يوم الأرض هو يوم لتجديد اللاءات الثلاث : لا صلح لا تفاوض ولا إعتراف
عمران نت / 30 / 3 / 2019م
// مقالات // عدنان علامه
تتسارع خطى حكام الخليج نحو التطبيع مع العدو الصهيوني مصطحبين معهم معظم حكام الدول العربية متناسين أن فلسطين هي قضيتهم والقدس عروس عروبتهم .
ولم احسب أني سأعيش يوما تباع فيها قضية فلسطين في سوق النخاسة وتباع فيها أراضي القدس بوساطة خليجية . ووصلت الوقاحة والخيانة إلى حد التفاخر بصداقة العدو الصهيوني ولا يرون في ذلك عيباً .
ومنذ عدة أشهر كشف ترامب عن السر الدفين حول العلاقات السرية بين السعودية والكيان الغاصب وأعلنها على الملأ أمام وسائل الإعلام خلال دفاعه المستميت عن الأمراء المتورطين بقتل جمال الخاشقجي :”لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة كبيرة.؛ فهل تريدوها أن ترحل ؟
اليوم وفي يوم الأرض أين أصبحت هذه اللاءات الثلاث ؛ لقد عقد الإستكبار العالمي مؤتمر وارسو للتطبيع المباشر ولإعلان العلاقات السرية التي كانت تحت الطاولة مع معظم دول الخليج . وتوجيه بوصلة العداء إلى جمهورية إيران الإسلامية بعد أن أصبح العدو الصهيوني صديقاً وحليفاً . ولم يتعلم وزراء الخارجية الخليجين الدرس ولن يتعلموه أبداً لمعرفة حقيقة الصهاينة اللذين يؤمنون بأن العربي الجيد هو العربي الميت . فخلال مؤتمر وارسو طلب نتنياهو اللقاء سرياً على هامش المؤتمر مع وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين وبدأوا بالمزايدة في كسب وده والإدلاء بما يسر ويفرح ويطرب نتنياهو ومن ثم سرب مضمون اللقاءات ثم عاد وسحبه من التداول . وقد التزم وزراء هذه الدول الصمت التام أمام ملاحقة الصحافيين لهم أثناء سفرهم إلى بلادهم ليستفسروا عن هول ما سمعوه خلال لقائهم الصديق والحليف الجديد نتنياهو .
في يوم الأرض لا بد من جولة أفق نستعرض فيها زيارات التطبيع والمؤامرة على الأرض والشعب في فلسطين ؛ زيارة وفد صهيوني القصر الملكي في البحرين والإحتفال بأحد أعيادهم بمشاركة المسؤولين البحرينيون القصر في الرقص والغناء . وزيارة وفود رياضية إلى أبو ظبي ورفع العلم والنشيد الوطني للكيان الغاصب في ابو ظبي ومدى الفرح والشعور بالإعتزاز إلى حد النشوة لوزيرة الثقافة والرياضة أثناء تدنيسها المسجد الكبير في أبو ظبي بمواكبة إماراتية رسمية . ثم زيارة نتنياهو إلى مسقط وحضور وزير مواصلات العدو مؤتمر المواصلات في مسقط والإتفاق على “خط سكة حديد السلام” الذي سيربط دول الخليج مع الكيان الغاصب .
ويجري الحديث في هذه الأيام عن بنود صفقة القرن ولا يوجد تفاصيل .وآمل التدقيق جيدا في تصريح ترامب والمسؤولين في الإدارة الأمريكية وتصريحات المسؤوولين الصهاينة لتتيقنوا بان إجراءات بيع فلسطين قد بدأت بالتطبيق . فترامب تحت ذريعة الأمر الواقع وتشكيل خطر وجودي على إسرائيل إعترف وحيدا بالسيطرة الصهيونية على مرتفعات الجولان المحتلة . وستتبعها لاحقاً الضفة الغربية وحتى القدس المحتلة . فالقدس أصبحت بين ليلة وضحاها “أبو ديس” . وحق العودة إلى أراضي ال48 أصبح أرضا في صخراء سيناء لم تحدد معالمها بعد ، في سجن غزة الكبير . ولاجئي الشتات سيتم تجنيسهم في أماكن تواجدهم بضغط أمريكي وتمويل خليجي . وما يحصل حالياً من ضغوط أممية ودولية على الحكومة اللبنانية لعدم ترحيل اللاجئين السوريين سوى الخطوة الأولى لتنفيذ مؤامرة تجنيسهم مع الفلسطينيين للتأثير على التوزيع الديموغرافي في لبنان . وآمل من الأخوة التدقيق في تصريحات وزير خارجية الإمارات قرقاش لتعرفوا حجم المؤامرة على الشعب الفلسطيني لأنكم ستدركون يقيناً حجم التنسيق الإماراتي الصهيوني إذا علمتم بان الصهاينة توسطوا لدى أمريكا لتحصل الإمارات على عدد من طائرات F 35 المتطورة جداً . وإذا تعمقنا في التحليل ؛ وخاصة في إنتقال ملكية جزيرتي تيران وصنافير ،وإحتلال دول تحالف العدوان اليمن وتفرد الإمارات بالسيطرة على جزيرتي ميون في باب المندب وجزيرة سقطرى في خليج عدن وانتشار الإمارات في ارتيريا والصومال للتحكم في حركة الملاحة في خليج عدن وباب المندب تحديدا يؤكد وجود مخطط إستعماري بين دول الخليج والعدو الصهيوني غير مكتمل المعالم حتى الساعة لتشكل الإمارات الذراع العسكرية لهذا المخطط الجهنمي الذي لم تتضح بنوده النهائية بعد .
هذا من حهة ومن جهة أخرى فإن جماهير الشعب الفلسطيني ترفض هذه المؤامرات بجميع أشكالها ؛ ولذا نظمت مسيرات العودة. وقد تزامن يوم الأرض اليوم مع الذكرى الأولى لمسيرات العودة . ووجهت أيقونة المقاومة عهد التميمي صفعة لكل حكام العرب والكيان الغاصب الذي اعترف بأن صفعة الضابط كانت زلزالاً “لهيبة” الكيان الغاصب. فقد صفعت عهد التميمي قائد الدورية الصهيونية وطردتهمم من أمام منزلها حتى لا يدنسوا محيط منزل أهلها . ووجه البطل الأسطوري عمر أبو ليلى ضربة قاصمة للعدو الصهيوني على كافة المستويات وصحح قطب بوصلة العداء الحقيقي نحو العدو الصهيوني لعل وعسى أن يعود اللاهثين والمهرولين لخدمة مشاريع العدو الصهيوني إلى رشدهم . ومما زاد في إنتشار العملية النوعية ورفع معنويات الشعب الفلسطيني والشعوب الحرة في العالم هي الصورة التي صورها أحد الصهاينة لحظة طعن المجاهد أبو ليلى الجندي الذي يفوقه حجماً والمعلومات حمل انسحابه من مكان العملية في سلفيت وظروف استشهاده البطولية .
وأمام وضوح الرؤيا حالياً للمؤامرة على الشعب الفلسطيني فقد حضرتني الذاكرة لأناشيد الثورة الفلسطينية السبعينات من القرن الماضي وخاصة فلسطين …فلسطين باعوكِ البياعين ، وقصيدة الشاعر العراقي مظفر النواب “القدس عروس عروبتكم” الذي أصبح مطلوبأً في أكثر من بلد عربي بسببها ، وللتأكيد على أن عمر المؤامرة على فلسطين هو من عمر إحتلالها .
فالیوم هناك صراع وجود بين محور المقاومة وبين محور الخيانة والتطبيع. وأصبحت الأمور واضحة وضوح الشمس . لذا عليكم أن تحددوا في أي محور أنتم .
في يوم الأرض علينا أن نجدد الوعد والعهد ونؤكد بأن التخلي عن الأرض أو المساومة عليه هي بمثابة التخلي عن العرض والمساومة عليه .وهنا لا بد من التذكير بما قاله معظم القادة العرب بأن ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة هووالحل الوحيد لحسم هذا الصراع . فالصراع هو صراع الحق ضد الباطل.
{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} . (الإسراء-81)
وإن غدا لناظره قريب