يا ليت قومي يعلمون

عمران نت/ 21 / يناير 2019م

بقلم /إكرام المحاقري

أمنية شهيد تحققت بعدما أرتقت روحه الطاهرة والتقت ربها العظيم نطق مستبشرا وفرحا بما أتاه الله من النعيم والطمأنينة والفوز العظيم “قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)”. هكذا ذكرت في سورة “يس ” لتسطر للشهداء الخالدين ذكرهم وحال لسانهم وهم في ضيافة الرحمان الرحيم .

آية قرآنية عظيمة بينت للعالمين مكانة الشهداء وكيف هو شعورهم وفرحهم بما هم فيه ، وكأنها تشد كل من يقرأها للجهاد في سبيل الله والمتاجرة مع الله تجارة لا تبور . بضاعتها روح طاهرة وثمنها خلود أبدي ونعيم مقيم .

وكل من يتدبر مضمون هذه الآية العظيمة التي قبل أن تكون آية مكرمة في القرآن الكريم كانت آية عظيمة وحدث جلل في هذه المعمورة الصغيرة أنذاك .

آمل التدبر في الآيات التالية :- {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ(21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22)أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ(23) إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ(24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ }(27).

هذه الآيات المباركات والجليلات طرحت شرحا مفصلا عن ماهية الشهيد ومكانته وفي أي موقف يسقط الشهيد لترتقي روحه في عليين .

مواقف هي سبيل الجنة ، بداية كان ناصحاً أميناً ، أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وساند بموقفه المرسلين . وأستنكر حال من يعبدون من دون الله ألهة أخرى عاجزة لاتستطيع أن تقي نفسها من خطر يداهمها ، معلناً توحيده لله سبحانه وتعالى ، لينال بعد ذلك وسام شرف عظيم وساطع بتوسمه إلى يوم الدين ” شهادة في سبيل الله ”

وها هم طلائع النصر ” الشهداء ” في عصرنا نحن ، العصر الذي ضحوا بأنفسهم فيه وهم يواجهون قوى الشرك كلها ، وهم يحملون في أنفسهم قضية هي قضية نصرة الدين . قضية إنتهجوها وساروا على سبلها لتكون لهم الجنة . بينما أذناب الشيطان يحملون في أنفسهم الدنيئة قضية إبليس وسبيلها هو جهنم وبئس المصير .

فشهداء الحاضر لايقلون شأناً عن شهداء الماضي ، وها هو القرآن الكريم ببلاغته وبكل ما فيه من قصص عن الصادقين يحتضن مواقفاً تلامس المواقف في حاضرنا مع إختلاف الزمان ؛ ولكن لم يختلف العدو لأنها معركة الحق ضد الباطل.

#الذكرىالسنويةللشهيد

مقالات ذات صلة