التحالف السعودي في تخبط .. عاجز عن التقدم وغير قادر على العودة في ظل إرادة يمنية عنيدة غير قابلة للكسر
عمران نت / 7 / فبراير 2019م
// تقارير // حميد رزق
رأى الإعلامي حميد رزق أن عقلية التعالي والغطرسة التي يتعامل بها النظام السعودي تجاه الشعب اليمني هي عقلية قديمة اختلط فيها العامل الديني القائم على الفكر الوهابي المتطرف والذي يكفّر كل من ليس من أتباعه، لتظهر طفرة النفط فيما بعد ويكون لها دور كبير في تضخيم الأنا والذات لدى العديد من أمراء آل سعود خاصّةً محمد بن سلمان ووالده، وهو ما دفع النظام السعودي الى أن ينظر لليمن على أنه عاجز عن صناعة أو تطوير أسلحة. وأشار إلى أنه في المعركة الحالية يحاول آل سعود الهروب من الإعتراف بأن اليمن المحاصر والمدمر هزمهم وأظهرهم فاشلين أمام العالم كله حتى لا يعترفون بهزيمتهم أمام اليمنيين فيتم القفز نحو تحميل إيران مسؤولية ما يجري، بالرغم من أن الجميع يعلم أن اليمن محاصر وهم أنفسهم يتباهون بالحصار الذي يفرضوه على الشعب اليمني. السيد نصرالله منصف وله مصداقية عالية الإعلامي اليمني وفي حوار خاص مع “مرآة الجزيرة” حول خطاب السيد حسن نصر الله الأخير بخصوص الشأن اليمني وآخر التطورات العسكرية في اليمن، اعتبر أن كلام السيد حسن نصر الله حول ملحمة الصمود اليمني يستحق التأمل فعلاً من رجل يُعرف عنه أنه لا يجامل وليس له مصلحة في عدم قول الحقيقة، واستطرد للقول أن “ما يتميز به السيد نصر الله هو أنه منصف وأنه واحد من الرموز العربية الكبار الذين لكلمتهم وزن ومصداقية على الصعيدين العربي والدولي”، ذلك أنه حين يقول سماحته أن تجربة الصمود اليمني هي الأجدر بأن تخضع للدراسة فلأن موازين المعركة مختلفة تماماً لصالح التحالف السعودي الأمريكي. الشعب اليمني يزداد صلابة وتابع بالقول، أيضاً بالنظر إلى حجم الجيوش والمرتزقة الذين تحركوا لغزو اليمن وكذلك الإمكانات العسكرية والتسليحية الكبيرة والجبّارة وفي ظل حصار محكم على اليمن ينهي عامه الرابع وفي ظل وجود الاف المرتزقة اليمنيين من الداخل تتحالف معهم القاعدة وعناصر داعش وبوجود دعم عسكري أمريكي غربي دولي شبه كامل وبعد مرور أربع سنوات من هذه الحرب التي شنت بشكل مباغت بعد خروج اليمن بأيام قليلة من أحداث وثورة لم يكن هناك دولة ولا مؤسسات ولا جيش ولا اقتصاد ولا جهات داعمة في العالم وبالرغم من هذا كله وقف اليمنيين وقفة شموخ في ظل حصار وتجويع وفي ظل ظروف بالغة القساوة وهاهم اليوم على مشارف عام خامس من الصمود وقد أصبحنا نرى صفوف دول العدوان تتفكك فيما الشعب اليمني زاد صلابة وقدرة على مواصلة درب الصمود حتى الخلاص باذن الله تعالى، فهي تجربة فعلاً جديرة بالدراسة لأنه وبموجب الموازين المادية المعركة محسومة لصالح السعودية مائة بالمائة وفي غضون أسابيع قليلة ولكن ما جرى ويجري شيء معجز وأسطوري بما للكملة من معنى. السعودية ومستقبل الحرب في اليمن رزق وفي رده على سؤال ما إذا كانت بالفعل كل من السعودية والإمارت عاجزة عن اكمال الحرب باليمن وفق ما صرّح السيد نصرالله، اعتبر أن مسألة الفشل لما يسمى عاصفة الحزم واضح وضوح الشمس والخيار العسكري تحوّل إلى فضيحة حقيقة لدول ما يسمى بالتحالف ومن خلفهم الولايات المتحدة الامريكية واليوم سقف هذه الدول هو انتزاع الحديدة بأي طريقة كانت ثم بعد ذلك ينسحبوا من المشاركة المباشرة في الحرب ويتولوا تغذية المرتزقة اليمنيين ليستمر الصراع بين اليمنيين مع بعضهم. مشاورات السويد كشفت العجز السعودي لولا العجز والفشل السعودي الإماراتي لما عقدت مشاورات السويد فواشنطن بالإضافة للندن التي دخلت بقوة لإنجاز اتفاق السويد بغية إيجاد مخرج للسعودية وإنزالها عن الشجرة، بيد أن الولايات المتحدة وبريطانيا تعملان في نفس الوقت على تحويل إتفاق السويد إلى فخ يحقق مكاسب لدول العدوان وينتزع الساحل التهامي من السيادة اليمنية ولذلك محاولات عرقلة تنفيذ اتفاق استكهولوم هو نتيجة الفشل السياسي الذي يضاف الى الفشل العسكري وبما ان السعودية لم تحصل على ما يحفظ ماء وجهها فستظل تكابر وتراوغ الى خلال المراحل القادمة لكن كلما استمرت في الحرب فان الاستنزاف سيكون اكثر وتاثير الحرب على الداخل السعودي اكبر، بحسب الإعلامي رزق. فشل التحالف السعودي في السياق، أكّد رزق أنه لا يوجد رادع للسعودية الى الآن سوى الفشل، وقد أصبح النظام السعودي يعيش حالة قلق واضطراب داخلي لكنه يمارس تعتيم كبير وهو يخشى من إيقاف الحرب في ظل النتائج الحالية لأنه مثل الغريق الذي لا يستطيع مواصلة السباحة ولا يستطيع الرجوع الى بر الأمان، وفق تعبيره وتابع، لأن أقدامه غاصت في الرمال المتحركة، صمود اليمنيين وصبرهم وتحملهم جعل السعودي يوقن أنه أمام شعب صلب وأمام إرادة يمنية عنيدة وغير قابلة للكسر وبالتالي بات الخوف يتملك النظام السعودي من أعمال الثأر والإنتقام التي سيقوم بها اليمن في حال ترك يتعافي ويداوي جروحه ومن هذه الخلفية تسعى السعودية جاهدة الى أن تضعف وتمزق اليمن اطول فترة ممكنة ولكن الأحداث ونتائج العدوان تتجه في صالح اليمنيين الذين زادهم العدوان صلابة وقوة واعتماد على الذات. تناقض المواقف الأمريكية أما عن قراءته للتناقضات الواردة في تصريحات المسؤولين الأمريكيين مرة بطلبهم وقف الحرب والانخراط في الحل السياسي وبعدها بأيام قليلة يشيدون بها، وجد رزق أن الحرب على اليمن أمريكية بإمتياز والنظام السعودي والاماراتي ليسوا سوى أدوات وواجهات عربية واقليمية لا غير، والأمريكيون عندما يتحدثون عن السلام فالأمر متعلق بمحاولاتهم التبرؤ من الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان على اليمن، موضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى غسل يدها من الدم اليمني وتريد أن يتحمل محمد بن سلمان وحده مسؤولية الانتهاكات التي تحدث بحق الشعب اليمني ولو اراد الامريكيين وقف الحرب لتوقفت بشكل سريع وحاسم، لكن استمرارها قرر أمريكي أيضاً في حين أن تصاعد حدة الانتقادات العالمية وتزايد التعاطف الانساني مع اليمن يحشر الامريكيين في زاوية ضيقة ويجعلهم في خانة المجرمين والقتلة فيضطرون للمراوغة والحديث الكاذب عن السلام. الصمت العالمي على جرائم السعودية باليمن الإعلامي رزق استنكر الصمت العالمي ازاء الجرائم التي يرتكبها تحالف ال سعود بحق الشعب اليمني، معتبراً أنه يثبت أن العدوان أمريكي اسرائيلي ولو لم يكن كذلك لتحرك الرأي العام العالمي للرفض والتنديد ولما اأُطيت السعودية كل هذه المهلة لارتكاب مذابح يندى لها جبين الانسانية من أجل إركاع الشعب اليمني بما أننا نعيش في زمن الهيمنة الامريكية زمن الغاب وزمن المتاجرة الكاذبة بحقوق الانسان فمن الطبيعي ان الشعوب الحرة والكريمة تتعرض لهذه المحن القاسية خاصة ان مسيرة النضال والحرية التي يناضل شعبنا من اجلها تتصادم مع متطلبات استمرار الهيمنية الامريكية الاسرائيلية على المنطقة العربية خاصة في الجزيرة والخليج بحسب رزق. ونوّه رزق إلى أنه لا خيار اليوم أمام اليمنيين سوى الصمود والإستمرار في الدفاع عن أنفسهم وبلدهم، مؤكداً أن اليمنيين باتوا أكثر قدرة من أي وقت مضى على مواصلة مشوار النضال وخوض معركة الكرامة والمصير، إذ راكم اليمنيين عوامل جديدة للقوة والسعودية تعيش اوضاع غير مستقرة وتداعيات استمرار الحرب على السعودية سلبية بشكل كبير. أما بخصوص اتفاق السويد، فلا نعوّل عليه، يقول الإعلامي اليمني الذي وجد أن احتمالات فشله كبيرة ولن يكون ما هو قادم من الحرب باأقسى ولا أشد مما حصل خلال الأربع سنوات الماضية فقد استخدمت السعودية كل ما لديها وارتكبت كل انواع واشكال الجرائم والاثام وكل ذلك لم يضعف ارادة اليمنيين وانما زادهم اصرار على التحرك الجاد والفاعل الى جبهات القتال. وعن المعادلات الجديدة التي يحضرها أنصار الله في هذا العام، أكد رزق أنه هناك مفاجآت سيتم الاعلان عنها خلال الفترات القادمة خاصة عند حلول الذكرى الرابعة للعدوان، مشيداً بالجهود الكبيرة والجبارة التي يبذلها الجيش واللجان الشعبية لتعزيز القدرات العسكرية الاستراتيجية والمؤثرة خاصة في مجال الصواريخ البالستية ومجال الطائرات المسيرة وكذلك سلاح البحرية. وقد عودتنا القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن تفي بوعودها وتترجم أقوالها الى أفعال والسيد عبد الملك تحدث عن خيارات استراتيجية لم تستخدم كلها ولا زال في جعبة الشعب اليمني الكثير للدفاع عن استقلاله وعزته وكرامة شعبه يختتم الإعلامي حميد رزق حديثه.