في الأمر انه عندما يسفك الدم اليمني لا احد ينصفه بكلمة إدانه إلا من رحم .وبالمقابل عند استهداف منشآت العدو البعيدة عن المدنيين كمحطة ارامكو السعودية . قام العالم ولم يقعد وأدان واستنكر ووجه الإتهامات الإرهابية لمن استهدف تلك المنشآت.
حيث وقد أدان كلا من مندوبة بريطانيا ، والأزهر الشريف ، والإمارات وجامعة الدول العربية ، تونس ، البحرين ، والأردن ، والكويت الهجوم الذي أسموه بالإرهابي الذي تعرضت له محطتا ضخ النفط “أرامكو” في المملكة السعودية وتفجير أنبون النفط في ينبع .
لم يكتفوا بالإستنكار الذي هو عين النفاق بل أنهم أتهموا العملية المشروعة بالهجوم الإرهابي الذي يهدد أمن وسلامة المنطقة . وأما الخارجية البحرينية فقد أشادت بجهود السعودية في التعامل مع هذا العمل الذي أسمته بالخطير.
وقد أكدوا على ضرورة تحرك المجمتع الدولي بكل حسم للتصدي لجميع الجماعات والتنظيمات الإرهابية ومن يقف وراءها ويدعمها من جهات تسعى لإثارة التوتر والعنف والفوضى في المنطقة حسب اعتقادها.
جميع هذه الإدانات وكل هذا الصراخ من أجل استهداف المنشآت السعودية . لكن في الوقت الذي دمرت فيه المملكة السعودية البنية التحتية لليمن بشكل كامل لم نجد مثل هذه الإدانات والإتهامات!!!!!
في الوقت الذي هدمت فيه السعودية المنازل اليمنية وقصفت على الشجر والحجر والمدارس والمشافي وحتى دور الإيتام، لم نسمع مثل هذه الإدانات والإتهامات ولم تكن السعودية وتحالف الشر معها بهذه الأعمال التخريبية إرهابيين !!!
كذلك في الوقت الذي استهدفت فيه طائرات العدوان المتعربدة الأطفال والنساء وسفكت دماءهم ونثرت اشلاءهم، وحرمتهم من أبسط مقومات الحياة وفرضت عليهم الهلاك والفقر وقررت لهم الموت بجميع انواعه ؛ لم نسمع الإدانات كهذه الإدانات، ولا إتهامات للسعودية ومن معها بانهم إرهابيون ومجرمو حرب وتجار دماء !!!
هذا هو النفاق بحد ذاته ، وهذا هو “الحياد” الشيطاني ، وهذا هو العداء والتآمر وما يعاني منه الحق منذ أول يوم ولد فيه؟!!
فعندما تقصف اليمن السعودية يستنكر العالم وجميع المنظمات الدولية !!! وعندما يُقصف الشعب اليمني وتسيل دماؤه كالأنهار يصمت المجتمع الدولي، وتغلق صفحات قرآن الازهر الشريف!!! ويستلم المال مقابل تجاهل آيات الله الذي قضت بالرد الشرعي على من اعتدى وتجبر وسفك الدماء ظلما!!
نعم فاليمن اليوم يعيش واقع اليتيم الذي لا نصير له سوى الله عز وجل . لأن المنظمات والمجتمعات الدولية اصبحت تعبد المصلحة وترضع النفط والمال المدنس من ضرع البقرة الحلوب!!!
فنحن اليوم ومن بين الدماء والأشلاء ومن تحت الانقاص ننعي إلى العالم وفاة ضمير المنظمات الحقوقية، ووننعي لهم سقوط الثقة التي بنوها بإسم الإنسانية. وصمتوا على قتل الإنسان اليمني كما صمتوا من قبل وحتى اللحظة عن قتل الإنسان الفلسطيني.
كل هذا الصمت يصب في مصلحة جيوب البدلات الفاخرة وفي أدراج المكاتب الحقوقية وفي تعري واجب المنظمات الحقوقية!!!
مجزرةشارعالرباط_بصنعاء