أعيرونا جماجمكم
عمران نت/ 6 / ديسمبر 2018م
بقلم / عفاف محمد
يا أنتم…يا من يحتفي الثرى بوطء اقدامكم ..
يامن تتزين المتارس فرحاً وتأنس بكم ..
أعيرونا جماجمكم لنعلم كيف تبذلونها رخيصة في سبيل الله ونصرة الحق..
أعيرونا تلك الجماجم الممتلئة طهر عسى لنستبصر بها أفكاركم ..
وكيف أنكم عن جميع البشر متنزهون.
أعيرونا جماجمكم المثقلة بالحكمة ..
فكيف بكم دون البشر متميزون..
كيف به الإيمان يكسو أجسادكم وينعكس نوراً على محياكم..
كيف بها الجبال تستمد شموخها منكم ..وكيف بكم تهزون عروش الطغاة.
أعيرونا جماجمكم لنتعلم الدرس تلو الدرس..
لنتعلم كيف أن فقدتم سلاحكم في المعركة فالحجارة سلاح .
ولنتذوق حلاوة كسرة الخبز التي تتقاسمونها
وليقرصنا البرد لنستشعر كيف أنكم فارقتم الدفاء .
أعيرونا تلك الجماجم
لنعرف من إين تأتيكم القوة فتقتحمون المواقع ، تفجرون بارجة و تسقطون الطائرات .
أعيرونا جماجمكم لنعلم كيف تحرقون الأبرامز والأوشكوش منتشين ؛ وكيف تقنصون المرتزقة وكيف تخيفونهم بأبسط الأسلحة بل لنتعلم كيف تخيفونهم بالحجارة …!!
تالله ما قد رأينا قط مثلكم.
فما الذي تحويه جماجكم ..؟
يا أولي البأس الشديد يامن وصفكم الله بأنكم الصادقين الرابحين للتجارة العظمى ..
من أين تتشربون هذا العز؟ وكيف استطعتم التغلب في سهولة ويسر على شهوات الدنيا؟
كيف هجرتم الديار والأهل والصحاب ؟
كيف أن الإيمان يكسوكم فيغمركم وبه تنتصرون ؟
اعيرونا جماجمكم ولو لبرهة قد نعلم سر صمودكم . وسر نجاحكم وسر إنتصاراتكم وسر سموكم الإلهي الذي نقف أمامه منبهرين مشدوهين.
فكم أنتم عظماء ، وكم نحن بحاجة لأن نمتلك جماجم مثل جماجمكم.