المضادات الحيوية قادمة
عمران نت / 31 / 3 / 2019م
// مقالات // محمد عبدالله اللساني
هكذا قالها السيد قائد الثورة اليمنية في خطاب تدشين العام الخامس من الصمود والثبات، وهنا وبدون أدنى مزايدات الجميعُ يدركُ ما يقوله رجل القول والفعل.
علماً أن السيد القائد خص بالحرف أن “المضادات الحيوية قادمة لمؤسّسات الدولة”.
وتحمل هكذا إشارة ودلالة عميقة عن تطهير مؤسّسات الدولة من الفساد والمفسدين بعد إسقاط كُــلّ الحجج والذرائع وبعد أربعة أعوام من الصمود الأسطوري تجاه أعتى عدوان في عصرنا الحديث والقديم.
ومن خلال تحليل بسيط لمجريات الأحداث الداخلية على مر أربعة أعوام مضت يدرك كُــلّ ذي عقلٍ ولب أن قيادة الثورة وضعت في نصب أعينها الحفاظ على التوازنات والتباينات الحزبية والسياسيّة. وجميعنا يدركُ أن قيادةَ الثورة لم تسعَ إلى تغييرات عميقة وكبيرة في التركيبة الإدارية القيادية لدولة. ويظهر جلياً ويقيناً لكل منتسبي مؤسّسات الدولة على مدى أربعة أعوام هذا الواقع.
ولا ينكر هكذا حكمة عميقة لقيادة الثورة إلا جاحدٌ ومنكر لذاته كمواطن يمني رغم تعرض البلد لأبشع المؤامرات والجرائم والتي لم تُستثنَ منها مؤسّسات الدولة والتي سعت من خلالها دول العدوان إلى تدميرها وبسعي حثيث إلى إصابتها بالشلل التام إما بالدعوات إلى الإضراب في بداية العدوان وإلى هروب قيادات كانت تمارس عملها بدون أدنى مضايقات فقط كُــلّ هَمِّها أن تترك فراغاً ونصراً سياسيًّا لدول العدوان وتعطيل مصالح الناس كهدف رئيس.
ولكن الصمود والوعي المجتمعي لكثير من منتسبي الجهاز الإداري للدولة أفشل مُخَطّطات العدوّ، فما كان لدى دول العدوان سوى ممارسة أبشع الوسائل والتي تمثلت في نقل البنك المركزي إلى عدن وإيقاف الرواتب وما تلاها من طبع للعُملة الوطنية التي تجاوزت ضعف ما طُبع من عام 1990م إلى عام 2014 م والحصار وإيقاف كُــلّ الموانئ البرية والبحرية والجوية في إطار منهج ومرسوم لتدمير المؤسّسات والاقتصاد بالعموم.
وهنا جلياً برزت حكمةُ قيادة الثورة التي تسعى إلى الدولة المدَنية الحقيقية والمؤمنة بحق المواطَنة بمدلولها الأَخْــلَاقي والإنْسَــاني رغم العدوان والتي بالفعل أحبطت مؤامراتهم.
حتى أن البعضَ من المغرر بهم الواقفين في صف العدوان وغيرهم أدركوا احتواء الثورة اليمنية لهم بكل إخاء ومواطنة ولم يُصِبْهم ما أصاب مؤسّسات الدولة في المحافظات المحتلّة من عزل وتجاهل إنْ لم يسجنوا هكذا حال المحافظات المحتلّة والتي تحتويها رؤيةٌ استعمارية تدميرية وتجهيلية لكل نواحي الحياة.
وفي اعتقادي ومن باب التحليل أن قيادة الثورة في العام الخامس وبعد إسقاط كُــلّ الحجج ستسعى إلى تطهير الجهاز الإداري للدولة من الفساد والمفسدين بعيداً عن الاعتبارات السياسيّة التي لم ولن يؤمن بها عملاءُ العدوّ وأسيادُهم.
وهكذا مضادات حيوية مؤسّسية تشبهُ في تأثيرها المضادات الحيوية الباليستية بنتائجَ تصُبُّ في الصالح العام وتؤلم دول العدوان.
مما يُثبت دعائم الصمود والبناء المؤسّسي الفعلي للدولة ويسهم في تعزيز الصمود ويسقِطُ هرطقات الطابور الخامس وأبواق إعلام الاحتلال.
وهكذا توجّـهٌ هو في حقيقته يرسُمُ ملامحَ الدولة المدنية الحديثة التي يسعى إليها المواطنون منذُ عقود ومطلب ثوري عززته الثقة بقيادة الثورة الساعية إلى السيادة الوطنية وحماية الدولة اليمنية بالصناعات العسكريّة المكفولة شرعاً وقانوناً وهي أساس بناء الدولة الحديثة والمنشودة.
وقطعاً لن تصيبَ المضاداتُ الحيوية إلا الفسادَ والمفسدين من أية جهة كانوا أَو انتماء أَو حزب فالفساد والمفسدون لا انتماء لهم سوى الفساد.