الحراك الشعبي في القطيف والأحساء: مستمرون في رفضنا لآل سعود
عمران نت – السعودية / 20 / 2019م
أكّدت لجان الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية أن انتفاضة الكرامة في القطيف والأحساء لا تزال تشكّل “سدًا في وجه بني سعود” بفضل شجاعة شباب الحراك أمام ممارسات قوات آل سعود، وحثّت جميع الأحرار في البلاد على حفظ عزائمهم وإصرارهم ومواصلة الحراك بكل ما أوتوا من قوّة.
وفي بيان لها صدر بمناسبة الذكرى الثامنة لـ”إنتفاضة كرامة”، وثّقت اللجنة أهمّ مفاصل انطلاقات حراكها في أوائل عام 2011، مؤكدةً أن ذلك كان استثنائيًا حيث خرج الآلاف من الرجال والنساء رافضين حكم آل سعود ومطالبين بإجراء انتخابات نزيهة لتحديد الحكام الذين يمثلونهم وإلغاء سياسات التمييز.
وكانت إنتفاضة محرّم في القطيف والأحساء، بحسب البيان مفاجَأة للنظام السعودي الذي “لم يعتاد على أصوات وصرخات شيعة أهل البيت عليهم السلام في الجزيرة العربية وهي تنادي بسقوط حكم الطاغوت منذ عام 1979 ( الانتفاضة الأولى)”.
وأخذ البيان يفنّد أحداث الانتفاضة، ففي 17 شباط/فبراير 2011، خرج الآلاف من أهل القطيف والأحساء في المظاهرات السلمية (إنتفاضة الكرامة) مطالبين بحقوقهم المشروعة، بيد أن “قوات النظام السعودي تصدّت للمظاهرات ومنعتها بكل قوّة فقد أطلقت النار على المتظاهرين واعتقال الكثيرين ودمرت المنازل وأحرقت وجرفت كل ما من شأنه أن يشير الى الثورة، بالإضافة إلى إصدار قائمة بأسماء 23 اسما من الشباب على أنهم مطلوبون أمنياً”.
الانتفاضة الثانية بدأت وكانت بمثابة زلزال تحت أقدام آل سعود، إذ “تكتّمت عليه جميع وسائل الأعلام من حيث قوته وقدرة أبطاله، فبحسب النظام السعودي هذا الحراك هو مجرّد غيمة عابرة”. وفي ذلك العام “خرجت تقريباً أكثر من 27 مظاهرة واحتجاجا وتجمعا في المنطقة الشرقية وبالتحديد في القطيف والأحساء وبلداتهما، تبعتها ارهاصات وتداعيات تسبب فيها بنو سعود ونظامهم بحرف الحراك الشعبي المطلبي الي مواجهات أمنية واغتيالات ومداهمات” بحسب البيان.
وأشار البيان الى أحداث حيّ المسوّرة التاريخي في 9 مايو/ أيار 2017، عندما قامت وحدات عسكرية تابعة لوزارة الداخلية وقوات مكافحة الشغب، بالهجوم على حي المسوّرة الواقع في بلدة العوامية، حيث تم تطويق البلدة من جميع الجهات، وبدأت الوحدات المهاجمة بضرب الحي المستهدف بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. حصل حينها، وفق البيان اشتباك حاد بين شباب الحراك الشعبي والقوات السعودية، التي تمكنت في نهاية المعركة من الدخول الى الحي والعبث في كل ما يحتويه”، و”اضطر الكثير من السكان للهجرة، وبعد استشهاد ما يقارب 30 شهيداً وإصابة المئات، وتدمير مئات البيوت والمباني التراثية بما فيها سبعة مساجد وأحدى عشرة حسينية ليتم فيما بعد جرف الحي بالكامل والأحياء المجاورة له”.
وفي 1 يونيو/حزيران 2017، قام النّظام السّعودي بتفجير سيارة في وسط مدينة القطيف في سوق مياس كان يستقلها الشهيدان محمد الصويمل، وفاضل آل حمادة مما أدى الى احتراق وتفحم جسديهما”.
وفي مدينة سيهات التابعة لمحافظة القطيف، نفذت قوات سعودية كميناً في 14 يوليو/ تموز 2017، راح ضحيته “ثلاثة من الحراك الشعبي وهم الشهداء حسن العبد الله ، وجعفر المبيريك، و صادق آل درويش”.
وقامت القوات السعودية في بلدة العوامية بمداهمة منزل الشهيد القائد سلمان الفرج، أبرز قياديي معركة المسورة في 19 ديسمبر/ كانون اول 2017 و”اغتالته بطريقة بشعة أمام والدته التي اعتدوا عليها بالضرب مع كبر سنها وزوجته وبقية اسرته واعتقلت زوجته التي تم اطلاق سراحها لاحقا”.
أما في عام 2018 ، فقد شرعت قوات سعودية يوم 26 أيلول/سبتمبر مدعومة بمدرعات في محاصرة حي الكويكب في القطيف، حيث عمدت إلى “ترويع الأهالي بعد أن أطلقت الرصاص الحي مستهدفة عددًا من المدنيين ومن ثم قامت بمداهمة أحد المنازل في حي الكويكب حيث كان يتواجد فيه الشهداء (محمد حسن أحمد آل زايد، مفيد العلوان، وخليل آل مسلم) وانتهت المداهمة بشهادة الشباب الثلاثة بعد مقاومة عنيفة”.
وفي 17 تشرين الأول/أكتوبر 2018 ، “حاصرت قوة سعودية ثلة من الشباب المؤمن في وسط مدينة القطيف (حي باب الشمال)، وعمدت القوات المحاصرة لترويع الأهالي والمدنيين بإطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي على المنازل والمارة”.
في 7 يناير/كانون الثاني 2019 ، تمت مداهمة بلدتي أم الحمام والجش التابعتين الى محافظة القطيف، وفرضت القوات السعودية حصاراً استمر من الصباح حتى المساء على مداخل البلدتين، يورد البيان.
لجان الحراك أوضحت أن النظام لم يكتفِ بالاعتداءات على المواطنين، إذ قام باعتقال عدد من الحرائر في منطقة القطيف، وهن “اسراء الغمغام، ونعيمة المطرود ، والسيدة فاطمة آل نصيف، ونور آل مسلم، والسيدة نسيمة السادة”.
ولفت البيان إلى أن عدد شهداء الحراك الشعبي تجاوز الـ 70 شهيداً حتى هذه اللحظة، فيما لا يزال النظام يحتجز جثامين 38 منهم فضلاً عن مئات الأسرى والمعتقلين، مضيفًا أن “شيعة الجزيرة العربية دائماً رافعون رؤوسهم، ومنتصرون مجرعون بني سعود غصص الغيظ”.
وفي الختام، شدّد شباب الحراك الشعبي على أنه بعد ثماني سنوات من النضال والتضحيات التي قدمها أهالي القطيف والأحساء “كانت النتيجة ولادة خط مقاوم يرفض الوجود البغيض لحكام بني سعود، ويخط في كل يوم لوحة انتصار ويمهرها باسم الحراك الشعبي في شبه الجزيرة العربية”.