كيف لهذا الجمال أن يكون داعشيا؟!!
«تعز _ رحلة بين الماضي الجميل، والحاضر المؤلم»
عمران نت / 1 / 4 / 2019م
// مقالات // ريم تعز
لحظة من الحنين جعلتني أنا وذاكراتي نعود قليلاً إلى الوراء -فترة ما قبل العدوان على بلدنا اليمن-، لنحط رحالنا على أعتاب مدينتي الحالمة، وتحديداً فوق سطح منزلنا في ربى جبل صبر الحاضن للحالمة…
وقفتُ متأمّلة ذلك الجمال الربّاني الذي يأسر الروح، ويجعل الهموم تنزاح من القلوب الحزينة، لتحل محلها بهجة وسعادة..
قلّبتُ ناظريّ في تلك القرى والمدرجات الخضراء، وتلك البيوت المعلقة في نواحي الجبل والمغروسة بين تلك المدرجات، بيوت جميلة متباينة بين القديم والحديث، لترسم لوحة جميلة مزجت بين (الأصالةُ والحداثة)، جعلتني أحسُ
بروعة الإنسان اليمني الذي نحت الجبال والصخور وحولها إلى أراضٍ خصبة، واستخدم تلك الصخور الغريبة المتباينة الالوان في بناء تلك البيوت الجميلة..
لفت نظري إحدى القرى وكمية الخضرة فيها، وذلك لأن عيون الماء تنساب من كل مكان ناحتةً طريقها من بين الصخور لتهدي الارض ماءً عذباً يشرب منه الجميع وتسقي تلك الأرض فتجعلها تكتسي بالخضرة الدائمة..
تحولت بنظري إلى الأسفل يميناً لأرى المدينة الحالمة _قلعة القاهرة _المظفر _الاشرفية_باب موسى_،حواري تعز الجميلة ومبانيها وشوارعها المزدحمة بالناس والسيارات لتحس بحياة مملؤة بالجد ، لأرتفع قليلاً إلى جهة صبر الموادم التي طرقها تمتلئ بالناس الزوار للإستمتاع بذاك الجو الجميل والهواء النقي، وانت تصعد الى الاعلى ترى تلك البنات البائعات للورود (المشاقر) -كما يسمونه بلغتنا التعزية- تحت عنوان نستطيع تسميته: «دعوة للحب والسلام والجمال»..
لأصلُ بعدها إلى قمة جبل صبر في قمة العروس، القمة المعانقة للسحاب،
مناظر جميلة تدل على إبداع الخالق، وإبداع الإنسان اليمني الذي جعل من تلك القمم البعيدة مسكناً ووطناً ينعمون بين احجاره واشجاره وهوائه البارد ..
تلك البيوت يُخيلُ لمن يراها ليلاً بأنها نجوم متلألأة في السماء،
ترى بساطة الناس، ترى الألفة والمودة بينهم، يتصافحون بالسلام يتبادلون الابتسامات النقية،
ويأتي إلى مسامعك تلك الأهازيج والمهاجل الشعبية التي يرددها الناس العاملين في زراعة الأراضي،، ليروا تلك الارض من عرق جبينهم الموهوب لتلك الارض اليمنية
هذا مااستطاعت عدسة عيني ان تراة من بعض قرى صبر والمدينة وتحتفظ فيه ذاكرتي
لحظات عشتها مع ذاكرتي جعلتني أبتسم بغير شعور وأنا استرجع تلك اللحظات الجميلة و المناظر الرائعة، لِأعودُ إلى الحاظر المؤلم..!!
مشاهد من تعز مؤلمة: تفجيرات إغتيالات بيوت تهدم، وأخرى تحرق، شوارع خالية، إلا من أولئك الحاملين للرعب والخوف الموزعين للموت..
رأيت جبل صبر قد بدى حزيناً منكسراً ليواسي قلعة القاهرة الجريحة جراء آلاف الغارات من طائرات العدو السعودي الأمريكي التي حاولت طمسها، ولكنها عجزت حتى وان كانت اصابتها بالجراح المؤلمة ..
وتلك المدينة التي عاثوا في جمالها من يحملون الفكر “الوهابي الداعشي”،،
وكأن لسان حالها يصرخ قائلاً: كيف لجمالي هذا أن يكون داعشيا؟ وكيف لأبنائي الذين أحتضنهم أن يفعلوا بي هكذا؟
استجابة لرغباتهم الشيطانية وتلبية لرغبات الأعداء الأجانب الذين يريدون النيل مني ومن كل اليمن..!!
كيف لأبنائي أن يكونوا هكذا عصاة للأرض اليمنية طائعين للعدو الغازي؟
وكيف تخلوا عن الحكمة اليمانية؟!!
* تعز تصرخ باكيةً: أين الفضول، وأيوب طارش الذين طالما تغنوا بي وبجمالي وبشبابي علهم يكتبون أبياتاً يرثون فيها حالي وجمالي الذي كاد ان يشيخ ؟
أين تلك البناتُ الحاملات للمشاقر؟
ولماذا لا أرى إلا وجوهاً سوداءً حاملين البنادق ويوزعون الرصاصَ في أحشائي؟!!
تعز تستغيث أخواتها من المدنِ اليمنيةٍ: أن أنقذوا ما تبقى مني، ولا تتركوني ضحية للأعداء للشامتين العابثين ..
تنادي أبنائها الصالحين أن:
عودوا، واستعيدوا هويتي اليمنية والإسلامية،التي دنسوها بالافكارِ الوهابيةِ اعيدوا لي ثقافة الحب والسلام التي طالما تغنيتم فيها وخلصوني من هؤلاءِ الأبناءَ العاقين الذين البسوني ثوباً غيرَ ثوبي وثقافةً غير ثقافتي ،،
أنجدوني قبل فوات الأوان
فقد لا تجدوني إن تأخرتم !!