ترامب تربى وعمل مع المافيا بناءً على مثل العرق دساس
عمران نت/ 23 / يناير 2019م
عدنان علامه
كثيرًا ما نسمع مقولة أن العرق دساس ، ولكن هل فكرنا يومًا من أين جاءت تلك المقولة أو لما قيلت ؟ فمن المتداول بين الشعوب أن كل إناء ينضح بما فيه . والطيور على أشكالها تقع .ومهما غيّر الإنسان من نفسه أو ارتقى أو حتى تدنى فإن عرقه يُظهِر أصله ، حيث يتضح من خلال أفعاله وتصرفاته أصله وعرقه . ولهذا المثل قصة شهيرة وقعت بين ملك قديم وسياسي في عهده وسأحاول إختصار الحوادث قدر الإمكان بعد سرد الحادثة الإولى .
قصة المثل :
يُحكى أن في يوم من الأيام وصل إلى أسواق البلدة رجل غريب وأخذ ينادي في الناس : يا أهل البلدة الكرام أنا رجل سياسي أستطيع حل المشكلات وتخليصكم من الأزمات ، أنا أفضل سياسي يمكن أن تسمعوا به وظل هكذا ينتقل من حي إلى حي ، وهو ينادي في الناس ويعرفهم بنفسه فلما سمع حراس البلدة بكلام الغريب نقلوه للملك .
وبينما كان الملك جالسًا في قصره سمع بنفسه نداء الغريب ، فأمر حراسه أن يحضروه ، فلما امتثل المنادي بين يد الملك سأله الملك قائلًا : هل أنت سايس ؟ فأجاب الرجل لا يا مولاي أنا سياسي ولست سايس ، فقال له الملك : ولكني سمعت أنك تعمل سايس ولهذا قررت تعيينك في بلاطي سايسًا للخيل ، فلي فرسة غالية على قلبي أحبها كثيرًا ، وأريد منك أن ترعاها فتململ الرجل وقال : يا مولاي ولكني لست سايس بل سياسي .
فقال الملك بصوت حازم : أنت سايس ولا شيء غير هذا وإن رفضت عرضي قطعت رقبتك ، فوافق الغريب على قرار الملك خوفًا منه ، وبالفعل ذهب ليتسلم الفرس من السايس السابق فحذره قائلًا : هذه الفرس لها مكانة كبيرة لدى الملك فإياك أن تخبره بعيوبٍ فيها ، وإلا أعدمك دون تفكير . ولاحقاً طلب الماك رأيه بالفرس طلب إعفاءه .ولما أصر الملك طلب الرجل الأمان ولما حصل عليه قال:-
الفرس الأصيلة تأكل في معلف أو تعلقه في رقبتها وتأكل مرفوعة الرأس ، ولكن تلك الفرس كانت تبحث عن الطعام في الأرض مثل البقر والماشية .
فأدرك الملك فطنة وذكاء السايس وطلب منه أن يسوس زوجته ، أي يعمل بخدمة الملكة . وبعد مدة سأله الملك عن زوجته ولكن السايس أصر على الملك أن يعفيه . ورفض الملك ولما أخذ الأمان قال له :- إن زوجتكم تغمز حين تتكلم ، وذلك من عادة الغجر في الكلام وليس من عادة الملوك في شيء ، فانبهر الملك بذكاء الرجل وأمر له بغرفة رائعة الجمال وعشاء فخم .ثم أمره أن يعمل على خدمته.
وبعد مدة سأله عن نفسه وبعد ان أخذ السايس الأمان قال له أنت لست إبن ملك . فذهب الملك إلى أمه فقالت له :- تزوج والدك عدة مرات وإن مرت تسعة أشهر دون أن تنجب زوجته كان يقتلها ، ويتزوج غيرها وكان في القصر طباخ حينها له ولد رضيع فأخذته منه ، وأدعيت أنه ولدي حتى لا يقتلني الملك ، هذا الولد هو أنت والطباخ هو أبوك .
وهنا رجع الملك إلى السايس متعجبًا وقال له : أخبرني كيف عرفت أنني لست ابن الملك ؟ فقال الرجل : يا مولاي إن الملك حينما يعطي ويهب يعطي ذهبًا وفضة ، وحينما يعاقب يقتل ويسجن أما أنت فكنت عندما تعطيني تعطي مرق ودجاج وطعام فاخر ، وحينما أعصاك كنت تمنع عني الطعام وتسجنني ، فمن يرافق الطباخ ماذا ينال منه حينما يرضى عنه سوى الطعام ، وحينما يغضب منه لا ينل سوى منعه فالعرق دساس يا مولاي .
ومن وحي المثل، فإن ترامب خلال حملته الإنتخابية قالها بالفم الملآن “بأن دول الخليج لا تملك سوى المال، ولولا الدعم الأمريكي لما بقيوا في الحكم عدة أيام . وعليهم أن يدفعوا ماقبل حمايتنا لهم وسيدفعوا ” . وعندما استلم الحكم دفعوا الجزية رغما عنهم”.
وقد قال منذ مدة حين ناور بالإنسحاب من سوريا والسعودية طلبت منه عدم الإنسحاب :” إذا تريدون منا البقاء عليكم ان تدفعوا ثمن ذلك ” .
وتحدث ترامب بوقاحة مع الملك سلمان ولسانه يلهج بالقول :” المال مقابل الحماية” . وحتى وصلت وقاحته إلى الطلب من حلف الناتو بالدفع . ومن آخر إبتزازاته الضغط على مجلس النواب لإعطائه الموافقة على تنفيذ جدار أمريكا والمكسيك دون وجود.قرار رسمي بذلك علما بأن الحدود المشتركة بحوالي 3500 كلم . ونتيجة لذلك فقد عطل تمويل الحكومة الفدرالية وبقي حوالي 800 آلف من المواطنين بين العمل بدون راتب او أخذ إجازات قسرية على حسابهم الخاص .
فلو سألنا السايس عن رأيه لقال وبدون أخذ الأمان :” بأن ترامب رجل عصابات ومافيا متمرس. وقد ترعرع بين أحضان المافيات والعصابات ؛ لأنه يعمل كبلطجي ويبتز الأموال بالقوة مقابل حماية بعض المتحكمين برقاب شعوبهم.
إن جنون العظمة والفكر المافياوي لدى ترامب سيجلب الدمار لأمريكا أولا قبل أن يلحق بالبلدان التي يأخذ منها الأتاوات حين لا تستطيع الدفع أو حين يرفع من قيمة الأتاوة ولا تستطيع الدفع .
وإن غدا لناظره قريب